قال مسؤول غربي، اليوم الجمعة، إن انفجارات وقعت هذا الشهر في قاعدة ساكي الجوية بشبه جزيرة القرم أدت إلى خروج أكثر من نصف الطائرات الحربية التابعة للأسطول الروسي في البحر الأسود من الخدمة.
ووقعت عدة انفجارات في التاسع من أغسطس/آب في القاعدة الجوية القريبة من نوفوفيدوريفكا على الساحل الغربي لشبه جزيرة القرم، التي ضمتها روسيا من أوكرانيا في 2014.
وقال المسؤول الذي طلب عدم ذكر اسمه، لوكالة "رويترز"، إن أوكرانيا تحقق حاليا وبشكل مستمر "تأثيرات فاعلة" في العمق خلف الخطوط الروسية، وهو أمر له تأثير ملموس على الدعم اللوجستي الروسي و"تأثير نفسي كبير على القيادة الروسية".
وتابع "تقييمنا حاليا هو أن الأحداث التي وقعت في قاعدة ساكي الجوية في التاسع من أغسطس أخرجت أكثر من نصف المقاتلات التابعة للأسطول (الروسي) في البحر الأسود من الخدمة".
لا تملك القوات البرية لأي من الجانبين قوة قتالية برية ثقيلة تكفي لشن عمليات هجومية فعالة
وقالت وزارة الدفاع البريطانية في تحديث للمعلومات المخابراتية صدر يوم 12 أغسطس/آب إنه على الرغم من تدمير جزء من الأسطول الجوي الروسي في الانفجار، إلا أن القدرات الجوية للقوات البحرية تراجعت بسببه بشكل بالغ.
وأضاف المسؤول أن أسطول البحر الأسود كان يكافح للقيام بأعمال تتجاوز كونه مجرد "أسطول دفاع ساحلي" يقوم في بعض الأحيان فقط بضربات صاروخية، وأن محاولته للتهديد بشن هجوم برمائي على أوديسا قد أُحبطت.
وذكر أن الحرب بشكل عام تمر "بوقت يقارب الجمود في العمليات".
وقال المسؤول "لا تملك القوات البرية لأي من الجانبين قوة قتالية برية ثقيلة تكفي لشن عمليات هجومية فعالة من شأنها التأثير بشكل جوهري على مسار الحرب".
في المقابل، أعلنت وزارة الدفاع الروسية، الجمعة، اعتراض قواتها الجوية 12 صاروخا من طراز "هيمارس" الأميركية خلال الـ24 ساعة الماضية.
وقال المتحدث باسم الوزارة إيغور كوناشينكوف إن القوات الجوية اعترضت صاروخا باليستيا من طراز "توشكا-يو" وصاروخين أميركيين مضادين للرادارات.
كما تحدث عن اعتراض 12 صاروخاً أميركياً من طراز "هيمارس" ضمن العملية العسكرية الروسية الخاصة في أوكرانيا، وفق وكالة "تاس" المحلية.
وأضاف: "أسقطت قوات الدفاع الجوي أيضا 13 مسيرة أوكرانية" في أماكن متفرقة بمنطقتي خاركوف ونيكولاييف الأوكرانية.
وأوضح كوناشينكوف أن القوات الجوية الروسية نفذت هجمات ضد مواقع انتشار تشكيلات عسكرية أوكرانية في مدينتي آزوف وأيدار في "جمهورية دونيتسك الشعبية"، ما أسفر عن مقتل أكثر من 50 مسلحا وتدمير 12 قطعة من المعدات العسكرية، حسب الوكالة.
إخلاء قريتين روسيتين بعد حريق في مستودع للذخيرة
بالتوازي مع ذلك، أخلي سكان قريتين في منطقة بيلغورود الروسية على الحدود الشمالية الشرقية لأوكرانيا بعد اشتعال حريق في مستودع للذخيرة بالقرب من قرية تيمونوفو، حسب ما أعلن حاكم المنطقة.
وهذا الحريق هو الأحدث في سلسلة من الحوادث المدمرة على الأراضي التي تحتلها روسيا في أوكرانيا أو داخل روسيا نفسها.
ما يقرب من 1100 شخص يقيمون في قريتي تيمونوفو وسولوتي، على بعد حوالي 15 ميلا (25 كيلومترا) من الحدود الأوكرانية. لم تقع إصابات بسبب الحريق الذي نشب في وقت متأخر من يوم الخميس، حسبما أعلن فياتشيسلاف غلادكوف.
موسكو: أميركا على شفا أن تصبح طرفاً في الصراع
وقال نائب وزير الخارجية الروسي سيرغي ريابكوف، في تصريحات متلفزة يوم الجمعة، إن تصريحات المسؤولين الأوكرانيين بشأن قصف المنشآت في شبه جزيرة القرم تمثل "تصعيدًا للنزاع شجعته الولايات المتحدة وحلفاؤها في الناتو علنًا".
وأضاف ريابكوف أن المسؤولين الروس حذروا الولايات المتحدة من مثل هذه التصرفات في مكالمات هاتفية مع أعضاء رفيعي المستوى في إدارة الرئيس جو بايدن، ولفت إلى أن ”المشاركة الأميركية العميقة والمفتوحة" في الحرب في أوكرانيا "تضع الولايات المتحدة فعليًا على شفا أن تصبح طرفًا في الصراع".
وقال ريابكوف: "لا نريد تصعيدًا، نود تجنب وضع تصبح فيه الولايات المتحدة طرفًا في الصراع، لكننا حتى الآن لم نر استعدادهم للنظر بعمق وجدية في هذه التحذيرات".
بريطانيا: روسيا تقصف خاركيف لتشتيت القوات الأوكرانية
قالت وزارة الدفاع البريطانية، اليوم الجمعة، إن روسيا تواصل قصفها المستمر على جبهة خاركيف الشمالية الشرقية لتشتيت القوات الأوكرانية ومنعها من شن هجمات مضادة في مناطق أخرى.
وذكرت الوزارة في نشرة استخباراتية يومية إن مدينة خاركيف الواقعة على بعد نحو 15 كيلومترا من الخطوط الأمامية الروسية تعرضت للقصف بشكل مستمر منذ بدء الغزو الروسي لأوكرانيا، إذ تقع في مرمى معظم القدرات المدفعية الروسية.
وقال مسؤول إقليمي أوكراني إن 17 شخصا قتلوا وأصيب 42 آخرون في هجومين روسيين في خاركيف، ثاني أكبر مدينة في أوكرانيا، يومي الأربعاء والخميس.
بوتين يحذر من كارثة في محطة زابوريجيا النووية
إلى ذلك، حذّر الرئيس الروسي فلاديمير بوتين من أن الضربات على محطة زابوريجيا النووية في أوكرانيا تهدد بـ"كارثة واسعة النطاق"، خلال اتصال هاتفي مع نظيره الفرنسي إيمانويل ماكرون.
وشدد بوتين على أن "القصف المنهجي لمنطقة محطة زابوريجيا للطاقة النووية يثير مخاطر وقوع كارثة واسعة النطاق يمكن أن تؤدي إلى تلوث إشعاعي في مناطق شاسعة"، وفق ما أكد الكرملين في بيان. ودعا الرئيسان إلى قيام الوكالة الدولية للطاقة الذرية بزيارة المحطة "في أسرع وقت"، وفق المصدر نفسه.
وندد الرئيس الروسي فلاديمير بوتين، الجمعة، بـ"عوائق" أمام تصدير المنتجات الزراعية الروسية على الرغم من اتفاق إسطنبول الموقع الشهر الماضي.
وأشار بوتين، خلال الاتصال ذاته، إلى أن "العقبات ما زالت قائمة أمام الصادرات الروسية، الأمر الذي لا يساهم في حل المشاكل المتعلقة بالأمن الغذائي العالمي"، وفق الكرملين.
غوتيريس: كهرباء زابوريجيا مملوكة لأوكرانيا
في المقابل، قال الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريس، اليوم، إن الكهرباء المولدة في محطة الطاقة النووية التي تسيطر عليها روسيا في منطقة زابوريجيا في الجنوب الأوكراني مملوكة لأوكرانيا، وطالب بالاحترام الكامل لهذا المبدأ.
وأضاف غوتيريس متحدثاً للصحافيين في ميناء أوديسا الأوكراني على البحر الأسود، ردا على سؤال عن خطط روسية محتملة لتحويل الكهرباء التي تنتجها المحطة الأوكرانية إلى شبكة الكهرباء الروسية، إن المحطة يجب أن تكون منزوعة السلاح، وأضاف أن هذه الخطوة تحل المشكلة.
ومضى قائلا "لا شك في أن الكهرباء (المولدة) من زابوريجيا كهرباء أوكرانية، وهي ضرورية للشعب الأوكراني خاصة خلال الشتاء. ولا بد من الاحترام الكامل لهذا المبدأ".