مستوطنون يحرقون أراضي الفلسطينيين شمال غرب الخليل بعد عملية إطلاق نار 

04 يونيو 2024
مستوطنون يحتفلون بعيد المساخر اليهودي في الخليل، 24 مارس 2024 (Getty)
+ الخط -
اظهر الملخص
- عشرات المستوطنين أحرقوا أراضي المزارعين في بلدة ترقوميا بالخليل ردًا على عملية إطلاق نار استهدفت مركبة وحافلة لهم، مما أدى إلى تصاعد التوتر في المنطقة.
- قوات الاحتلال الإسرائيلي أغلقت جميع مداخل مدينة الخليل، معيقة حركة الفلسطينيين وتسببت في أزمة مرورية خانقة، بحجة البحث عن منفذ الهجوم.
- المستوطنون وقوات الاحتلال شنوا هجمات على أراضي وممتلكات الفلسطينيين، مما أدى إلى خسائر مادية كبيرة وتخوفات من مصادرة أراضٍ لصالح توسعة البؤر الاستيطانية.

أحرق عشرات المستوطنين، الاثنين، أراضي المزارعين في بلدة ترقوميا شمال غرب الخليل، جنوبي الضفة الغربية، وذلك بعد أن هاجموهم عقب وقوع عملية إطلاق نار، استهدفت مركبة وحافلة للمستوطنين، قرب مستوطنة "بيت حاجاي" على الطريق الالتفافي عند المدخل الجنوبي لمدينة الخليل.

وبحسب مصادر محلية، فقد أغلقت قوات الاحتلال الإسرائيلي جميع مداخل مدينة الخليل، وتحديدًا مدخل المدينة الرئيسي شمالًا، رأس الجورة، وقطعت طريق الوصول إلى مدينة حلحول، عبر إغلاق البوابة الحديدية، بالإضافة إلى إغلاق المداخل الجنوبية في مناطق قلقس والفحص وجبل جوهر، ومدخل المدينة الشرقي الشمالي عند بيت عينون، ما أدى إلى عرقلة حركة تنقّل الفلسطينيين، والتسبّب بأزمة مرورية خانقة.

وبحجة البحث عن منفذ عملية إطلاق النار التي لم تسفر عن إصابات، حسبما ورد في وسائل الإعلام الإسرائيلية، فإن قوات الاحتلال اقتحمت منطقة عقبة انجيلة - البويرة شرق الخليل، كما هاجم المستوطنون أراضي المزارعين في منطقة الطيبة، غرب بلدة ترقوميا غربي الخليل.

وقال عضو لجنة الدفاع عن أراضي الطيبة، سليمان الجعافرة، خلال حديث مع "العربي الجديد"، إنه في أعقاب العملية، هاجمت مجموعات المستوطنين أراضي المزارعين في المنطقة، حيث حاول أصحاب الأراضي الدفاع عن أنفسهم والبقاء في أرضهم، إلا أن المستوطنين أطلقوا عليهم النار بشكل مباشر، وشرعوا بإحراق البيوت البلاستيكية، والمنازل المصفّحة بالحديد "الزينكو"، وكذلك الأراضي والمحاصيل الزراعية.

ولاحقًا منعت قوات الاحتلال أصحاب الأراضي من إطفاء النيران التي التهمت أراضيهم، بحسب الجعافرة، الذي أشار إلى أن النيران طاولت أكثر من 50 دونمًا زراعيًّا، ومنزلين يعودان لعائلة فطافطة، فيما كانت الاعتداءات أمام جنود الاحتلال وحماية عناصر الشرطة الإسرائيلية من مستوطنتي "أدورا" و"تيلم".

ومنذ نحو شهر وحتى الآن، أحرق المستوطنون قرابة 300 دونم لأراضٍ زراعية، فيها محاصيل تعتبر مصدر رزق عشرات العائلات، كما أصيب عدة فلسطينيين في أطرافهم، نتيجة إطلاق النار المباشر عليهم من قبل المستوطنين، آخرهم الفلسطيني عبد القادر المرقطن الذي أطلق مستوطن النار على قدميه خلال وجوده على أرضه قبل يومين، وذلك كله لأن سكّان ترقوميا وأصحاب الأراضي يحاولون الوصول إلى منطقة الطيبة لاستصلاحها أو حصاد محاصيلها، وفق الجعافرة.

وقال الجعافرة: "منذ السابع من أكتوبر/ تشرين الأول الفائت وحتى اليوم، لا تسمح قوات الاحتلال لعشرات العائلات بالوصول إلى أراضيها، أو منازلها في مناطق الطيبة بترقوميا في الخليل، ما أدى لخسائر تقدر بمئات الآلاف، نتيجة أعمال تخريب المستوطنين من الحرق والتكسير، عدا عن وجود منازل أحرقت وخسائرهم تقدر بملايين الشواكل (عملة إسرائيلية)".

ويتخوّف أصحاب الأراضي في الطيبة من أن تصادر أراضيهم، حيث إن الاحتلال يسعى للسيطرة على نحو 1500 دونم في المنطقة، تعود لعائلات البلدة، وتعتبر مصدر رزقهم الأساسي، لكنهم يواجهون هجمات يومية تستهدف البيوت والمحاصيل الزراعية، وشبكات الريّ، وخزّانات المياه، والمنازل المصفّحة بالحديد، وذلك كله على حساب الأراضي الفلسطينية لصالح توسعة البؤر الاستيطانية.