قتل قيادي في حزب العمال الكردستاني ومليشيات الدفاع الذاتي التابعة للإدارة الذاتية لشمال وشمال شرقي سورية، وأصيب اثنان آخران، اليوم الجمعة، نتيجة قصف من طائرة مسيرة تركية، استهدف سيارة كانت تقلّهم في ريف الحسكة، أقصى شمال شرقي سورية، قرب الحدود مع تركيا.
وأعلن المركز الإعلامي لـ"قوات سورية الديمقراطية" (قسد) أن القصف الذي نفّذته مسيرة تركية على سيارة لمليشيات الدفاع الذاتي التابع للإدارة الذاتية، أسفر عن مقتل شخص يدعى ضرار جمعة حمزة وإصابة اثنين آخرين، بينهما الشاعر فرهاد مردي، وأشار إلى أن "حالة المصابين جيدة".
وأكّد مصدر من داخل محافظة الحسكة، لـ"العربي الجديد"، أن القتيل والمصابين هم مسؤولون في حزب العمال الكردستاني، ويعملون في نفس الوقت في ما يسمى بـ"الدفاع الذاتي"، الذي يعدّ بمثابة وزارة الدفاع في الإدارة الذاتية، التي تمثّل الجناح السياسي والمدني لـ"قسد".
وأضاف المصدر، الذي فضّل عدم ذكر اسمه لأسباب أمنية، أن السيارة المستهدفة هي حافلة صغيرة، وكانت تسلك الطريق الدولي حلب - الحسكة (إم 4) قرب بلدة القحطانية بريف مدينة القامشلي التابعة لمحافظة الحسكة.
وفي السياق، أشار موقع "باسنيوز" المهتم بالشأن الكردي، ويتخذ من إقليم كردستان العراق مركزاً له، إلى أن القتلى هم مسؤولون في حزب "بي كا كا" المصنّف على قوائم الإرهاب في تركيا وعدة دول أوروبية.
وتستهدف تركيا مواقع وعناصر من حزب العمال في الأراضي السورية والتركية والعراقية بشكل متكرر، ما يوقع قتلى وجرحى في صفوف عناصر الحزب المنتشرين على حدود الدول الثلاث.
وأشار تقرير أخير لمركز "جسور للدراسات" إلى أن معظم الدوريات التركية - الروسية تتركّز في منطقة عين العرب (كوباني) بريف حلب بشكل رئيسي، وذلك بسبب النشاط والانتشار الكبير فيها لعناصر وكوادر حزب العمال والتنظيمات التابعة له، كحركة الشبيبة الثورية، واتخاذها كقاعدة متقدمة لتنفيذ عمليات أمنية داخل الحدود وخارجها، تستهدف مصالح وأهدافاً تركية وعسكرية ومدنية، كالقصف الصاروخي الذي تعرضت له مقاطعة قرقميش التركية في أكتوبر/ تشرين الأول من العام 2021، والتفجير الذي استهدف مخفر "غول تبه" قرب عين العرب في يناير/ كانون الثاني الماضي.
ووفق التقرير فإن إطلاق تركيا عملية "نسر الشتاء"، مطلع فبراير /شباط الماضي، وضرب الطائرات المسيّرة والحربية أهدافاً عسكرية لحزب العمال الكردستاني داخل سورية، كان مؤشراً واضحاً على انعدام أو تراجع ثقتها بجدوى الدوريات المشتركة كأداة فاعلة لمراقبة وإبعاد كوادر الحزب وخفض أنشطته في المناطق الحدودية، وأشار إلى أن ذلك يفسر السبب الرئيسي في خفض تركيا معدل تسيير الدوريات في شمال شرقي سورية إلى حده الأدنى.