مسؤولة في "مسد" تنتقد تصريحات للأسد: "لا تخدم السوريين"

03 اغسطس 2021
إلهام أحمد: الاعتراف بالإدارة الذاتية سيكون سبباً في تغيير الدستور في سورية (فرانس برس)
+ الخط -

قالت رئيسة الهيئة التنفيذية لـ"مجلس سورية الديمقراطية" (مسد) إلهام أحمد، اليوم الثلاثاء، إن تصريحات رأس النظام السوري بشار الأسد "لا تخدم السوريين والمصلحة السورية، ولا بد من تغيير لغة الخطاب تجاه الأكراد"، مؤكدةً أن "الاعتراف بالإدارة الذاتية سيكون سبباً في تغيير الدستور في سورية"، وفق موقع "روسيا اليوم". 

وأوضحت رئيسة الهيئة التنفيذية في "مسد" أنه "لا توجد أي رؤية قريبة للحوار مع الحكومة السورية"، لافتة إلى أن "الأميركيين لا يمنعون الإدارة الذاتية من الحوار بل يشجعون على ذلك مثل الروس". وأشارت أحمد إلى أن "ما يحدث في درعا جنوب سورية، يعتبر خرقاً لاتفاق المصالحات ولا بد من حلول جذرية بعيداً عن القوة". 

وحول تواجد القوات الأميركية في سورية، قالت أحمد إنه "من المتوقع حدوث انسحابات أميركية في المناطق التي تتواجد فيها قواتها". ولفتت إلى أن "تواجد القوات الأجنبية على الأراضي السورية مؤقت". واعتبرت أن "انسحاب الأميركيين من سورية سيؤثر على استراتيجيتهم". وأضافت: "نتمنى استمرار الشراكة معهم حتى الوصول إلى حل في سورية". 

وزعمت مسؤولة "مسد" أن "قوات سورية الديمقراطية" (قسد) تحافظ على الموارد السورية بعيداً عن المنظمات "الإرهابية"، حسب قولها.  

 

وترى أن "عقوبات الخزانة الأميركية على شخصيات من المعارضة السورية كانت إيجابية"، متهمة "قوات المعارضة بارتكاب جرائم حرب بشكل يومي في عفرين ورأس العين"، مُشيرةً إلى أنه "لا بد من استمرار التعاون بين روسيا والولايات المتحدة للحد من انتهاكات المجموعات الإرهابية". وأكدت مرة أخرى على أن "التعاون الأميركي الروسي في الفترة الأخيرة إشارة إلى أن واشنطن تسعى لحل الأزمة السورية". 

وتابعت أحمد "هناك تطور بسيط وبطيء وتخوف من استعادة الدول لرعاياها من داعش والكثير من الدول لا تقبل باستعادتهم"، لافتةً إلى أن "الإدارة الذاتية تعتمد على مواردها المحلية بسبب إغلاق المعابر الخارجية". 

واعتبرت أن "الإدارة الذاتية تحتوي الاحتجاجات في مناطق الغالبية العربية بتحقيق المطالب". مؤكدةً أن "البنية التحتية في المنطقة مدمرة ولم يحدث جذب أي استثمارات حتى الآن". 

وأردفت مسؤولة "مسد": "يتهموننا دائماً بالانفصال والتقسيم وهذا الاتهام (فتنة) خلقتها تركيا. هناك حرب خاصة من قبل تركيا لتحريض الناس على ترك بلادهم وخاصة الأكراد، ونحن نعمل على وحدة الأراضي والجغرافية السورية وتركيا تعمل على ضم عفرين ومناطق أخرى".

تجدد القصف على درعا البلد 

جددت قوات النظام السوري، اليوم الثلاثاء، قصفها بقذائف الهاون على أحياء درعا البلد، في ظل سريان هدنة لمدة 24 ساعة اتفق عليها النظام والروس من جهة، و"اللجنة المركزية" من جهة أخرى، بعد منتصف ليل الإثنين، وذلك إثر عدة طروحات قدمتها "لجنة المفاوضات" إلى "لجنة النظام الأمنية" والوفد الروسي، لتجنب التصعيد العسكري في محافظة درعا.

وتزامن تجدد قصف النظام مع حركة نزوح كبيرة للأهالي من أحياء درعا البلد، باتجاه أحياء درعا المحطة، وسط تخوف الأهالي من خرق النظام للاتفاق وشن عملية عسكرية لاقتحام المنطقة.

 

وقالت مصادر من أبناء درعا البلد لـ"العربي الجديد" إن مجموعات "الفرقة الرابعة" التي يقودها ماهر الأسد شقيق رأس النظام السوري، استهدفت بخمس قذائف من نوع "هاون"، عصر اليوم الثلاثاء، أحياء متفرقة من درعا البلد، دون وقوع إصابات بشرية. ولفتت المصادر إلى أن "هناك اجتماعاً بعد ساعتين (من لحظة كتابة هذا التقرير) بين اللجنة المركزية مع وفد روسي لبحث المقترح الذي قدمته اللجنة لقوات النظام في إطار التوترات الأمنية التي تشهدها مدينة درعا.

ويقضي المقترح بنشر قوات عسكرية من "الفرقة الخامسة عشر" و"الأمن العسكري" التابعين للنظام، إلى جانب عناصر من "اللواء الثامن" المدعوم من روسيا، في عدة أحياء من درعا البلد، إضافة لإجراء عمليات تفتيش محدودة بحضور أعضاء لجان التفاوض.

حركة نزوح للأهالي باتجاه درعا المحطة

من جهته، أكد "أمجد الحوراني" في حديث لـ"العربي الجديد" أن ما يزيد عن 200 عائلة نزحت، خلال الساعات القليلة الماضية من أحياء درعا البلد، باتجاه أحياء درعا المحطة، مُشيراً إلى أن ثلاثة أرتال سيارات للمدنيين، كل رتل يضم أكثر من 35 سيارة عبرت حاجز السرايا التابع للنظام عند الساعة الخامسة من عصر اليوم الثلاثاء باتجاه درعا المحطة، خشية عمل عسكري تشنه قوات "الفرقة الرابعة" مدعومةً من الميليشيات الإيرانية على درعا البلد، بالتزامن مع استقدام "الفرقة الرابعة" تعزيزات عسكرية جديدة ليلة أمس الإثنين إلى حي المنشية القريب من درعا البلد، والذي يعتبر منطلق العمليات العسكرية للفرقة باتجاه المنطقة.

 

بدوره، قال الناشط أبو البراء الحوراني عضو "تجمع أحرار حوران"، في حديث لـ"العربي الجديد"، إن "عناصر حاجز (السرايا) التابعين لفرع الأمن العسكري يستغلون الأهالي الراغبين بالخروج من أحياء درعا البلد المحاصرة مع آلياتهم، وتفرض عليهم مبالغ مالية، تقدر بـ500 دولار أميركي، أو أكثر ذلك بحسب الممتلكات الأخرى التي يمتلكونها".

وأشار الحوراني إلى أن "الأهالي يضطرون إلى دفع تلك المبالغ من أجل الهروب بأطفالهم وممتلكاتهم، إلى خارج الأحياء التي شهدت قصفاً مكثفاً يوم أمس الإثنين، وذلك خشية تجدده خلال الساعات القادمة، فيما إذا فشلت المفاوضات مجدداً".

ولفت عضو "تجمع أحرار حوران" إلى أن "هناك أشخاصاً (ضعيفي النفوس) ومن جامعي الأموال، من أبناء المنطقة يشغلون دور الوسيط بين الأهالي وعناصر الحاجز، ويساعدون الأخير على استغلال المدنيين وابتزازهم، غير آبهين بالأوضاع الإنسانية". 

وأكد الحوراني أنه "لا تزال مئات العائلات المحاصرة من قبل ميليشيات (الغيث) منذ 6 أيام، في كلٍ من منطقة تل السلطان، وطريق غرز درعا، ومنطقة النخلة، وشرق سد درعا، ومنطقة الشياح، ومنطقة الخشابي، والتي حرمتهم من الغذاء والدواء، فضلاً عن الاعتداءات المتكررة عليهم بالضرب والشتائم".