مسؤول إيراني بارز يكشف لـ"العربي الجديد" عن ثلاثة خلافات رئيسة بمباحثات فيينا

09 يونيو 2021
عموئي: مسودة الاتفاق خلال الجولة الخامسة لمباحثات فيينا أصبحت أكثر وضوحاً (Getty)
+ الخط -

كشف المتحدث باسم لجنة الأمن القومي والسياسة الخارجية في البرلمان الإيراني، أبو الفضل عموئي، مساء اليوم الأربعاء، لـ"العربي الجديد" عن وجود ثلاثة خلافات مهمة حالت حتى الآن دون الوصول إلى اتفاق في مباحثات فيينا غير المباشرة بين طهران وواشنطن.

وقال عموئي إن "مسودة الاتفاق خلال الجولة الخامسة للمباحثات أصبحت أكثر وضوحاً"، مؤكداً أن "الخلافات ما زالت قائمة حول ثمة قضايا مهمة". وأضاف أن "أميركا على الرغم من اعترافها بفشل سياسة الضغط الأقصى، لكنها لم تقبل بعد برفع جميع العقوبات، وهذا أمر غير مقبول لإيران".

وبشأن العقوبات التي تعارض واشنطن رفعها، قال عموئي إن "أميركا قبلت بمنطق إيران القوي حول رفع العقوبات الاقتصادية، مثل العقوبات على الطاقة والمبادلات المصرفية"، لكنه كشف عن أنه "في العقوبات المفروضة على الأشخاص والكيانات يريدون الإبقاء على عدد من هذه العقوبات وهذا مرفوض بالنسبة لإيران".

وأشار المتحدث الإيراني إلى خلاف آخر هو "عدم قبول أميركا بموقف إيران حول التحقق من رفع العقوبات"، مشدداً على أن بلاده لن تكتفي بمجرد الإعلان الأميركي عن رفع العقوبات وتريد التحقق من ذلك على أرض الواقع.

كما تحدث المتحدث باسم لجنة الأمن القومي والسياسة الخارجية البرلمانية عن خلاف ثالث مع الولايات المتحدة وهو مرتبط "بترتيب تنفيذ الخطوات"، مضيفاً أن "إيران لن تعود عن خطواتها التصحيحية إلا بعد تنفيذ أميركا تعهداتها بالكامل والتحقق من ذلك". وأوضح عموئي أن "إيران في ضوء الخلافات الراهنة لا يمكنها الموافقة على عودة أميركا إلى الاتفاق النووي".

أما عن تصريحات وزير الخارجية الأميركي أنتوني بلينكن في جلسة استماع في لجنة العلاقات الخارجية بمجلس الشيوخ الأميركي يوم الإثنين، فأكد عموئي لـ"العربي الجديد" رفض طهران تلك التصريحات، قائلاً إن "أميركا لايمكنها اعتبار سياسة الضغط الأقصى فاشلة وفي الوقت نفسه تسعى إلى الإبقاء على أجزائها الأساسية". 

وأوضح أن "إيران لن تحد من برنامجها النووي من دون ضمان انتفاعها الاقتصادي من الاتفاق النووي"، مبيناً أن الاتفاق في مباحثات فيينا "سيكون في متناول اليد سريعاً شريطة أن تغير أميركا موقفها".

واستبعد المسؤول الإيراني، في حديثه مع "العربي الجديد"، "حل الخلافات سريعاً على ضوء التوجه الأميركي الراهن"، مؤكداً أن "برنامج إيران النووي طور التقدم وأنها اكتسبت خبرة كبيرة في الالتفاف على العقوبات". 

وعن مدى تأثير الانتخابات الرئاسية المقررة يوم 18 الشهر الجاري على مفاوضات فيينا، أكد عموئي أن "السياسة الخارجية الإيرانية بعيدة عن الحملات الانتخابية وهذا رأي قائد الثورة الإسلامية أيضاً".

وأضاف أن مجلس الشورى الإسلامي (البرلمان) في إيران "قد وضع المبادئ العامة للمفاوضات وهي غير مرتبطة بوجود شخص خاص بالرئاسة"، لافتاً إلى أن الرئيس روحاني في منصبه حتى الثالث من أغسطس/آب المقبل. وشدد على أن وصول مفاوضات فيينا إلى نتيجة يتوقف على تغيير واشنطن موقفها.

وكان وزير الخارجية الأميركي، قد قال الاثنين، خلال جلسة استماع في الكونغرس الأميركي، إن بلاده "ما تزال لا تعلم إن كانت إيران لديها رغبة واستعداد للعودة إلى خطة العمل الشاملة المشتركة" الموقعة عليها عام 2015.

وأضاف أن مفاوضات فيينا لم تصل بعد إلى مرحلة الامتثال مقابل الامتثال بالتعهدات، مؤكداً أن "إيران، في حال مواصلة انتهاكاتها للاتفاق النووي، يمكنها إنتاج سلاح نووي خلال أسابيع".

وأوضح بلينكن أن طهران سرعت وتيرة تطوير برنامجها النووي إلى الأمام "وكلما تواصل ذلك لفترة أطول يتقلص الوقت الكافي لإنتاج السلاح النووي"، مشيراً إلى أن هذا الوقت قد انخفض حالياً إلى بضعة أشهر في أحسن الأحوال.

وبدأت مباحثات فيينا غير المباشرة بين طهران وواشنطن لإحياء الاتفاق النووي بواسطة أطراف الاتفاق المكونة من روسيا والصين وبريطانيا وفرنسا وألمانيا، في الثاني من إبريل/ نيسان الماضي، وعُقدت خمس جولات حتى الآن بهدف إحياء الاتفاق النووي، وعودة واشنطن إلى الاتفاق ورفع العقوبات المفروضة على إيران، مقابل عودة الأخيرة إلى التزاماتها النووية.

ومن المقرر استئناف المباحثات في جولتها السادسة، الأسبوع المقبل، حسب كبير المفاوضين الإيرانيين عباس عراقجي. 

 

المساهمون