مسؤولان يمنيان يحذران من كارثة: دعوة لـ"تحالف منقذ" يوقف الحرب

30 نوفمبر 2021
مقاتلون موالون للحكومة الشرعية اليمينة في محافظة مأرب (STR/AFP/Getty)
+ الخط -

دعا مسؤولان يمنيان مواليان للحكومة المعترف بها دولياً، الثلاثاء، إلى "تشكيل تحالف وطني" يسعى إلى وقف فوري للحرب الدائرة منذ 7 سنوات، وإطلاق "حوار شامل لا يستثني أحداً، برعاية أممية ودعم قومي يكون هدفه الوصول إلى سلام دائم وشامل".  

وقال رئيس مجلس الشورى، أحمد عبيد بن دغر، ونائب رئيس البرلمان، عبدالعزيز جباري، في بيان مشترك، إن "هذه الدعوة غير المسبوقة والموجهة لليمنيين كافة، بما فيهم فرقاء الصراع، فرضتها تطورات الأحداث ومسار المعركة". 

وفي نبرة مغلفة باليأس، أشار البيان إلى أنه "بعد سنوات من انقلاب الحوثي على الشرعية ومحاولة استعادة الدولة، غدت الأمور أكثر وضوحاً الآن، وانتهى الخيار العسكري إلى طريق مسدود، يكاد يعلن عن نفسه بالفشل". وأشار البيان إلى أن اليمنيين أمام "وطن ممزق دمرته الحرب وتكاد أن تقسّمه إلى دول ومجتمعات، وتصنع في قلبه هويات على حساب الهوية الوطنية اليمنية الواحدة". 

وفيما أعرب عن تقديره لجهود التحالف الذي تقوده السعودية سياسياً وعسكرياً وإغاثياً، لفت البيان إلى أن ما سمّاها بـ"السياسات التي قادت المعركة مع الحوثيين" ذهبت باليمن إلى "أهداف مختلفة عن تلك التي أعلنت عنها عاصفة الحزم"، في إشارة ضمنية إلى مشاريع التقسيم.

وفي أول اعتراف من قياديين رفيعين داخل "الشرعية" بانتزاع التحالف للقرار السيادي، ذكر البيان أن الحكومة المعترف بها دولياً "تنازلت كثيراً عن دورها الريادي القيادي للمعركة تدريجياً، وشُلَّت حركتها، أو تكاد"، وهو ما ترك أثراً سلبياً على المواجهة مع الحوثيين، و"بالطبع مع الإيرانيين في اليمن". 

ودعا البيان إلى "مصارحة الشعب اليمني بحقائق الأمور، خصوصاً وأن الخطاب السياسي والإعلامي للحكومة الشرعية لا يقول الحقيقة كاملة"، في إشارة إلى التعتيم الحاصل على الانتكاسات الحاصلة سياسياً وعسكرياً واقتصادياً.  

وقال البيان: "نحن أمام وضع كارثي في بلادنا (..) وضع لم تتمكن المؤسسات الدستورية من صده ومعالجة آثاره، حيث أوقفت المؤسسات من العمل إلا من شكليات، وجيش يقاتل بالحد الأدنى من الإمكانيات، وموارد مصادرة أو مجمدة، وانهيار للعملة، وفوضى أمنية عارمة، وفساد مستشري، ومرتبات متوقفة في مخالفة دستورية وقانونية يتحمل وزرها من اتخذ قرار توقيفها". 

وأضاف: "تتعرض اليوم الجمهورية والوحدة، وهما أعظم إنجازات شعبنا في تاريخه المعاصر، لتدمير ممنهج ومقصود ومموَّل (..) الحوثيون ذو النزعة العنصرية السلالية مصدره الأول، وسياسات تفكيكية تعمل على تقسيم وتمزيق الوطن والمجتمع"، دون الإشارة إلى مصدر تلك السياسات.  

وأشار البيان إلى أنه "لا يزال هناك متسع من الوقت والجهد للإنقاذ ووقف الكارثة، وإعادة الأمور إلى نصابها"، لافتاً إلى أن الصمت اليوم على الأوضاع الراهنة "مشاركة في صناعة هذه الكارثة التي اتضحت معالمها إلا لجاهل أو متجاهل". 

وتحدث البيان عما وصفها بـ"جهود نشطة لجمهورية مصر والجامعة العربية" في تحقيق السلام من خلال "إرادة وطنية جامعة، وتحالف منقذ يستمد أهدافه ومبادئه من مبادي وقيم الثورة اليمنية، تحالف يرفض عودة الإمامة، ويصون الجمهورية ويدافع عن الوحدة دولة اتحادية، كما ويضع مصالح الوطن العليا دون غيرها في المقدمة". 

ولم يصدر أي تعليق فوري من كل الأطراف اليمنية حول هذه التصريحات النادرة من مسؤولين رفيعين في الحكومة الشرعية، أو من التحالف الذي تقوده السعودية، إلا أن ناشطين شنوا هجوما على البيان، واعتبروه بمثابة "الاستسلام لجماعة الحوثيين".  

وقوبلت الدعوة التي وجهها بن دغر وجباري بنوع من الشماتة من قبل جماعة الحوثيين، التي اعتبرت على لسان متحدثها الرسمي، محمد عبدالسلام، أن النتيجة التي توصل لها البيان المشترك فيما يخص "انحراف دور التحالف وسلب القرار السيادي للدولة" كان رأي جماعته منذ اليوم الأول للحرب.  

وقال عبدالسلام، في تغريدة على "تويتر"، إن جماعته "صارحت الشعب اليمني بالحقيقة"، وبأن التحالف "يستخدم أدواته لتحقيق مآربه، وأن مصلحة اليمن ليست في التصفيق للتدخل الخارجي، بل في مواجهته".

 وفيما ذكر أن "مواجهة العدوان والحصار كانت ضرورة لمنع سقوط اليمن تحت الوصاية الأجنبية الأبدية"، بحسب قوله، أشار متحدث الحوثيين إلى أنهم "بسطوا يد الحوار لفرقاء الداخل، حيث تمت دعوتهم سرا وعلانية للحوار على يمن يشمل الجميع، لكنهم رفضوا وأصروا على أن يكونوا أمراء حرب"، حسب تعبيره، دون الكشف عن موقف صريح حيال الدعوة الجديدة. 

المساهمون