مرشح المعارضة الفنزويلية للرئاسة مهدد بالاعتقال

30 اغسطس 2024
مرشح المعارضة الفنزويلية يحيي أنصاره بعد إعلان نتائج الانتخابات، 28 يوليو 2024 (Getty)
+ الخط -
اظهر الملخص
- **تهديد باعتقال مرشح المعارضة**: يواجه إدموندو غونزاليس أوروتيا استدعاءً قضائياً بعد ادعائه الفوز على نيكولاس مادورو في الانتخابات الرئاسية، ويعيش في شبه سرية منذ 30 يوليو.

- **الانتخابات المثيرة للجدل**: أعلن المجلس الوطني الانتخابي فوز مادورو بنسبة 52%، مما أثار شكوك المعارضة والمراقبين، وأدى إلى تظاهرات عنيفة قُتل فيها 27 شخصاً وأصيب 192 واعتُقل 2400.

- **موقف الاتحاد الأوروبي**: أعلن جوزيب بوريل أن الاتحاد الأوروبي لا يعترف بشرعية مادورو، ويدعم الحوار لتحقيق انتقال ديمقراطي في فنزويلا.

بات مرشح المعارضة الفنزويلية إدموندو غونزاليس أوروتيا، الذي يدعي الفوز على نيكولاس مادورو في الانتخابات الرئاسية في 28 يوليو/ تموز الماضي، مهدداً بالاعتقال إذا لم يمثل صباح اليوم الجمعة للرد على استدعاء القضاء الذي سبق له أن تجاهله مرتين. ويعيش غونزاليس أوروتيا، السفير السابق البالغ من العمر 75 عاماً، في شبه سرية، ولم يظهر علناً منذ 30 يوليو، وإمكانية تسليم نفسه إلى مكتب المدعي العام في كراكاس ضئيلة، وقد سبق له أن امتنع عن تنفيذ استدعاءين سابقين، بينها جلسات المحكمة العليا التي أرادت الاستماع إلى جميع المرشحين في الانتخابات.

وفي تسجيل فيديو نُشر مساء الأحد على شبكة للتواصل الاجتماعي، قال مرشح المعارضة الفنزويلية إن النائب العام طارق وليم صعب "يدين مسبقاً، ويضغط الآن من أجل استدعاء، دون أي ضمان للاستقلالية". وأعلن مكتب المدعي العام أنه تم استدعاء غونزاليس أوروتيا "للمثول في 30 أغسطس/ آب الساعة 10:00 صباحاً" (14:00 بتوقيت غرينتش)، مؤكداً أنه "إذا لم يمثل"، فستصدر "مذكرة توقيف" بحقه. وكان صعب قد اعتبر أنه يتعيّن على مرشح المعارضة "تحمّل المسؤولية"، مضيفاً: "يجب أن يذهب إلى هذا الاستدعاء للتحدث (...) عن مسؤوليته قبل 28 يوليو وخلال 28 يوليو وبعد 28 يوليو، عن (تمرده) وعصيانه السلطات المشكّلة شرعياً".

وكان المجلس الوطني الانتخابي أعلن فوز مادورو (61 عاماً)، بنسبة 52% من الأصوات، من دون أن ينشر محاضر مراكز الاقتراع بدعوى أنه تعرض لقرصنة إلكترونية، وهو ما شكّكت فيه المعارضة وعدد من المراقبين. في المقابل، تقول المعارضة الفنزويلية إن مرشحها هو الذي حاز العدد الأكبر من الأصوات. ونشرت المعارضة إلكترونياً ما جمعته من أرقام، ما استدعى فتح المدعي العام طارق وليام صعب تحقيقاً اعتبر فيه أن المعارضة "تعدت" على صلاحيات المجلس الوطني الانتخابي.

وأثار إعلان فوز مادورو بولاية ثالثة تظاهرات عفوية قمِعت بوحشية. وقُتل في التظاهرات 27 شخصاً، وأصيب 192 بجروح، فيما اعتُقل 2400 شخص، وفق مصادر رسمية. ويتهم مادورو بانتظام غونزاليس أوروتيا بالمسؤولية عن أعمال العنف، ويصفه بـ"الجبان". ورد عليه غونزاليس أوروتيا، مساء الأحد، قائلاً "حان الوقت لتفهموا مرة واحدة وأخيرة، أن الحل لا يكمن في القمع، بل في التحقيق الدولي المستقل والموثوق من النتائج". ومن دون مفاجآت، صادقت المحكمة العليا الفنزويلية التي يعتبرها مراقبون موالية للسلطات، الخميس الماضي، على الفوز المعلن لمادورو، وهو قرار وصفه الأخير بأنه "تاريخي ولا جدال فيه"، بينما اعتبرته المعارضة "باطلاً ولاغياً".

بوريل: لا نعترف بـ"الشرعية الديمقراطية" لمادورو

وفي السياق، أعلن مسؤول السياسة الخارجية في الاتحاد الأوروبي جوزيب بوريل، الخميس، أنّ التكتل لا يعترف بـ"الشرعية الديمقراطية" للرئيس الفنزويلي نيكولاس مادورو، وقال في ختام اجتماع غير رسمي لوزراء خارجية دول الاتحاد في بروكسل إنّ مادورو "سيظلّ رئيسا، نعم، بحكم الأمر الواقع، لكنّنا لا نعترف بالشرعية الديمقراطية القائمة على نتائج (انتخابية) لا يمكن التحقّق منها". وأضاف "نعتقد أن الفوز الانتخابي الذي يدعيه لم تتم المصادقة عليه وإقراره. ولذا، لا سبب لدينا لتصديقه"، ولفت إلى أن الاتحاد الأوروبي سيحافظ على العلاقات مع مادورو كما يفعل مع بلدان أخرى لا يعترف بالشرعية الديمقراطية لقادتها، مثل نيكاراغوا.

وأضاف: "في الدبلوماسية، لا يجري الاعتراف بالحكومات، بل بالدول". وأكد بوريل أن الاتحاد الأوروبي "سيبقى على اتصال وثيق بالمعارضة وسيدعمها"، مشيراً إلى أن التكتل "يواصل دعم الحوار وجهود الشركاء الإقليميين، خصوصاً البرازيل وكولومبيا". وتابع "بالنسبة لي، فإن حواراً يمهد لانتقال ديمقراطي يوفر ضماناً للجانبين، ويؤدي إلى إعادة الديمقراطية".

(فرانس برس، العربي الجديد)