مخاوف من حفر خندق بين مناطق النظام السوري والمعارضة شرقي حلب

20 مايو 2022
الخندق ستحفره القوات التركية (Getty)
+ الخط -

حذّر ما يسمى "مجلس وجهاء مدينة تادف"، الواقعة شرقي حلب، من كارثة إنسانية محتملة على أهالي المنطقة ستنتج عن خندق يحفره الجيش التركي بين المناطق التي تسيطر عليها قوات النظام وتلك الخاضعة لسيطرة فصائل الجيش الوطني، ويقسم مدينتهم إلى جزئين، داعياً إلى تحويل مساره الذي يسهم بضياع مزارع تقدّر مساحتها بنحو ثلاثة آلاف هكتار.

وأشار المجلس، في بيان أصدره اليوم الخميس، إلى أن خط سير الخندق سيفصل معظم الأراضي الزراعية عن المناطق الخاضعة لسيطرة المعارضة، بينما لا تتجاوز المناطق التي تسيطر عليها قوات النظام من المدينة - التي تتقاسم السيطرة عليها قوات النظام والمعارضة - الـ30 بالمئة، وهي بالأساس خالية من السكان، بحسب البيان.

وناشد البيان المعنيين من السوريين والجهات التركية المتخصصة بشؤون المنطقة لتحويل خط سيره، وحماية ممتلكات ما يقرب من 20 ألف نسمة، يتوزعون على نحو 2500 عائلة، سيضطرون للنزوح من المنطقة إذا ما ضاعت ممتلكاتها لمصلحة قوات النظام.

ولفت إلى أن ضم الـ30 بالمئة الباقي من أراضي المدينة، سيضمن عودة الأهالي النازحين داخلياً وخارجياً، وسيسهم في نفس الوقت بإعادة الأمن والاستقرار إلى المنطقة.

وتشهد المدينة اعتصاماً منذ خمسة أيام شارك فيه المئات من السكان، اعتراضاً على الخندق الذي يبدأ من قرية السكريات التابعة لريف حلب الشمالي الشرقي، وصولاً إلى مدينة تادف، ويفصل مناطق سيطرة قوات النظام عن مناطق سيطرة الجيش الوطني المدعوم من تركيا.

وقال الناشط أحمد الإبراهيم، لـ"العربي الجديد"، إن قياديين في الجيش الوطني أخبروا المعتصمين أن الخندق يأتي لمنع عمليات تسلل عناصر قوات النظام، لوقف عمليات التهريب وإرسال السيارات الملغومة، وأنه يأتي بناءً على اتفاق روسي - تركي تمّ التوصل إليه عام 2017.

وأوضح أن الخندق الذي يحاذي طريق حلب - الحسكة (إم 4) تم البدء بحفره منذ مطلع إبريل / نيسان الفائت، من قبل جهات تركية، وشاركت فيه جهات سورية، وكان عناصر الجيش الوطني يمنعون المدنيين من الاقتراب منه.

ويأتي حفر هذا الخندق بالتزامن مع قيام هيئة تحرير الشام (جبهة النصرة سابقاً) بحفر خندقين، أحدهما انطلاقاً من مدينة دارة عزة غربي حلب باتجاه مدينة سراقب شرقي إدلب، ويفصل مناطق سيطرتها عن مناطق سيطرة النظام، والثاني بين مناطق نفوذها في ريف إدلب الشمالي ومناطق نفوذ الجيش الوطني في منطقة عفرين بريف حلب، وقرب بلدة دير بلوط.

المساهمون