مسؤول سعودي يؤكد إجراء محادثات مع إيران: نريد "أفعالاً يمكن التحقق منها"

07 مايو 2021
يسعى العراق لعقد لقاء سعودي إيراني جديد بعد عيد الفطر (أحمد الرباعي/ فرانس برس)
+ الخط -

قال مسؤول بوزارة الخارجية السعودية، اليوم الجمعة، إن المحادثات بين السعودية وإيران تهدف إلى "خفض التوتر في المنطقة، لكن من السابق لأوانه الحكم على النتيجة"، مضيفا أن الرياض تريد أن ترى "أفعالا يمكن التحقق منها".

وتمثل تصريحات السفير رائد قرملي، مدير إدارة تخطيط السياسات بوزارة الخارجية السعودية، أول تأكيد علني من جانب الرياض لإجراء محادثات مباشرة مع طهران. وقطع البلدان العلاقات بينهما في 2016.

وقال قرملي لـ"رويترز": "في ما يتعلق بالمحادثات السعودية الإيرانية الحالية، فإنها تهدف إلى استكشاف سبل للحد من التوترات في المنطقة". وأضاف "نأمل في نجاح المحادثات، لكن من السابق لأوانه التوصل إلى أي استنتاجات محددة. تقييمنا سيستند إلى أفعال يمكن التحقق منها، وليس تصريحات".

وامتنع عن الإدلاء بتفاصيل بشأن المحادثات، لكن مسؤولين إقليميين ومصادر أبلغوا "رويترز" أن المباحثات تركزت على اليمن والاتفاق النووي لعام 2015 بين القوى العالمية وإيران، والذي تعارضه الرياض.

وقال الرئيس العراقي، يوم الأربعاء، إن بغداد استضافت أكثر من جولة من المحادثات بين السعودية وإيران، اللتين تخوضان منافسة تحولت إلى صراعات بالوكالة عبر المنطقة بما في ذلك في اليمن.

قرملي لـ"رويترز": في ما يتعلق بالمحادثات السعودية الإيرانية الحالية، فإنها تهدف إلى استكشاف سبل للحد من التوترات في المنطقة (..) نأمل في نجاح المحادثات، لكن من السابق لأوانه التوصل إلى أي استنتاجات محددة

وقال قرملي إن ولي العهد السعودي محمد بن سلمان شرح السياسة السعودية "بوضوح شديد". وقال بن سلمان، الشهر الماضي، إنه رغم أن المملكة لديها مشكلة مع "السلوك السلبي" لطهران، فإنها تريد علاقات طيبة مع إيران.

حرب اليمن

وتصاعد التوتر بين الرياض وطهران بسبب حرب اليمن، حيث صعدت جماعة الحوثي المتحالفة مع إيران من هجماتها على السعودية. كما تفاقم التوتر بين البلدين بعد هجوم في عام 2019 على منشآت نفط سعودية ألقت الرياض اللوم فيه على إيران، وهو اتهام تنفيه طهران.

وأيدت الرياض قرار الرئيس الأميركي السابق دونالد ترامب في 2018 بالانسحاب من الاتفاق النووي لعدم تناوله برنامج إيران للصواريخ وسلوكها الإقليمي. وبعدما أعاد ترامب فرض العقوبات على إيران، ردت طهران بخرق العديد من القيود النووية.

وتأتي هذه التطورات في وقت يضغط فيه الرئيس الأميركي جو بايدن لإحياء الاتفاق النووي الإيراني المبرم عام 2015.

وتحاول قوى عالمية إجراء محادثات في فيينا لإعادة الولايات المتحدة وإيران إلى الامتثال الكامل للاتفاق. وحثتهما السعودية على التوصل إلى اتفاق أقوى. وسعت السعودية إلى الحصول على مقعد على طاولة المفاوضات، لكن وسط تحفظ من جانب إيران بسبب مخاوف من أن تحاول السعودية تخريب الصفقة، قال مسؤول غربي لـ"فرانس برس"، أمس الخميس، إن المملكة تأمل على الأقل بنيل "مقعد في غرفة مجاورة للغرفة".

كما دعمت الرياض وطهران أطرافا متصارعة في لبنان وسورية، حيث قدمت إيران الدعم للرئيس بشار الأسد.

وقال قرملي إن التقارير الإعلامية الأخيرة التي تفيد بأن رئيس الاستخبارات السعودية أجرى محادثات في دمشق غير دقيقة. وأضاف أن السياسة السعودية تجاه سورية "لا تزال قائمة على دعم الشعب السوري وحل سياسي تحت مظلة الأمم المتحدة، ووفق قرارات مجلس الأمن، ومن أجل وحدة سورية وهويتها العربية".

إلى ذلك، كشفت مصادر سياسية عراقية في بغداد، أمس الخميس، عن لقاء سعودي إيراني جديد على مستوى السفراء قد يجرى بعد عطلة عيد الفطر برعاية الحكومة العراقية في العاصمة بغداد، وذلك بالتزامن مع صدور مؤشرات عن البلدين المتقاطعين عبر تصريحات لمسؤولين في طهران والرياض ترحب بالحوار وإقامة علاقات جيدة بينهما.

والتقى وفد سعودي، بقيادة رئيس جهاز المخابرات خالد بن علي الحميدان، بمسؤولين إيرانيين في بغداد في التاسع من إبريل/ نيسان.

ويمثّل الحوار الذي يستضيفه العراق أول جهد جدي لنزع فتيل التوترات منذ قطع العلاقات بين السعودية وإيران في 2016 إثر مهاجمة بعثات دبلوماسية سعودية في إيران على خلفية إعدام رجل دين شيعي معارض في المملكة.

المساهمون