مشادّة كلامية بين نتنياهو وغالانت تكشف تصاعد خلافاتهما بشأن محور فيلادلفيا

30 اغسطس 2024
نتنياهو وغالانت خلال مؤتمر في تل أبيب حول الحرب على غزة، 28 أكتوبر 2023 (فرانس برس)
+ الخط -
اظهر الملخص
- **تصاعد الخلاف بين نتنياهو وغالانت:** شهدت جلسة "الكابينت" الإسرائيلي مشادة حادة بين رئيس الوزراء نتنياهو ووزير الأمن غالانت حول قرار بقاء الجيش في محور فيلادلفيا.
- **الأبعاد الاستراتيجية للقرار:** غالانت أشار إلى أن القرار قد يؤثر على التوترات الإقليمية مع إيران وحزب الله، وأن المضي فيه قد يقلل من هذه التوترات بينما عدم المضي قد يورط الجيش في غزة.
- **نتائج التصويت وتداعياته:** صوت "الكابينت" لصالح إبقاء الجيش في محور فيلادلفيا، مما قد يمنح حماس نفوذاً أكبر في المفاوضات ويضع الحكومة أمام خيار صعب.

قالت صحيفة يديعوت أحرونوت العبرية إن الخلاف بين رئيس وزراء حكومة الاحتلال الإسرائيلي  بنيامين نتنياهو ووزير الأمن يوآف غالانت تطور إلى صراخ خلال مناقشة صوّت المجلس الوزاري الإسرائيلي للشؤون السياسية والأمنية "الكابينت" مسألة بقاء الجيش في محور فيلادلفيا بين مصر وقطاع غزة. في حين قال موقع "أكسيوس"، إن غالانت لا ينوي الاستقالة في الوقت الحالي، لكن المشادة الأخيرة قد تدفع نتنياهو إلى إقالته.

وأضافت "يديعوت أحرونوت": "بدأت المواجهة الصاخبة عندما انتقد غالانت نتنياهو بشدة قائلاً: "إن رئيس الوزراء يستطيع أن يتخذ كل القرارات، ويمكنه أيضاً أن يقرر قتل جميع المختطفين". كان نتنياهو غاضباً، وفي مفاجأة، طرح القرار بشأن محور فيلادلفيا للتصويت. ونقلت الصحيفة عن ثلاثة من كبار الوزراء قولهم: "هذا أصعب صراع واجهوه. فقد غالانت أعصابه".

وبحسب الصحيفة، قدّم غالانت خلال جلسة "الكابينت" لمحة عامة عن "المفترق الاستراتيجي" الذي تقع فيه دولة الاحتلال، "ويحتوي على صفقة قد تؤدي إلى تسوية في الشمال مع إمكانية العودة بعد ستة أسابيع إلى أي مكان بما في ذلك محور فيلادلفيا"، مضيفة: "ثم في مفاجأة تامة وبدون التنسيق مع الأطراف المعنية، بما في ذلك أعضاء السلطة القضائية، طرح نتنياهو للتصويت القرار الذي تمت الموافقة عليه بشأن بقاء الجيش الإسرائيلي في المنطقة العازلة على الحدود بين غزة ومصر".

وعندما عرض نتنياهو خرائط محور فيلادلفيا، هاجمه غالانت قائلاً: "لقد فرضت الخريطة على الجيش الإسرائيلي"، فغضب نتنياهو وضرب بيده على الطاولة متهماً غالانت بالكذب، ثم قال: "الآن أحمل الخريطة إلى مجلس الوزراء للموافقة عليها"، وفق الصحيفة.

وقال وزراء شاركوا في الجلسة للصحيفة: "غالانت ارتكب خطأ ولهذا السبب اصطف الجميع ضده. لقد كان هذا أصعب صدام يمكن تذكره بين نتنياهو وغالانت. نتنياهو عزل غالانت تماماً. وفي مثل هذه الحالات، يجوز لوزير الدفاع تسليم المفاتيح".

غالانت: علينا الاختيار بين محور فيلادلفيا والرهائن

من جهته، قال موقع أكسيوس الأميركي نقلاً عن مسؤولين إسرائيلين، إن غالانت عرض خلال الاجتماع الذي ناقش وقف إطلاق النار في قطاع غزة وإطلاق سراح الأسرى والمحتجزين، ضرورة المضي قدماً نحو التوصل إلى اتفاق في أقرب وقف ممكن، مشيراً إلى أن الصفقة لا تتعلق فقط بإطلاق سراح المحتجزين، بل إنها أيضاً "منعطف استراتيجي" لإسرائيل.

وبحسب نقل الموقع قال غالانت خلال الاجتماع "إذا اختارت الحكومة المسار الذي يؤدي إلى اتفاق، فإن ذلك سيؤدي إلى تقليل التوترات الإقليمية مع إيران وحزب الله، ويحول تركيز الجيش من غزة إلى تهديدات إقليمية أخرى، أما في حال اختارت عدم المضي في الصفقة، فإنها ستترك الجيش الإسرائيلي متورطاً في غزة وسط تفاقم التوترات في جميع أنحاء الشرق الأوسط والتي قد تؤدي إلى حرب إقليمية".

وقال غالانت للوزراء إن تمرير القرار (البقاء في محور فيلادلفيا) من شأنه أن يمنح رئيس حركة حماس يحيى السنوار المزيد من النفوذ في المفاوضات، وأضاف "علينا أن نختار بين فيلادلفيا والرهائن. لا يمكننا الحصول على الاثنين. إذا صوتنا، فقد نكتشف أن الرهائن إما سيموتون وإما سنضطر إلى التراجع لإطلاق سراحهم". وأكد الموقع نقلاً عن أحد مساعدي غالانت إنه لا ينوي الاستقالة في الوقت الحالي، لكن المشادة الأخيرة قد تدفع نتنياهو إلى التفكير في إقالته مرة أخرى.

وصوّت (الكابنيت)، ليل الخميس - الجمعة، على إبقاء جيش الاحتلال في محور فيلادلفيا على الحدود بين قطاع غزة ومصر. وذكر موقع صحيفة معاريف العبرية، اليوم الجمعة، أنّ قرار التصديق على خرائط إبقاء جيش الاحتلال في محور فيلادلفيا وفق التصوّر الذي تطرحه إسرائيل في مفاوضات الصفقة مع حركة حماس حظي بتأييد ثمانية أعضاء، ومعارضة واحد هو غالانت، فيما امتنع وزير الأمن القومي إيتمار بن غفير عن التصويت.

المساهمون