مسؤولة أممية: لا تلوح في الأفق نهاية للقتال أو المعاناة في أوكرانيا

14 يناير 2023
توقفت ديكارلو في إحاطتها عند ملايين النازحين واللاجئين منذ بدء الاجتياح الروسي (Getty)
+ الخط -

قالت مساعدة الأمين العام للأمم المتحدة للشؤون السياسية، روزماري ديكارلو، إنه مع اقتراب الحرب في أوكرانيا من الذكرى السنوية الأولى لنشوبها، لا تلوح في الأفق القريب نهاية للقتال أو المعاناة. وجاءت تصريحات المسؤولة الأممية خلال جلسة عقدها مجلس الأمن الدولي في نيويورك، دعت إليها كل من ألبانيا والولايات المتحدة لمناقشة التطورات في أوكرانيا.

وتحدثت ديكارلو عن عدد الضحايا من القتلى والجرحى منذ بدء الحرب، وقالت إن عددهم يصل إلى أكثر من 18 ألفاً. ولفتت الانتباه إلى أن "مكتب المفوض السامي لحقوق الإنسان تمكن من التحقق من مقتل أكثر من 6900 شخص وجرح أكثر من 11 ألف آخرين في أوكرانيا". وتوقعت أن تكون الأرقام الفعلية أعلى من ذلك بكثير.

 وتوقفت ديكارلو في إحاطتها عند ملايين النازحين واللاجئين منذ بدء الاجتياح الروسي قبل قرابة عام، وقدرت أن أعداد النازحين من الأوكرانيين في دول الجوار الأوروبي وصلت إلى قرابة 7.9 ملايين شخص. أما عدد النازحين داخلياً، فوصل إلى أكثر 5.9 ملايين نازح، 65 في المائة منهم من النساء والفتيات. وقالت: "إن الاستهداف المنظم والمنهجي للبنية التحتية المدنية والحيوية، بما فيها مرافق الطاقة والصحة، يزيد من أعداد النازحين".

ولفتت الانتباه إلى تنفيذ أكثر من سبعمئة هجوم على مرافق صحية منذ اندلاع الحرب. وأشارت إلى تقديم الأمم المتحدة والمنظمات الشريكة لها مساعدات غذائية إلى قرابة تسعة ملايين أوكراني داخل البلاد. كذلك أكدت وصول مساعدات إنسانية إلى قرابة 14 مليون شخص داخل أوكرانيا منذ بدء الحرب، بما فيها المساعدات لقرابة مليون شخص يعيشون في المناطق الأوكرانية التي لا تقع تحت سيطرة الحكومة الأوكرانية. وتحدثت عن وجود صعوبات بالوصول وتقديم المساعدات الإنسانية ضمن المناطق التي تسيطر عليها القوات الروسية.

وتحدثت المسؤولة الأممية عن توثيق وتحقق المفوضية السامية لحقوق الإنسان التابعة للأمم المتحدة، منذ بدء الحرب، من أكثر من 90 حالة من حالات العنف الجنسي المرتبط بالنزاع. وقالت إن تلك الحالات تندرج ضمن نوعين: الأول يستخدم غالباً ضد الرجال وفي أثناء الاحتجاز والتحقيق، والثاني يشمل الاغتصاب، بما في ذلك الاغتصاب الجماعي، للنساء والفتيات في المناطق الخاضعة للسيطرة الروسية. وشددت على ضرورة محاسبة جميع مرتكبي انتهاكات حقوق الإنسان.

السفيرة الأميركية: الهجمات الروسية خلال رأس السنة "بربرية"

إلى ذلك، وصفت السفيرة الأميركية للأمم المتحدة في نيويورك، ليندا توماس غرينفيلد، خلال مداخلتها أمام المجلس الهجمات الروسية على أوكرانيا خلال احتفالات رأس السنة الجديدة بالبربرية.

وقالت غرينفيلد: "لقد دمروا الأنظمة التي توفر الحرارة والضوء للشعب الأوكراني خلال أبرد وأظلم جزء من الشتاء. إنها ليست ممارسات دولة مستعدة للتخلي عن الحرب".

 وتوقفت السفيرة الأميركية في مداخلتها عند تبعات الحرب الروسية في أوكرانيا على الاقتصاد العالمي ومفاقمتها لأزمة الغذاء، وقالت: "نشعر جميعاً بالآثار المباشرة وغير المباشرة لهذه الحرب العبثية. على سبيل المثال، أدت الحرب الروسية في أوكرانيا إلى تفاقم أزمة الغذاء العالمية. يقدر برنامج الأغذية العالمي أن أكثر من 345 مليون شخص يعانون أو معرضون لخطر انعدام الأمن الغذائي الحاد. (وأشدّد على حاد)، هذا يعني أنهم معرضون لخطر الموت الوشيك، وهو أكثر من ضعف العدد مقارنة بعام 2019".

وقالت المندوبة الأميركية: "إن الهجمات الروسية أدت إلى إغلاق بعض الموانئ الأوكرانية وخفض الصادرات الغذائية الأوكرانية بحوالى 30 بالمائة".

وأثنت على "الجهود التركية وجهود الأمين العام للأمم المتحدة ونشكرهما على المساعدة في الوساطة في مبادرة حبوب البحر الأسود، التي كانت حاسمة لإطعام الجياع في العالم".

وأشارت الدبلوماسية الأميركية في الوقت ذاته إلى "أن المبادرة لا تواكب الطلب العالمي الشديد على حبوب البحر الأسود، بسبب التباطؤ الروسي المتعمد لعمليات التفتيش، حيث تنتظر عشرات السفن المغادرة، وتنتظر العشرات غيرها عمليات التفتيش قبل أن يتمكنوا من نقل شحنات الحبوب إلى العالم".

ورأت السفيرة الأميركية أن ذلك يؤدي إلى نفقات إضافية وتأخر وصول ملايين الأطنان من الحبوب، وقالت إن "الحبوب تتحرك بنصف معدل وتيرة الشحنات في سبتمبر وأكتوبر". وشددت على ضرورة أن تعمل المبادرة بالشكل الذي كان مرجواً لها ونقل خمسة ملايين طن من الحبوب شهرياً.

وقالت السفيرة الأميركية إن بلادها حذرت مجلس الأمن من أن إيران وكوريا الشمالية "تعتزمان نقل مواد محظورة إلى روسيا، وهو ما قامتا به بالفعل. حيث نقلت إيران، منذ أغسطس، مئات الطائرات دون طيار إلى روسيا، في انتهاك لقرار مجلس الأمن التابع للأمم المتحدة رقم 2231".

وأضافت: "تستخدم روسيا هذه الطائرات الإيرانية دون طيار لضرب البنية التحتية للطاقة في أوكرانيا، ما يحرم ملايين المدنيين الأوكرانيين الكهرباء والتدفئة والخدمات الحيوية وسط الشتاء. الناس في أوكرانيا اليوم يعانون ويموتون نتيجة الدعم الإيراني".

وقالت إن بلادها تعتقد أن "إيران تدرس بيع مئات الصواريخ الباليستية لروسيا، في انتهاك لقرار مجلس الأمن، ونحثّ إيران على عكس مسارها وعدم اتخاذ هذه الخطوات".

وأشارت السفيرة الأميركية إلى أن كوريا الشمالية، على عكس تصريحات علنية لمسؤولين فيها، بأنها لن تدعم حرب روسيا في أوكرانيا، "سلّمت أسلحة لمجموعة فاغنر العسكرية، في انتهاك مباشر لقرارات مجلس الأمن. وتنوي تسليم المزيد من المعدات العسكرية لفاغنر".

المندوب الروسي: تصريحات مضللة

إلى ذلك، أعرب المندوب الروسي للأمم المتحدة، فاسيلي نيبنزيا، عن استغرابه طلب عقد الاجتماع، وتساءل عن الهدف منه، ووصف إحاطة المسؤولة الأممية بأنها لم تأتِ بأي جديد. ووصف السفير الروسي تصريحات الدول الغربية وأوكرانيا بالمضللة للمجتمع الدولي والعالم. ثم استغرب طلب أوكرانيا عقد مؤتمر للسلام واشتراطها عدم مشاركة روسيا. وهاجم المسؤولين الأوكرانيين، ورأى أنهم يمارسون حرباً بالنيابة عن حلف شمال الأطلسي.

وقال إن بلاده "لا تحاول شنّ حرب على الشعب الأوكراني، بل على النظام الذي وصل إلى الحكم بشكل غير شرعي عام 2014".

المساهمون