قال منسق الأمم المتحدة للشؤون الإنسانية في الأراضي الفلسطينية المحتلة، جيمي ماكغولدريك، إن الاحتياجات في غزة لأكثر من 2.3 مليون فلسطيني هائلة ومتزايدة، حيث يعيش الناس تحت ظروف مروعة. وجاءت تصريحات المسؤول الأممي خلال مؤتمر صحافي عقده عبر تقنية الفيديو من القدس المحتلة، مع الصحافين المعتمدين لدى مقر الأمم المتحدة في نيويورك.
وأشار ماكغولدريك بداية إلى عودته مؤخرا من زيارة لقطاع غزة. واستهل مداخلته بالحديث عن نزوح الكثيرين عن رفح داخل القطاع، للمرة الثانية أو الثالثة على الأقل، خوفا من الاجتياح الإسرائيلي البري المحتمل متوجهين إلى خانيونس ودير البلح ومناطق أخرى. كما أشار إلى خطة طوارئ تعمل عليها الأمم المتحدة مع الأخذ بعين الاعتبار أكثر من سيناريو، بما فيها احتمال هدنة والثاني توغل بري إسرائيلي.
ولفت الانتباه إلى "تفشي الأمراض وانعدام الأمن الغذائي الحاد في ظل نظام صحي منهار ونقص شديد حتى بـ "الخيم" أو الأغطية البلاستيكية التي تستخدم لبناء هياكل شبيهة بالخيم". وقال إن "المساعدات الإنسانية الشهر الماضي انخفضت بنسبة خمسين بالمائة مقارنة بشهر يناير/كانون الثاني الفائت في الوقت الذي زادت فيه الاحتياجات".
وتطرق منسق الأمم المتحدة للشؤون الإنسانية في الأرضي الفلسطينية المحتلة، إلى المحنة الإضافية التي يعيش تحتها النساء والأطفال، بما فيها قضايا الخصوصية والضغوطات النفسية والعنف الأسري والجندري، فضلا عن نقص المياه النظيفة والمنتجات الصحية النسائية. مشيرا إلى شعور الكثيرين بـ "قلة الحيلة والغضب لعدم مقدرتهم على توفير حياة كريمة لعائلاتهم". وتحدث عن حضوره لأحد الاجتماعات التي تحدثت فيها إحدى السيدات عن سماعها عند المرور بين الخيام "صوت بكاء النساء، وتعرض امرأة أخرى للضرب المبرح أمام الجميع من زوجها"، وغيرها من الأمور المتعلقة بالعنف الجندري والأسري.
وردا على أسئلة لمراسلة "العربي الجديد" في نيويورك حول ما إذا كانت أي من تلك الأسر والنساء تحصل على دعم نفسي واجتماعي، قال ماكغولدريك: "لقد زرت واحدا من تلك المخيمات التي أقامتها نساء فلسطينيات داخل غزة من أجل دعم النساء اللواتي يتعرضن للعنف الأسري، وقاموا بتخصيص مناطق آمنة للنساء للحصول على الدعم والمساعدة، وهذا أمر ليس سهلا القيام به بسبب أعداد النازحين الهائلة والاكتظاظ في تلك المخيمات... ولكن واقع الحال لا يمكن حتى تقديم خدمات أساسية كمياه نظيفة للاستحمام ومنتجات النظافة النسائية وغيرها من الاحتياجات الأساسية للنساء فما بالك الدعم النفسي أو الاجتماعي". مضيفا أن المجتمعات المحلية تحاول سد جزء من تلك الفجوة.
وفي ما يخص احتمال اجتياح بري لرفح، شدد المتحدث على وجود خطة طوارئ للأمم المتحدة لاستبدال خطة الطوارئ الحالية، مؤكدا في الوقت ذاته على أنه "لا يوجد لدينا ما يكفي من المستلزمات الأساسية كالطعام والمأوى لتخزينها سلفا في حال اضطر الناس للخروج من رفح، وبصراحة لا أدري أين سيذهب الناس، فإن منطقة المواصي على سبيل المثال مكتظة والآن تقام مخيمات جديدة فيها للذين يتوجهون إليها". وأضاف: "تحتاج الأمم المتحدة إلى 300 شاحنة يوميا على الأقل لسد الاحتياجات الأساسية ولكن حاليا لا تدخل أكثر من 150 شاحنة إذا حالفنا الحظ أصلا، وهذا ليس لكل المناطق، فالشمال يصعب جدا الوصول إليه".
وأكد على ضرورة السماح بإدخال المساعدات من ميناء اسدود القريب من شمال غزة والمجهز بتقنيات عالية ويمكن إيصال المساعدات منه بشكل سريع بدلا من البحث عن طرق بديلة كإنزال المساعدات جويا، على الرغم من أهميتها وسدها بعض الاحتياجات إلا أنها غير كافية وتكلفتها عالية وهناك طرق أفضل منها". مشددا على أن "مستوى الاحتياجات المذهل لا يمكن سده إلا عن طريق النقل البري".
وأشار إلى التقارير التي تتحدث عن وفيات في غزة بسبب الجوع، معربا عن قلقه من زيادة تلك الحالات وخاصة في الشمال الذي يصعب الوصول إليه". كما حذر من وصول الجوع إلى مستويات كارثية، مشددا على ضرورة زيادة حجم المساعدات لمنع حدوث مجاعة.
وناشد ماكغولدريك في نهاية حديثه بالسماح لقوافل الإغاثة باستخدام الطريق العسكري "طريق السياج الحدودي" والذي يقع على الجهة الشرقية من قطاع غزة.