محاولة استغلال أوساط صهيونية لانفجارين غير قريبين من سفارة إسرائيل في كوبنهاغن

02 أكتوبر 2024
الشرطة الدنماركية تحقق في انفجارين وقعا في كوبنهاغن 1 أكتوبر 2024 (Getty)
+ الخط -

استمع إلى الملخص

اظهر الملخص
- انفجاران في منطقة السفارات بكوبنهاغن، استغلتهما الأوساط الصهيونية لتضخيم الأمر وربطه بالسفارة الإسرائيلية رغم عدم تأكيد الشرطة الدنماركية.
- الشرطة فرضت طوقًا أمنيًا، بينما حاول مؤيدو إسرائيل استغلال الحادث لتشويه الفعاليات المتضامنة مع فلسطين، مما أدى إلى إغلاق المدرسة اليهودية الخاصة.
- الحركة التضامنية مع فلسطين تزداد قوة بين الأجيال الشابة في الدنمارك، رغم محاولات ترهيبها بتهم "معاداة السامية" و"دعم الإرهاب".

برغم أن الشرطة الدنماركية لم تؤكد طبيعة انفجارين وقعا فجر اليوم الأربعاء بمنطقة سفارات أجنبية في كوبنهاغن بينها التركية والإيرانية والتايلندية، إلى جانب الإسرائيلية، لكن سرعان ما حاولت الأوساط الصهيونية اللعب على وتر "الصدمة" مما جرى. وعادة ما تشهد كوبنهاغن مثل هذه الحوادث في سياق احتراب مجموعات عصابات لا شأن لها بما تحاول بسرعة سفارة الاحتلال ومؤيديها إشاعته واستغلاله لربطه وتوظيفه للتأثير سلبا على ثبات توسع الحركة المتضامنة مع فلسطين .

كوبنهاغن
صورة توضح المسافة بين السفارة الإسرائيلية ومكان الانفجارين

الشرطة الدنماركية، من جهتها، فرضت منذ الدقائق الأولى لصباح اليوم الأربعاء طوقا أمنيا حول عموم منطقة السفارات في هيلروب. ومنذ بداية تناول الخبر كانت الصحف والتلفزة الدنماركية تتحدث عن انفجارين في "شارع الشاطئ"، بعيدا عن السفارة الإسرائيلية، قام بعض مؤيدي دولة الاحتلال الإسرائيلي بتضخيم الأمر لجعله يبدو وكأنه استهداف للسفارة، دون الإشارة إلى السفارات الأخرى، رغم نشر هيئة البث العام خريطة توضح المسافة بين السفارة والانفجارين. يذكر أن حوادث مختلفة تعرضت لها سفارتا تركيا وإيران في ذات المنطقة خلال السنوات القليلة الماضية.

خبر الانفجارين، الذي يبدو في الأيام العادية أمرا عاديا ومتعلقا أحيانا بتفجير عبوة مصنوعة من مفرقات تستخدم في الأعياد في سياق تنافس العصابات على أسواق المخدرات، وصل إلى مستوى توسيع دائرته ليس فقط نحو السفارة، البعيدة نسبيا عن موقع الحادث، والتي عبرت عما سمته "صدمة من الانفجارات" وكأنها أكثر من مجرد تفجيرين عاديين، وبأنها "تثق في الأمن الدنماركي وإجراء مزيد من التحقيقات"، بل وصولا إلى تناقل الصحف المحلية تباعا عن الجمعية اليهودية الدنماركية أنها تغلق اليوم المدرسة اليهودية الخاصة (مدرسة كارولينسكولين في هيليروب).

الاستغلال السريع لما جرى، على الرغم من أن الشرطة الدنماركية لم تعلن قط أن الحادثة تتعلق بالسفارة الإسرائيلية، يأتي بالتزامن مع حملة كبيرة يقودها أنصار الحركة الصهيونية الدنماركية لتشويه الفعاليات الدنماركية المتضامنة مع فلسطين، وخاصة لجهة ملاحقة بعض أبرز ناشطيها بحجة "معاداة السامية" و"دعم والترويج للإرهاب"، وبعضهم جرى توقيفه عن العمل.

وتشعر الأوساط المؤيدة لإسرائيل بنوع من الإحباط بسبب فقدانها السيطرة على السردية الأحادية "فالتغيير الذي يطرأ على مستوى الرأي العام يتعلق بأجيال شابة دنماركية يصعب ترهيبها"، بحسب ما يذكر لـ"العربي الجديد" الناشط البارز في الحركة التضامنية الدنماركية مصطفى المحمود. وعلى مدار نحو عام كامل لم تتوقف الأعمال التضامنية مع قطاع غزة وفلسطين عموما. ويلاحظ القائمون على الحركة التضامنية توسعا متزايدا مع الوقت في صفوف من "كسبتهم القضية الفلسطينية، على وقع المجازر وآلة الحرب التي حفرت عميقا في وعي الجيل الشاب، بمن فيهم هذا الجيل الفلسطيني الجديد، الذي يعرف كيف يدير معركة الرأي العام"، وفقا لما يقول المحمد. وفي نفس الاتجاه، يؤكد لـ"العربي الجديد" الباحث والكاتب الدنماركي جون غراوسغورد أن "جهودا كبيرة تبذل لترهيب حتى أحزاب اليسار، تحت سقف تهم بمعاداة السامية، لوقف خسائر الحركة الصهيونية للسردية بين أجيال قادة الدنماركيين المستقبليين".

المساهمون