أكدت مصادر لـ"العربي الجديد" أن مستوطنين استولوا فجر اليوم الخميس، وبحماية قوات الاحتلال على ثلاث بنايات سكنية وقطعة أرض مساحتها 400 متر تقع في منطقة الحارة الوسطى من أراضي بلدة سلوان جنوب المسجد الأقصى، وتتاخم عددًا من البؤر الاستيطانية في البلدة.
وأفاد جواد صيام، مدير مركز معلومات وادي حلوة، في حديث لـ"العربي الجديد"، بأن الكلام يدور عن عملية تسريب وبيع تمت في ظروف وملابسات غامضة حتى اللحظة بين العائلات التي كانت تقطن هذه البنايات، وجمعيات الاستيطان اليهودية الناشطة في بلدة سلوان وكذلك القدس القديمة، واصفاً ما جرى بأنه نكبة جديدة نكبت بها البلدة التي تتعرض لهجوم مستمر من قبل جمعيات الاستيطان تلك المدعومة من حكومة الاحتلال الإسرائيلي.
وأضاف صيام أن الاستيلاء على هذه البنايات الثلاث يرفع أعداد البؤر الاستيطانية في البلدة إلى 83 بؤرة، ويمنح المستوطنين بقعة جديدة من التوسع الاستيطاني داخل سلوان التي يربو عدد سكانها على 50 ألف نسمة مع امتدادها في رأس العمود.
وتوقع أن تفاقم عملية الاستيلاء الجديدة على عقارات في بلدة سلوان معاناة المواطنين، بسبب إجراءات وتدابير الأمن المشددة التي تترافق مع كل عملية استيلاء على عقارات، حيث توفر حكومة الاحتلال للمستوطنين حراسة أمنية من قبلها وتمول شركات حراسة خاصة لحمايتهم، فيما ترصد لهذه الحراسات قرابة 80 مليون شيكل (عملة إسرائيلية) سنويًا.
وفي وقت لاحق، تكشّفت عملية تسريب البنايات الثلاث وقطعة الأرض لجمعية "عطيرت كوهنيم الاستيطانية"، في الحارة الوسطى في بلدة سلوان.
وأوضح مركز معلومات وادي حلوة-القدس في بيان صحافي، أن أكثر من 100 مستوطن برفقة أفراد من الشرطة والحراسة وعمال المستوطنين، اقتحموا عند الساعة الثانية فجراً الحارة الوسطى في بلدة سلوان، وقاموا بالدخول إلى قطعة أرض و3 بنايات سكنية في المنطقة "لم يتواجد أصحابها بها وكانت غير مأهولة بالسكان".
وأضاف المركز أن المستوطنين قاموا بوضع غرفتين سكنيتين داخل قطعة الأرض، إضافة إلى درج جاهز، كما وضعوا كاميرات مراقبة على البنايات السكنية، وفتحوا مدخلاً جديداً لإحدى البنايات.
#صور تسريب 3عمارات وقطعة أرض في الحارة الوسطى ببلدة #سلوان لصالح المستوطنين. #Pictures "Leaking" three buildings and a piece of land in the Central Neighborhood Silwan for the benefit of settlers
Posted by Wadi Hilweh Information Center - Jerusalem مركز معلومات وادي حلوة - القدس on Wednesday, 7 April 2021
وحول ملكية العقارات المسربة، أوضح المركز أن بنايتين تعودان لعائلة عواد، وكل بناية مكونة من 4 طوابق، حيث تقول العائلة، "والتي تعيش في بناية ملاصقة"، "إنها قامت قبل حوالي 4 أشهر ببيعهما إلى (ع. ر) و(م. ش)، ولا علم لها بتسريبهما، وإن أحد بنود اتفاقية البيع (مراجعة عائلة عواد في أي عملية بيع مستقبلية وعدم البيع لليهود)، والأوراق الخاصة بذلك موجودة عند المحامي".
أما البناية الثالثة، فتعود ملكيتها لأحد أفراد عائلة أبو دياب وهي مكونة من 4 طوابق إضافة إلى تسوية، "ولم يتواجد أبو دياب في المنطقة".
أما قطعة الأرض التي تبلغ مساحتها حوالي نصف دونم، فتعود ملكيتها لعائلة أبو صبيح وقالت إنها قامت ببيعها لـ (غ. س).
وأوضح مركز المعلومات أن عدد البؤر الاستيطانية في حي بطن الهوى في سلوان ارتفع اليوم إلى 12 بؤرة وقطعة أرض، ومعظمها بنايات سكنية سربت للمستوطنين خلال الأعوام الماضية، وشهد عام 2014 و2015 أكبر عملية تسريب في سلوان.
وأكدت مصادر خاصة لـ"العربي الجديد"، أنه منذ أكثر من ثلاث سنوات كانت توجد معلومات عن بيع أرض تعود ملكيتها للمدعو (ي. ص)، وأنه كان يعمل في الشرطة الإسرائيلية سابقا وقام ببيعها للمدعو (ب. س)، وهو في الأصل من الخليل ويحمل الهوية الفلسطينية وحاصل على لم شمل إسرائيلي ويسكن في الطور، في القدس، وكان شريكا للمدعو (أ. ع) في بناء إسكانات في أحياء القدس، كما تربطهم علاقه بالمدعو (أ. م) والمدعو (م.ع)، المزيفين، المعروفين لدى جهات مقدسية.
وتابعت المصادر أن البناية الأولى تعود ملكيتها للمدعو (م. ع)، وهو متزوج من امرأة يهودية، والبناية مكونة من 12 سكنة تم بيعها قبل نحو عام للمدعو (ع. ر)، وهو أيضا تاجر مخدرات ويحاول شراء العديد من العقارات في القدس.
ووفق المصادر، فإن البناية الثانية، وهي مكونة من 8 سكنات، قام بتسريبها المدعو (م. د)، وباعها للمدعو (م. ش)، وهو تاجر مخدرات متزوج أيضا من يهودية.
وليست بعيدة البنايات الثلاث عن حي البستان في سلوان المهدد أكثر من 100 منزل من منازله بالهدم، وفي حال تم ذلك فإن كارثة كبيرة ستحل بالبلدة التي يطلق عليها الاحتلال اسم مدينة داود، وتشرف على إدارتها جمعية "العاد" الاستيطانية.
وأفاد مواطنون بجوار تلك البنايات "العربي الجديد"، بأنه ما إن تم الاستيلاء عليها حتى رفعت الأعلام الإسرائيلية فوقها في إشهار لسيطرتهم على مزيد من العقارات وسط احتفالات صاخبة جرت في المكان من قبل عشرات المستوطنين الذين وصلوا إلى المنطقة.
وفي أول تعليق له على تسريب العقارات والأراضي، قال عضو المجلس الثوري لحركة "فتح"، حاتم عبد القادر، إن "الفلسطينيين وتحديدًا السلطة الفلسطينية يتحملون كامل المسؤولية عن هذا التسريب للعقارات الذي يعد الأكبر منذ العام 1967".
وقال عبد القادر في حديث خاص لـ"العربي الجديد"، إن "السلطة الوطنية الفلسطينية ليس لديها أية استراتيجية فعالة لمنع تسريب العقارات والأراضي في القدس المحتلة، وهي استراتيجية يجب أن تقوم على مكونين، أولهما: مكّون الردع لمن تورطوا ويتورطون في عمليات التسريب هذه، بل إن بعضهم ما زال يتحرك بحرية حتى في مناطق السلطة كما حدث في تسريب عقار آل جودة".
أما المكوّن الثاني، بحسب عبد القادر، فيتمثل في "عدم الاهتمام الاستخباري من قبل أجهزة السلطة المختلفة بأوضاع العقارات في مدينة القدس وتحديداً في سلوان، حيث لا يعقل أن تترك ثلاث بنايات فارغة من قاطنيها دون أن تثير انتباه أحد وكان معلوماً أنها متروكة ما يثير تساؤلات بهذا الخصوص، وبالتالي لو كان هناك مراقبة استخبارية حقيقية لمثل ذلك جرس إنذار، ولكان بإمكان إحباط عملية التسريب هذه".
وأضاف عبد القادر: "في واقع الحال، ليس هناك اهتمام من قبل السلطة الفلسطينية بشراء العقارات من أصحابها، وقد كنا اقترحنا في السابق إنشاء صندوق فلسطيني يتولى شراء تلك العقارات من أصحابها، ولكن للأسف الشديد هذا لم يكن في وارد السلطة، وبالتالي أرى أن هذا الإهمال هو ما أدى إلى التسريب الأخير في سلوان كمنطقة مستهدفة ببعض الأكاذيب التوراتية التي يحملها الإسرائيليون، ولأجل ذلك تحديداً كان يجب أن تكون هناك مراقبة استخبارية دائمة في هذه البلدة، وهو تقصير كبير تتحمله السلطة وأجهزتها المختلفة".
وأردف عبد القادر: "كان أيضًا يمكن تفادي ما حصل من خلال فرض رقابة لصيغة تتعلق بكل عملية شراء لعقارات في القدس، وآمل أن تكون هذه الفاجعة جرس إنذار للسلطة كي تتحمل مسؤولياتها، وأن تعيد النظر في جميع السياسات والاستراتيجيات، وللأسف، فإن ما حدث فجر اليوم، من تسريب في سلوان يأتي على عتبة الانتخابات الفلسطينية، وهي رسالة سيئة على قدرة السلطة الفلسطينية في التعامل مع قضايا المواطنين في القدس والدفاع عنها".
اعتداءات للمستوطنين
من جانب آخر، اقتحم آلاف المستوطنين، فجر اليوم، المقامات الإسلامية في بلدة كفل حارس شمال سلفيت شمال الضفة الغربية بحماية قوات الاحتلال الإسرائيلي وأدوا طقوسًا تلمودية فيها.
وقال رئيس بلدية كفل حارس عصام أبو يعقوب لـ"العربي الجديد": "إن نحو ستة آلاف مستوطن اقتحموا في وقت متأخر من ليل الأربعاء الخميس المقامات الإسلامية في البلدة وأدوا فيها طقوسًا تلمودية، واستمروا باقتحامهم حتى فجر اليوم".
وأشار أبو يعقوب إلى أن قوات الاحتلال شددت إجراءاتها العسكرية على المدخل الرئيسي لبلدة كفل حارس ومنعت المواطنين من التنقل، فيما نفذ المستوطنون اقتحاماتهم للمقامات وأدوا طقوسًا تلمودية فيها، وسط صراخ وإزعاج للأهالي، وخربوا وسرقوا بعض الممتلكات، ورموا نفايات ضخمة في المكان.
على صعيد آخر، اقتحم عشرات المستوطنين، اليوم الخميس، باحات المسجد الأقصى المبارك، بحماية مشددة من شرطة الاحتلال الإسرائيلي، وذلك ضمن الاقتحامات اليومية التي تتم للمسجد الأقصى يوميًا وبالقوة.
إلى ذلك، أعلن جيش الاحتلال الإسرائيلي، الاستيلاء على 13 دونمًا من أراضي بلدة حزما شرق القدس المحتلة، لشق شارع جديد يبلغ طوله 1 كم وعرضه 16 مترًا.
في سياق آخر، اعتقلت قوات الاحتلال الإسرائيلي ظهر اليوم الخميس، ستة فلسطينيين من عائلة واحدة بعد مداهمة عمارة سكنية في منطقة "عقبة انجيلة" بمدينة الخليل جنوب الضفة الغربية، وهم من عائلة أبو صبيح، حيث تم اعتقال داود أبو صبيح وأبنائه: (وائل، ونائل، وباسل)، وجهاد خليل أبو صبيح، وحمزة خليل أبو صبيح، وفق ما أفاد به منسق اللجان الشعبية لمقاومة الجدار والاستيطان في جنوب الضفة الغربية راتب الجبور.
قوات الاحتلال شددت إجراءاتها العسكرية على المدخل الرئيسي لبلدة كفل حارس ومنعت المواطنين من التنقل
كما اعتقلت شابًا فلسطينيًا من بلدة أبو ديس جنوب شرق القدس وسط القدس المحتلة، على حاجز عسكري مفاجئ قرب مستوطنة "معاليه أدوميم" المقامة على أراضي القدس، أثناء عودته من عمله.
من جهة ثانية، اختطفت قوات إسرائيلية خاصة "مستعربون" صباح اليوم، المواطن الفلسطيني أشرف الحسنات أثناء تواجده على المدخل الرئيس لمخيم الدهيشة جنوب بيت لحم جنوب الضفة الغربية، بينما كان مستعربون اختطفوا الليلة الماضية، الأسير المحرر أنس موسى من بلدة الخضر جنوب بيت لحم، أثناء تواجده في منطقة البالوع وسط البلدة.
في هذه الأثناء، اقتحمت قوات الاحتلال الإسرائيلي، فجر اليوم، بلدة قباطية جنوب جنين شمال الضفة، وداهمت عدداً من المنازل، وعبثت بمحتوياتها واستجوبت أصحابها دون أن يبلغ عن اعتقالات.