أعلنت طهران اليوم الإثنين، عن مشروع لحلّ الأزمة في إقليم كاراباخ المتنازع عليه بين أرمينيا وأذربيجان، وذلك مع استمرار الاشتباكات بين الطرفين، وسط دعوة أوروبية لوقف القتال وبدء المفاوضات بين الجانبين في أقرب وقت، تحت مظلة مجموعة "مينسك".
وكشف المتحدث باسم الخارجية الإيرانية سعيد خطيب زادة، اليوم الإثنين، أن بلاده أعدّت مشروعاً لحلّ الأزمة في إقليم كاراباخ، من دون الكشف عن تفاصيله، قائلاً إن طهران "ستتابع هذا المشروع مع الطرفين المتصارعين ودول المنطقة والجيران".
وقال خطيب زادة في مؤتمره الصحافي الأسبوعي، إن "إيران تتابع بدقة وعن كثب التطورات في منطقة كاراباخ، وهي على اتصال مستمرّ مع جميع الأطراف"، مؤكداً "احترام وحدة الأراضي الأذرية وضرورة انسحاب القوات من المدن المحتلة"، على حدّ قوله، داعياً باكو ويريفان إلى وقف فوري للمواجهات العسكرية.
تقول أرمينيا إن أذربيجان هي التي أعادت تأجيج الصراع بشن هجوم واسع في 27 سبتمبر
وأكد المتحدث الإيراني أن بلاده "لن تحتمل المواجهات على حدودها والاعتداء على ترابها"، مضيفاً أن ذلك "جزء من خطوط إيران الحمراء، ولا ينبغي أن تتعرض الحدود الإيرانية لاعتداءات غير متعمدة"، في إشارة إلى سقوط قذائف داخل المناطق الإيرانية على الحدود خلال الأيام الماضية.
ومنذ الأحد الماضي، يتواصل القصف المدفعي العنيف المتبادل بين القوات الأذرية والأرمينية في إقليم ناغورنو كاراباخ، المتنازع عليه بين البلدين، في أسوأ مواجهات تشهدها المنطقة منذ 2016، مخلفة عشرات القتلى من كلا الطرفين. وتقول أرمينيا إن أذربيجان هي التي أعادت تأجيج الصراع بشن هجوم واسع في 27 سبتمبر/ أيلول.
إلى ذلك، طالب المفوض الأوروبي للأمن والسياسات الخارجية جوسيب بوريل، الأحد، بوقف القتال فوراً بين أرمينيا وأذربيجان، داعياً إلى بدء المفاوضات بينهما في أقرب وقت تحت مظلة مجموعة "مينسك".
وقال، في تغريدة عبر "تويتر"، أشار فيها إلى إجرائه اتصالات بوزراء في كلّ من أذربيجان وأرمينيا، "إن ارتفاع الخسائر في صفوف المدنيين أمر غير مقبول".
Spoke to ministers of Armenia and Azerbaijan over the weekend. The increase of civilian casualties is unacceptable. Fighting should stop immediately. Negotiations should start as soon as possible under @OSCE Minsk Group Co-chairs
— Josep Borrell Fontelles (@JosepBorrellF) October 4, 2020
وكانت المستشارة الألمانية أنجيلا ميركل قالت خلال اجتماع لقادة الاتحاد الأوروبي في بروكسل يوم الجمعة الماضي، إن قادة الاتحاد الأوروبي ناقشوا تجدد القتال بين أذربيجان وأرمينيا في منطقة ناغورنو كاراباخ، والسعي للتوصل لوقف إطلاق نار في أقرب وقت ممكن.
وشهد الأحد، وهو اليوم الثامن من القتال، تبادلاً كثيفاً للقصف المدفعي من الجانبين، وقد تركّز في معظمه على عاصمة إقليم كاراباخ وثاني مدن أذربيجان.
وتستمرّ الاشتباكات في إقليم ناغورنو كاراباخ بين الجيشين الأذربيجاني والأرميني، للسيطرة على مدن فوزولي وجبرائيل وترتر. ومع سقوط عدد من القتلى والجرحى من الطرفين، تبادل الجانبان الاتهامات بانتهاك القوانين الدولية، ومهاجمة أهداف مدنية.
واشترط الرئيس الأذربيجاني إلهام علييف، أمس الأحد، أن تضع أرمينيا جدولاً زمنياً لانسحابها من إقليم ناغورنو كاراباخ والمناطق الأذربيجانية المحيطة قبل أن توقف باكو العمل العسكري.
وقال علييف، في خطاب بث عبر التلفزيون، إن أذربيجان انتظرت 30 عاماً لاستعادة أراضيها. وأضاف "ناغورنو كاراباخ إقليم أذربيجاني لا بد من استرداده وسنسترده".
وفي المقابل، اعتبر رئيس الوزراء الأرميني، نيكول باشينيان، أن أرمينيا تواجه "ربما أكثر اللحظات مصيرية في تاريخها" المعاصر، داعياً إلى التعبئة من أجل تحقيق "النصر".