قدّم وكيل الأمين العام للأمم المتحدة للشؤون الإنسانية مارتن غريفيث، إحاطته أمام مجلس الأمن الدولي حول الوضع الإنساني في أوكرانيا، واصفاً الحرب بالعبثية، وبأنها سبّبت "انتشار الموت والدمار والتهجير والمعاناة".
وقال غريفيث: "ما زال هناك أكثر من 14 مليون شخص نازحين قسرياً عن ديارهم في أوكرانيا، بما في ذلك 6.5 ملايين نازح داخلياً، وأكثر من 7.8 ملايين لاجئ مسجلين في جميع أنحاء أوروبا".
وتوقف غريفيث عند إحصائيات مكتب المفوض السامي للأمم المتحدة لحقوق الإنسان، التي تفيد بمقتل أكثر من 17 ألف مدني منذ بداية الاجتياح الروسي في 24 فبراير/ شباط 2022، من بينهم 419 طفلاً، متوقعاً أن تكون الخسائر الحقيقية أعلى من ذلك بكثير.
وأشار غريفيث إلى تقرير منظمة الصحة العالمية الذي سجل هجمات على أكثر 700 منشأة صحية، و61 هجموماً على العاملين في المجال الصحي، مشيراً إلى أنّ الهجمات على المنشآت الصحية الأوكرانية تمثل حالياً قرابة 70 في المائة من جميع الهجمات على مرافق الرعاية الصحية التي بُلِّغ عنها حول العالم، هذا العام.
وذكر أنّ عدد الأطفال الذين قتلوا أو جرحوا، منذ فبراير، وصل إلى 1148، في الوقت الذي فرّ فيه الملايين من الذين اقتلعوا من ديارهم، وفصلوا عن عائلاتهم، ويواجهون مخاطر العنف.
وتطرق إلى فصل الشتاء القاسي في أوكرانيا ووصول درجات الحرارة في بعض المناطق إلى عشرين درجة تحت الصفر. وقال إنّ الهجمات على البنية التحتية في أوكرانيا، بما فيها محطات الطاقة والتدفئة، أدت إلى حرمان ملايين الأشخاص التدفئة والكهرباء والمياه، ما أضاف بُعداً خطيراً آخر للأزمة الإنسانية التي سببتها الحرب.
وشدد على أنه نتيجة للهجمات على البنية التحتية المدنية، يُحرم الناس الرعاية الصحية والتعليم للأطفال، والأشخاص الأكثر عرضة للخطر هم المستضعفون في المجتمع، بمن فيهم الكبار في السن وذوو الاحتياجات الخاصة، والملايين من النازحين داخلياً بسبب نقص الخدمات الأساسية.
وذكّر المسؤول الأممي بالقانون الدولي الإنساني الذي يؤكد "ضرورة حماية البنية التحتية التي لا غنى عنها لبقاء السكان المدنيين، ويجب الحرص الدائم على تجنب المدنيين والأعيان المدنية في جميع العمليات العسكرية".
وتابع أن استهداف البنية التحتية المستمر، منذ قرابة الشهرين، خلق مستوى جديداً من الاحتياجات يؤثر بجميع أنحاء البلاد، ويفاقم من حجم المعاناة والاحتياجات، وأن "حجم الدمار الذي لحق بالبنية التحتية للكهرباء والتدفئة" يتطلب "تعزيز الدعم لحكومة أوكرانيا، بشكل يتجاوز قدرة أو ما يمكن أن يقدمه العاملون في المجال الإنساني".
وأشار إلى أن المجتمع الدولي قدم حتى الآن أكثر من ثلاثة مليارات دولار لصندوق الأمم المتحدة للمساعدات الإنسانية في أوكرانيا، الذي يحتاج إلى 4.3 مليارات حتى نهاية العام، وأنّ من الضروري استمرار تدفق المساعدات المادية والتمويل وسد النقص في التمويل من أجل استمرار العمليات الإنسانية وتقديم المساعدات خلال العام القادم.
وختم بقوله: "أطلقت الأسبوع الماضي تقييمنا السنوي للاحتياجات الإنسانية العالمية وكيفية الاستجابة لها. لقد كانت هناك بداية عام 2022، 274 مليون شخص بحاجة إلى مساعدات إنسانية حول العالم. نتوقع ارتفاع العدد في العام القادم ليصل إلى 339 مليون شخص. هذه زيادة بنحو 24 في المائة، أو واحد من كل 23 شخصاً على هذا الكوكب"، وهو تذكير صارخ بارتفاع حجم الاحتياجات الإنسانية.