لفتت مداخلات عدد من نواب البرلمان الجزائري خلال مناقشة بيان السياسة العامة للحكومة (الحصيلة السنوية) الأنظار، إذ بدت بعض المطالب التي قدمها النواب "غريبة"، كمقترح تحويل مستشفى إلى منتجع سياحي.
وقال النائب عن كتلة المستقلين، عبد العزيز قاسمي، في كلمته التي احتج فيها على رفض بعض الوزراء استقبال النواب بصفتهم ممثلي الشعب، مشيرًا إلى أن طلب اللقاء لا يكون لأمور شخصية، وإنما لصالح المواطنين.
ووجه النائب عن العاصمة الجزائرية علال بوثلجة انتقادات حادة إلى وزير التجارة، واصفًا وزارته بأنها "أصبحت وزارة أسواق الرحمة" بعد إنشائها لأسواق مخفضة خلال العام المدرسي الجديد، قائلًا "كيف يمكن للتاجر ألا يكون رحيما في متجره، ثم يكون رحيما في هذا السوق".
ويقصد النائب بوصف "أسواق الرحمة" التركيز اللافت لوزارة التجارة لنشاطها على تنظيم أسواق في الفضاءات العامة في المناسبات، مثل عيد الفطر والدخول المدرسي ورمضان وغيرها، للبيع بأسعار مخفضة، وهي تجربة لم تكن ناجحة، بدلا من وضع خطة لمراقبة الأسعار وتنظيم مسارات السلع والبضائع ومنع المضاربة.
ووجه النائب عن كتلة حركة البناء الوطني، تميم بداوي، خطابه مباشرة إلى وزيرة العلاقات مع البرلمان، بسمة عزوار (وهي نائب سابق في البرلمان)، قائلا: "لسنا سعداء بك"، بسبب ما يعتبره تقصيرها في ترتيب اللقاءات مع النواب. وأضاف "إذا استمر الوزراء في غلق أبوابهم في وجه النواب، فنحن أيضا سنغلق الباب ولن نصادق على ما تقترحه الحكومة مستقبلا".
دعوة لتحويل أكبر مستشفى بالعاصمة إلى منتجع سياحي
ودعا النائب عن كتلة جبهة التحرير الوطني، أحمد رابحي، الحكومة، إلى تحويل المستشفى الأكبر في العاصمة الجزائرية (مصطفى باشا) إلى منتجع سياحي، وهو ما قوبل باستغراب كبير من قبل نواب المجلس.
من جهته، وجه النائب عن التجمع الوطني الديمقراطي، منذر بودن، دعوة إلى الرئيس عبد المجيد تبون لـ"تشريف" البرلمان بإلقاء خطاب أمام النواب.
وتعد دعوة النائب بودن للرئيس تبون لإلقاء خطاب في البرلمان نوعا من المداهنة والتملق السياسي، دأب عليه بودن في مساره السياسي، خاصة وأنه كان أحد أعضاء مكتب حملة ترشيح الرئيس السابق عبد العزيز بوتفليقة لولاية رئاسية خامسة، على الرغم من رفض الشارع في الحراك الشعبي عام 2019، إضافة إلى أن الرئيس غير ملزم بإلقاء خطابات أمام البرلمان إلا في حال طرح تعديل دستوري، حيث يمكنه جمع غرفتي البرلمان.
وبشأن القطاع الزراعي، قال النائب آل سيد الشيخ وحيد: "تشاد في حالة حرب، ومع ذلك عدد الأغنام والمواشي فيها ضعف عدد السكان، بينما في الجزائر لا نعرف عدد المواشي التي نملك"، مطالبا باستغلال الطائرات دون طيار في الزراعة.
وبدأ نواب البرلمان الجزائري منذ الإثنين الماضي مناقشة البيان الحكومي حول حصيلة عمل الحكومة، بعد أن قدمه رئيس الحكومة أيمن بن عبد الرحمن. وتستمر المناقشات حتى يوم غد الخميس، والذي سيخصص لمداخلات رؤساء الكتل النيابية، على أن تخصص الفترة المسائية لرد رئيس الحكومة.