مستوطنون مسلّحون يقتحمون الشيخ جراح وجنود الاحتلال يعتدون على مسيرة تضامنية
تتفاعل أحداث حي الشيخ جراح في القدس المحتلة، حيث تواصل قوات الاحتلال الإسرائيلي برفقة مستوطنين مسلحين اقتحام الحي والاعتداء على الأهالي، في مقابل مقاومة شرسة يبديها الأهالي ومتضامنون رفضاً لتهجيرهم.
"العربي الجديد" في تغطية حية لمقاومة وصمود أهالي الشيخ جراح.
تجددت المواجهات الليلة، في محيط حي الشيخ جراح بمدينة القدس، حيث طاردت قوات الاحتلال جموعًا كبيرة من الشبان، وأطلقت عليهم قنابل الصوت والرصاص المطاطي والمياه العادمة، ما أدى إلى إصابة 12 شاباً واعتقال 5 آخرين، فيما أصيب أحد جنود الاحتلال بحجر في وجهه.
وتزامنت الأحداث في الشيخ جراح مع تنظيم إفطارات جماعية وأداء صلاة المغرب جماعة وتظاهرة في الحي تضامنًا مع أهاليه، في مقابل هجوم للمستوطنين بحماية قوات الاحتلال، وكذلك تعمد أولئك المستوطنين أداء طقوس تلمودية في الحي.
أما في منطقة باب العامود بمدينة القدس، فما تزال قوات الاحتلال تطارد الشبان من حين لآخر مستخدمة شرطة الخيالة والمياه العادمة، وتمنع من هم من غير سكان البلدة القديمة من دخولها.
عشرات الإصابات بقمع الاحتلال
أصيب عشرات الفلسطينيين خلال قمع قوات الاحتلال الإسرائيلي الأهالي والمتضامنين في حي الشيخ جراح في القدس المحتلة.
وقال الهلال الأحمر الفلسطيني إن "طواقمنا تعاملت مع إصابتين بالرصاص المطاطي خلال مواجهات مع قوات الاحتلال في حي الشيخ جراح"، وتمت معالجة المصابين ميدانياً.
مستوطنون مسلحون يقتحمون الحي
اقتحم مستوطنون مسلحون، عصر اليوم الجمعة، حي الشيخ جراح بمدينة القدس المحتلة، في مقابل تنظيم الفلسطينيين مسيرة وفعاليات تضامنية مع أهالي الشيخ جراح الذين يواجهون خطر الترحيل.
وأفادت مصادر محلية، "العربي الجديد"، بأن مستوطنين مسلحين اقتحموا حي الشيخ جراح، وسط تظاهرة كبرى هناك، بينما تقوم قوات الاحتلال باستخدام قنابل الصوت لتفريق المتظاهرين.
قوات الاحتلال تقمع المتضامنين
أطلقت قوات الاحتلال، اليوم الجمعة، قنابل الصوت باتجاه جموع من المتضامنين مع عائلات حي الشيخ جراح، المهددة بالإخلاء. كما اعتقلت ثلاثة شبان، هم: عريب شلش، وجمال الحسيني، ومحمد الرشق.
في الأثناء، أغلقت قوات الاحتلال المدخل الرئيس لحي الشيخ جراح، مانعة من هم من غير سكانه من الدخول إلى الحي، في حين تسمح لمستوطنيها بالتحرك بحرية.
أهالي الشيخ جراح يرفضون التسوية
ورفض أهالي الشيخ جراح، أمس الخميس، مقترحاً من قبل محكمة الاحتلال الإسرائيلي العليا في القدس يقضي بإبرام اتفاق تسوية بينهم وبين المستوطنين حول ملكية منازلهم.
ورفض أصحاب المنازل عرضاً قدم إليهم من جانب المستوطنين ومحاميهم يعترف بموجبه أصحاب تلك البيوت بملكية المستوطنين للأرض المقامة عليها بيوتهم، مقابل تأجيل الإخلاء، إلا أن أصحاب المنازل رفضوا العرض المذكور، خاصة أنه يقترح عليهم تسجيل بيوتهم مؤقتاً بأسماء فرد من كل عائلة، وبعد وفاته تنقل ملكية البيت للمستوطنين.
ويأتي قرار محكمة الاحتلال، أمس، بعد عدة قرارات بشأن إخلاء عائلات حي الشيخ جراح، رفضت خلالها استئنافات قُدّمت لها، وعلى الرغم من مرور أكثر من أربعة عقود على القضية، إلا أن محاكم الاحتلال لم تناقش ملكية الأرض، بل اكتفت بوثيقة تقدّمت بها الجمعيات الاستيطانية، وثبت عدم وجود أي أصل لها في الأرشيف العثماني، تدعي من خلالها تسجيل وملكية الأرض في العام 1972، وبررت المحاكم حكمها لصالح الجمعيات الاستيطانية بحجة التقادم.
وكانت محكمة إسرائيلية قد أصدرت قراراً بإخلائها وأمهلت ساكنيها حتى الثاني من مايو/ أيار الحالي، لتنفيذ القرار الذي يطاول هذه العائلات، ويربو عدد أفرادها على 500 نسمة، ليحل مكانهم مستوطنون.
ويشهد الشيخ جراح نضالاً فلسطينياً يومياً للدفاع عن حق الوجود والبقاء في هذه المنطقة المهددة بالإخلاء، وهي معركة يصرّ أهالي الحي على مواصلتها لمواجهة الهجمة الاستيطانية الشرسة ضدهم، فيما يتعامل الاحتلال مع وجود المقدسيين كأمر مؤقت.
وكان حي الشيخ جراح قد شهد على مدى الأيام القليلة الماضية مواجهات واشتباكات عنيفة مع قوات الاحتلال التي بادرت للاعتداء على الأهالي والهجوم عليهم.