محللون إسرائيليون: اقتحام "الشفاء" مجدداً فشل لجيش الاحتلال

19 مارس 2024
اعتبر مراقبون عودة الجيش إلى المستشفيات دليلا على فشله في إخضاع "حماس" (Getty)
+ الخط -
اظهر الملخص
- جيش الاحتلال الإسرائيلي يواصل عمليته العسكرية بمجمع الشفاء الطبي في غزة لليوم الثاني، بحجة البحث عن مسؤولين من حماس، مما يعكس، حسب المحللين، فشله في إخضاع حماس.
- المحللون يرون في العملية دليل على ضعف الجيش أمام حماس، التي لا تزال نشطة، بينما يؤكد عاموس هارئيل على استمرارية نشاط حماس رغم الضغوط.
- حماس تنتقد العملية كدليل على فشل الاحتلال وتخبطه، وتدين صمت المجتمع الدولي أمام تدمير المنشآت الطبية وتأثيره على الوضع الإنساني بغزة.

اعتبر معلّقون إسرائيليون عودة الجيش إلى المستشفيات دليل فشل

تواجه إسرائيل معضلة عدم وجود قوة أخرى تتولى السيطرة في غزة

يواصل جيش الاحتلال الإسرائيلي، لليوم الثاني على التوالي، عمليته العسكرية داخل مجمّع الشفاء الطبي في غزة، بزعم البحث عن مسؤولين من "حماس"، تفيد معلومات استخباراتية للجيش وجهاز الأمن العام (الشاباك) بوجودهم في المستشفى، وهو ما اعتبره محللون إسرائيليون فشلاً.

ويعيد ذلك إلى الأذهان مزاعم الجيش التي سبقت العملية العسكرية الأولى في المستشفى، في بدايات الحرب الممتدة منذ نحو 6 أشهر، والتي لم يستطع جيش الاحتلال بعدها إثبات أي من مزاعمه بشأن استخدام المقاومة للمستشفيات والتحصن فيها.

من جانبهم، صحافيون ومعلّقون إسرائيليون اعتبروا أن عودة الجيش إلى المستشفيات دليل فشله في إخضاع حركة حماس، التي لا تزال نشطة في شمال القطاع أيضاً.

وقال المحلل العسكري في صحفية "هآرتس" عاموس هارئيل، اليوم الثلاثاء، إن اقتحام المستشفى، بعد حوالي خمسة أشهر ونصف من بدء الحرب مع "حماس"، وبعد حوالي أربعة أشهر من عمل الجيش لأول مرة هناك، تطلب من الفريق القتالي اللوائي العامل في الشفاء بعض ساعات فقط لعبور القطاع وتطويق المستشفى، "وهذا يعكس المستوى الضئيل من المقاومة الذي تستطيع حماس تركيزه في شمال قطاع غزة في هذه المرحلة من الحرب".

لكنه قال مستدركاً: "إن قرار العمل في الشفاء، يظهر أن حماس بعيدة كل البعد عن الاستسلام، حتى في المناطق التي أعلن فيها الجيش الإسرائيلي منذ فترة طويلة استكماله تفكيك القدرات العسكرية للمنظمة. وفي هذه المناطق، عادت حماس إلى العمل، ما دفع إسرائيل إلى تنفيذ المزيد من المداهمات".
 
وتابع هارئيل بأن "العملية العسكرية في الشفاء ستستمر لعدة أيام، ولا علاقة لها بعملية رفح، التي يواصل رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو التلويح بها".

وأضاف: "من الصعب أن نرى كيف سيتم تنفيذ هجوم في رفح في المستقبل القريب، خاصة في شهر رمضان. لقد صاغ الجيش الإسرائيلي خططاً عملياتية لرفح، وعرضها على المستوى السياسي، لكن حتى الآن لم يصدر أي أمر بتنفيذها، فمثل هذه الأمور تستغرق وقتاً. وإذا قررت الحكومة تنفيذها، فسيتم تجاهل التحفظات العلنية للولايات المتحدة. وحتى قبل اتخاذ قرار بشأن رفح، فمن المرجح أن يتعيّن اتخاذ قرار بشأن صفقة للمختطفين".

من جانبه، اعتبر الصحافي والمعلّق العسكري في القناة "13" العبرية، أور هيلر، أن العملية العسكرية في مجمّع الشفاء الطبي "تعكس الفشل الكبير لإسرائيل".

وعبّر، في حديث لإذاعة "103" العبرية اليوم الثلاثاء، عن اعتقاده بأن "الأماكن التي ينسحب منها الجيش الإسرائيلي، تدخلها حماس"، زاعماً أن "حماس تعود إلى المستشفيات"، لاعتقادها أنها أماكن "محمية من الهجمات الإسرائيلية". وهو الحال، بزعمه، مع مستشفيات أخرى.

واعتبر أن من بين الصعوبات والمشاكل التي تواجهها إسرائيل في غزة "عدم وجود قوة أخرى تأخذ السيطرة في الأماكن التي يخرج من جيش الاحتلال"، منتقداً رئيس حكومة الاحتلال بنيامين نتنياهو، "الذي يعارض وجود قوة مسلّحة من الضفة الغربية، تًدّرب أميركياً لتولي زمام الأمور في شمال قطاع غزة.. لذلك نجد أن حماس تعود إلى كل مكان يخرج منه الجيش الإسرائيلي".

وأشار هيلر إلى استمرار العملية في مجمّع الشفاء بمشاركة جنود وعناصر من "الشاباك"، ومحققين في مجال الأسرى من الوحدة 504، يعملون على "تفتيش كل غرفة وكل طابق". وأضاف: "هذا مستشفى كبير، لذلك لا تزال القوات هناك".

وكانت حركة حماس قد اعتبرت اقتحام الاحتلال مستشفى الشفاء تعبيراً "عن حالة التخبط والارتباك وفقدان الأمل بتحقيق أي إنجاز عسكري غير استهداف المدنيين العزل".

وأضافت أن "فشل المجتمع الدولي والأمم المتحدة في اتخاذ إجراءات ضد جيش الاحتلال كان بمثابة الضوء الأخضر للاستمرار في حرب الإبادة والتطهير العرقي التي يقترفها ضد شعبنا، والتي أحد أركانها تدمير المنشآت الطبية في القطاع". 

وهذه هي المرة الثانية التي تقتحم فيها القوات الإسرائيلية مجمع الشفاء الطبي منذ بداية الحرب على القطاع في السابع من أكتوبر/ تشرين الأول الماضي، إذ اقتحمته للمرة الأولى في 16 نوفمبر/ تشرين الثاني الماضي بعد أن حاصرته لمدة أسبوع على الأقل.

وفي حينه، انسحبت القوات الإسرائيلية من المستشفى في 24 نوفمبر، بعد تدمير ساحاته وأجزاء من مبانيه وأجهزة ومعدات طبية إضافة إلى مولد الكهرباء بالمستشفى.