مسؤول إسرائيلي: حزب الله قادر على تدمير شبكة الكهرباء بسهولة

20 يونيو 2024
حريق في مناطق شماليّ إسرائيل إثر قصف من لبنان، 14 يونيو 2024 (Getty)
+ الخط -
اظهر الملخص
- شاؤول غولدشطاين يحذر من قدرة حزب الله على إحداث انهيار في شبكة الكهرباء الإسرائيلية، مشيرًا إلى عدم استعداد إسرائيل لمواجهة هذا السيناريو والتأثير الكبير لانقطاع الكهرباء على الحياة في إسرائيل.
- يلفت الانتباه إلى ضعف البنية التحتية الإسرائيلية والحاجة إلى تحسين الاستعدادات لمواجهة تهديدات محتملة، معتبرًا إسرائيل "جزيرة للطاقة" تعتمد بشكل كبير على نفسها لتزويد الطاقة.
- تصريحاته تثير جدلًا وغضبًا بين المسؤولين الإسرائيليين، لكن تؤكد الجبهة الداخلية على وجود تخوفات حقيقية من استهداف البنية التحتية للكهرباء وتشدد على أهمية الاستعداد لانقطاع الكهرباء.

قال شاؤول غولدشطاين، المدير العام للشركة الحكومية نوغا، التي تدير منظومة الكهرباء الإسرائيلية، إن حزب الله اللبناني قادر على التسبب بانهيار شبكة الكهرباء في إسرائيل بسهولة خلال الحرب على الجبهة اللبنانية، مضيفاً: "نحن غير جاهزين لحرب، وبعد 72 ساعة دون كهرباء لا يمكن العيش في إسرائيل". 

وذكر غولدشطاين، في بداية حديثه خلال مشاركته في مؤتمر معهد أبحاث الأمن القومي في سديروت، اليوم الخميس، إن "إسرائيل جزيرة للطاقة، ويجب أن نزوّد أنفسنا، وهذه أيضاً أفضليتنا، بحيث إننا مدرّبون على العمل في الجزيرة". وأضاف: "عندما تسلّمت منصبي وبدأت أبحث في التهديد الحقيقي على الكهرباء، سألت أنه في حال استهداف صاروخ شبكة الكهرباء وحدوث انقطاع لمدة ساعة، أو 3 ساعات، أو 24 ساعة، أو 48 ساعة، أو 72 ساعة، ودواليك، ما الذي سيحدث لإسرائيل في وضع كهذا؟".

وتابع مسؤول شبكة الكهرباء: "خلصت في السطر الأخير إلى أنه بعد 72 ساعة لا يمكن العيش في إسرائيل. الناس لا يدركون هنا كم أن حياتنا مرتبطة بالكهرباء". وأوضح: "لدي 15 مراقباً في أرجاء البلاد، وإن كان هناك انقطاع للكهرباء، فبعد 5 ساعات لن يكون لدي هاتف للاتصال بهم".

وقال غولدشطاين: "لنفترض أن أحدهم تلقّى رسالة بواسطة الحمام الزاجل بعد 12 ساعة، سيصل المراقب نفسه إلى محطة وقود، ولكن لا يوجد بنزين، ولا أي محطة وقود تعمل، وفي كل محطة يوجد طابور يمتد إلى 30 كيلومتراً على الأقل. عندما نفحص كل بنيتنا التحتية، الألياف الضوئية، والموانئ، ولن أخوض في الأمور الحساسة، فسنجد أننا في وضع سيّئ". ولفت في هذا السياق: "نحن لسنا مستعدين لحرب حقيقية. نحن نعيش في عالم الخيال برأيي. الجانب الجيد أننا استثمرنا الكثير في الحماية، وفي فريق مشترك مع شركة الكهرباء أيضاً".

وفي نهاية كلمته، قال المسؤول الإسرائيلي: "إذا كان نصر الله يريد تدمير شبكة الكهرباء الإسرائيلية، فما عليه إلا أن يهاتف الشخص المسؤول عن نظام الكهرباء في بيروت، والذي يشبه تماماً نظام الكهرباء الإسرائيلي. حتى إنه لا يحتاج إلى مُسيّرة للتصوير، بل يستدعي مهندس كهرباء في سنته الثانية، ويسأله عن النقاط الأكثر حساسية وأهمية في إسرائيل، وكل شيء موجود على الإنترنت. أي شخص يدخل الإنترنت يكتشف ذلك". وهنا لخص رأيه بالقول: "إذا أُجِّلَت الحرب لمدة عام أو خمسة أعوام أو عشرة، فإن وضعنا سيكون أفضل".

وأثارت أقوال غولدشطاين غضب المدير التنفيذي لشركة الكهرباء، مئير شبغلير، الذي اعتبر أن "أقوال شاؤول غولدشطاين، بشأن عدم حصانة شبكة الكهرباء، كلام غير مسؤول، ومنفصل عن الواقع ويثير الذعر بين الجمهور، ومن الأفضل أن يركّز على إدارة شركة نوغا، التي تراجعت منذ توليه منصبه، على أقل تعبير".

على الرغم من غضب شبيغلر، إلا أن مصدراً مطّلعاً خاصاً على استعدادات الجبهة الداخلية الإسرائيلية، كان قد تحدث لـ"العربي الجديد" في فبراير/ شباط الماضي. وأكد المصدر في حينه أن ثمة تخوفات إسرائيلية حقيقية وكبيرة جداً من إمكانية استهداف "حزب الله" البنية التحتية لشبكة الكهرباء والتسبب بانقطاع لساعات طويلة، الأمر الذي قد يؤدي في مرحلة ما إلى انقطاع خدمات الإنترنت أيضاً، وبالتالي صعوبة في الاتصالات، فضلاً عن تشكيل ذلك مخاطر كبيرة على حياة المرضى الذين يعتمدون على أجهزة التنفس الاصطناعي.

التشديد على موضوع الكهرباء، يأتي على خلفية التقديرات الإسرائيلية، بأن "حزب الله"، سيستهدف البنية التحتية للكهرباء بصواريخ دقيقة

وعقدت الجبهة الداخلية منذ بداية الحرب عدة جلسات مع رؤساء سلطات محلية وجهات ذات صلة بحالات الطوارئ، منها وزارة الصحة وسلطات محلية عربية في المجتمع العربي في الداخل الفلسطيني، شددت خلالها على موضوع انقطاع الكهرباء، وكانت إحداها في بلدية الناصرة، بمشاركة عدة جهات من بينها رؤساء سلطات محلية عربية، ممن تقع بلداتهم على مسافة حتى 30 كيلومتراً من الحدود مع لبنان.

وبحثت الجلسة التجهيزات اللازمة، لاحتمال انقطاع التيار الكهربائي على نحو واسع ولساعات طويلة، وكيفية التعامل مع المرضى الذين يعتمدون على التنفس الاصطناعي.

وأوضح المصدر الذي تحدّث لـ"العربي الجديد"، في حينه، أن "التشديد على موضوع الكهرباء يأتي على خلفية التقديرات الإسرائيلية، بأن "حزب الله" سيستهدف البنية التحتية للكهرباء بصواريخ دقيقة. لكن الأمر لا يتوقف عند الكهرباء. هناك مخاوف من صواريخ بركان التي لديها قدرات تدمير كبيرة. ويبدو أن التعليمات العادية للتعامل مع حالات الطوارئ التي تسري على الصواريخ المعتادة من قبل حزب الله، قد لا تنفع في حالة بركان".

 

ماذا لو استهدف "حزب الله" شبكة الكهرباء؟

قد يتطلب إصلاح التيار الكهربائي ما بين 3-5 أيام في بعض الحالات، وفق التقديرات الإسرائيلية التي تحدّث عنها المصدر، مضيفاً أن "انقطاع التيار الكهربائي لفترة طويلة قد يسبب تشويشاً في الاتصالات، وبالتالي مشكلة في إيصال التعليمات إلى المواطنين. لذلك جرت بلورة حملات باتت جاهزة لحالات الطوارئ وأخرى يجري العمل عليها، لاستخدامها فقط في حال توسّع الحرب إلى حرب شاملة".

وقال المصدر: "تشدد الجلسات أيضاً على أهمية توفير آلية للتواصل بين السلطات المحلية والسكان في حال التشويش في الإنترنت وشبكة الاتصالات بسبب انقطاع التيار الكهربائي لفترة طويلة نسبياً أو تضرر الهوائيات الخليوية". وتابع: "جرى العمل على تخصيص رزم تشمل تعليمات لكل بلدة، ستُرسَل عند الضرورة عبر رسائل قصيرة (إس إم إس)، ومع اعتماد أقل على الإنترنت، ذلك أن الشبكة قد تنهار في الهواتف المحمولة عندما يضعف الإرسال، قبل انهيار الخدمات الأخرى أو ضعفها، وبالتالي الفرصة تكون أكبر لاحتمال وصول الرسائل القصيرة إلى الهواتف".

المساهمون