قالت ممثلة الأمم المتحدة السامية لشؤون نزع السلاح، إيزومي ناكاميتسو، اليوم الجمعة، إن خطر "استخدام سلاح نووي حالياً أعلى من أي وقت مضى منذ الحرب الباردة، وتمثل الحرب في أوكرانيا المثال الأكثر حدة لهذا الخطر".
جاءت تصريحات ناكاميتسو خلال إحاطتها أمام مجلس الأمن الدولي في نيويورك لنقاش التطورات الأخيرة في أوكرانيا وإعلان روسيا، في 25 مارس/آذار، توصلها إلى اتفاق مع بيلاروسيا لنشر أسلحتها النووية غير الاستراتيجية في الأراضي البيلاروسية.
ووضّحت ناكاميتسو أنه، عندما يتعلق الأمر بالمسائل المتعلقة بالأسلحة النووية، "يجب على جميع الدول تجنب اتخاذ أي إجراءات من شأنها أن تؤدي إلى التصعيد أو الخطأ أو سوء التقدير، يجب على جميع الدول الأطراف في معاهدة عدم انتشار الأسلحة النووية والدول الحائزة أو غير الحائزة على أسلحة نووية، على حد سواء، التقيد الصارم بالالتزامات والتعهدات بموجب المعاهدة"، وشددت على أن الالتزام بذلك هو "عنصر أساسي لمنع انتشار واستخدام الأسلحة النووية والقضاء عليها".
وذكّرت ممثلة الأمم المتحدة السامية لشؤون نزع السلاح الدول الأعضاء أن "إزالة الأسلحة النووية يبقى الأولوية القصوى في نزع السلاح للأمم المتحدة، وهدف تظل جميع الدول الأعضاء في الأمم المتحدة ملتزمة به".
ثم توقفت المسؤولة الأممية عند قضية استضافة دولة لا تملك أسلحة نووية لأسلحة نووية مملوكة لدولة أخرى، وشددت على أن ذلك بحد ذاته ليس بالأمر الجديد وموجود "منذ عقود، عبر مناطق مختلفة وبموجب ترتيبات مختلفة. وهذه الترتيبات تسبق تاريخ معاهدة عدم انتشار الأسلحة النووية، باستثناء الإعلان الأخير".
وفي الوقت الذي حذرت فيه من أن "خطر استخدام سلاح نووي حالياً أعلى من أي وقت مضى منذ الحرب الباردة"، وخاصة في سياق الحرب الأوكرانية، أكدت أن "غياب الحوار، وتآكل هيكل نزع وتحديد الأسلحة، إلى جانب الخطابات والتهديدات، تشكل الدوافع الرئيسية لهذا الخطر الوجودي المحتمل".
وشددت على ضرورة "أن تتجنب الدول اتخاذ أي إجراءات قد تؤدي إلى التصعيد أو الخطأ أو سوء التقدير"، داعية إلى العودة للحوار "لتهدئة التوترات بشكل عاجل وإيجاد طرق لتطوير وتنفيذ تدابير الشفافية وبناء الثقة".
وكررت ناكاميتسو دعوة الأمين العام للأمم المتحدة روسيا والولايات المتحدة للعودة إلى التنفيذ الكامل لـ"معاهدة ستارت الجديدة"، وهي معاهدة تخفيض الأسلحة النووية بين الولايات المتحدة وروسيا المتعلقة بتدابير خفض الأسلحة الهجومية الاستراتيجية والحد منها، وأكدت أن ذلك، بالإضافة إلى تنفيذ الالتزامات بمعاهدة عدم انتشار الأسلحة النووية، سيساعد في ترسيخ الاستقرار.
من جهته، قال نائب السفيرة الأميركية، روبيرت وود، إن "الرئيس بوتين يصعد بسلوكه الخطير والمزعزع للاستقرار، بالتهديد بنشر أسلحته النووية في بيلاروسيا، ويذكر العالم مجدداً بعدم احترامه للقانون الدولي وميثاق الأمم المتحدة"، ورأى أن الخطوات الروسية تأتي "كجزء من محاولة الكرملين لمنع أوكرانيا من الدفاع عن نفسها ضد الدبابات الروسية".
وأشار وود إلى أن بلاده "ما كانت لتزود أوكرانيا بأسلحة دفاعية لولا حرب روسيا الشاملة على أوكرانيا"، موضحاً أن إعلان بوتين الأخير بنشر أسلحة نووية على أراضي بلاروسيا لا علاقة له بأسباب دفاعية كما تدعي روسيا.
من جهته، قال السفير الروسي، فاسيلي نبنزيا، "إن اتهام روسيا بالمسؤولية عن كل ما يحدث في العالم لهو أمر يفتقد إلى الجدية". واتهم الولايات المتحدة بمحاولة تفكيك النظام العالمي بعد الحرب الباردة والحيلولة دون وجود عالم متعدد الأقطاب سياسياً واستمرارها في ذلك، وأشار كذلك إلى انسحاب الولايات المتحدة من المعاهدة وانسحابها من الاتفاق النووي الإيراني لاحقاً.
وحول إعلان بلاده المتعلق ببلاروسيا، قال نبنزيا "إن تعاملاتنا مع بيلاروسيا لا تنتهك التزاماتنا الدولية النووية، وقال الرئيس بوتين إن المسألة تتعلق بنقل نظام للأسلحة البالستية وليس نووية لتزويد وحدات الطيران البيلاروسي، ولإيجاد منصات لقاعدات إطلاق"، وأشار إلى الأسلحة التي تنشرها الولايات المتحدة في العديد من الدول الأوروبية.