أطلق رئيس النظام السوري بشار الأسد وصفحات إعلامية موالية له، السبت، حملته لانتخابات الرئاسة في سورية، التي ستجري في الـ26 من الشهر الجاري، تحت شعار "الأمل بالعمل".
ونشرت صفحات إعلامية موالية للنظام السوري على صفحات التواصل الاجتماعي شعار الحملة، وأعاد عدد من الصفحات والحسابات الرسمية لوزارات وجهات حكومية نشرها.
وتزامن إعلان شعار الحملة الرئاسية مع بدء تنظيم مسيرات موالية لرئيس النظام السوري في عدد من المناطق السورية، شارك بها ممثلون عن "حزب البعث" ومسؤولون محليون وحملت عنوان "الوفاء للأسد".
في حين نُشرت على مواقع التواصل صور أظهرت انطلاق الحملة الانتخابية للمرشح محمود مرعي، ثاني منافسي الأسد على حكم سورية، وحملت إحدى اللافتات الطرقية شعار"معاً للافراج عن معتقلي الرأي".
أما المرشح الثالث لانتخابات الرئاسة السورية، عبد الله سلوم عبد الله، فقد بدأ حملته الانتخابية اليوم برفع شعارات، رصدها "العربي الجديد" عبر مواقع التواصل، مثل "نحو جبهة وطنية تقدمية قوية وفاعلة" و"لا للفساد نعم لمحاربة الفاسدين" و"لا للإرهاب نعم لدحر المحتلين"، إضافة إلى شعار يتحدث عن خلق بيئة ملائمة لجذب الاستثمارات، وشعار آخر يتحدث عن "العودة الكريمة للمهجّرين السوريين".
وكان رئيس النظام رفع في حملته لانتخابات الرئاسة السابقة، عام 2014، عنوان "سوا" في إشارة لإعادة الإعمار، وروج فيها لاستعادة الليرة السورية لقيمتها، وكانت تساوي نحو 500 ليرة سورية حينها.
ووصلت الليرة السورية بعد "فوز" الأسد في انتخابات الرئاسة السابقة إلى 4900 ليرة مقابل الدولار، أي انخفضت قرابة عشرة أضعاف، فيما لم تبدأ حكومة النظام حتى اليوم بأي مشاريع بارزة في مجال إعادة الإعمار.
الأسد يستخدم الإشاعات في حملته
في السياق ذاته قال أبو يوسف جبلاوي، مسؤول "لجان التنسيق المحلية" المعارضة للنظام في مدينة جبلة جنوبي اللاذقية، إنّ "صفحات ومواقع اجتماعية داعمة لبشار الأسد بدأت، مع إطلاق حملته الانتخابية، بث عشرات الشائعات التي تتعلق بالوضع المعيشي للأهالي، مثل عزم الأسد زيادة الرواتب بعد الفوز بالانتخابات، وإطلاق حملة للتصدي للفاسدين، وخفض سعر صرف الدولار.
وبرزت هذه الإشاعات، كما يوضح جبلاوي لـ "العربي الجديد"، عبر صفحات إعلامية تابعة لإعلام النظام وأجهزة المخابرات، ورأى أن الهدف من هذه الحملة هو "امتصاص غضب مواليه جراء الوضع الاقتصادي والمعيشي الذي يعيشونه منذ سنوات".
وأضاف جبلاوي أن حملة الأسد بدأت في الساحل، كما العادة، بتعليق صوره في الساحات الرئيسة ومداخل البلدات والقرى، وحملت شعارات مثل "مع الأسد نكمل المشوار"، و"صامدين معك".
حملة مضادة
من جانب آخر أطلق ناشطون في محافظة درعا، جنوبي البلاد، حملة مضادة تدعو لمقاطعة الانتخابات الرئاسية في الـ26 من الشهر الحالي، وانتشرت في مدن وبلدات عدة و"بيت آره" وعابدين ونافعة في منطقة حوض اليرموك، إضافة إلى بلدة المزيريب في الريف الغربي للمحافظة، والكرك الشرقي والغارية الشرقية، والمليحة الشرقية وجاسم ملصقات ومنشورات ضمن حملة "لا تنتخبوا الطاغية" حملت عبارات مثل "لا تنتخبوا مجرم العصر"، و"لا تنتخبوا محبوب الصهاينة"، و"انتخاب الطاغية يعني موت أبنائكم جوعاً ومرضا".
وكان مسؤولون في "الإدارة الذاتية" لشمال وشرق سورية أعلنوا، مؤخراً، رفضهم إجراء انتخابات الرئاسة في مناطق سيطرة قوات سورية الديمقراطية "قسد"، كما لن تجري الانتخابات في مناطق شمال غرب سورية، حيث تسيطر قوات المعارضة السورية، في حين ذكر "تجمع أحرار حوران" في المنطقة الجنوبية أن النظام قرر إلغاء عدد من مراكز الانتخاب في محافظة درعا، وذلك نتيجة تهديدات وجهها أبناء المحافظة للمسؤولين والقائمين على تلك المراكز، "رفضاً منهم لإعادة تأهيل رأس النظام السوري بعد الجرائم التي ارتكبها طيلة السنوات الماضية".