استمع إلى الملخص
- أضاف خضر أن استهداف المعابر يثير تساؤلات حول نية الاحتلال في قطع أوصال لبنان عن سورية، خاصة بعد قصف معبر المصنع الذي شهد عبور أعداد كبيرة من اللبنانيين والسوريين.
- أشار خضر إلى أن الغارات الإسرائيلية أدت إلى نزوح كبير للسكان، مع استمرار الجهود لتقديم المساعدات الأساسية رغم التحديات، مؤكداً على كفاءة المستشفيات بفضل المساعدات الطبية.
اعتبر محافظ بعلبك الهرمل، بشير خضر، في حديث لـ"العربي الجديد" أن استهداف معبر جوسيه الحدودي بين سورية ولبنان، اليوم الخميس، من قبل الاحتلال الإسرائيلي هو "تطور خطير"، يأتي ذلك بالتزامن مع تكثيف طيران الاحتلال غاراته الجوية على المعابر الحدودية مع سورية شمال شرقي البلاد، بما فيها تلك التي بدأ النازحون إلى سورية يقصدونها عقب استهداف معبر المصنع في 4 أكتوبر/تشرين الأول الجاري، ويدعي الاحتلال أنه يستهدف نقاط عبور أسلحة حزب الله في إطار مخططه لـ "قطع أوصال لبنان عن سورية".
وقال خضر إنّ استهداف "إسرائيل معبر جوسيه الحدودي (يربط بين قرية جوسيه السورية الواقعة بمنطقة القصير في ريف حمص الجنوبي الغربي وبين قرى القاع في شرق لبنان) هو تطور خطير، إذ يعتبر معبراً رسمياً للدولة اللبنانية ويقع في منطقة القاع"، مشيراً إلى أن "بلدة القاع معروف انتماؤها السياسي كما الطائفي فهي بلدة مسيحية، ولا يوجد فيها أي أنفاق لحزب الله أو مراكز عسكرية تابعة له، ولا يملك فيها أصلاً هامش الأريحية للقيام بأي نشاط، فلماذا بالتالي استهدافها في وقتٍ يزعم العدو أنه يضرب مراكز وبنى تحتية وإمدادات تابعة للحزب".
وأضاف خضر: "السؤال الذي يُطرح هنا، ويحق لنا طرحه، بعد قصف معبر المصنع واليوم معبر جوسيه في بلدة لا ولاء فيها لحزب الله، لماذا قطع أوصال لبنان عن سورية؟ هل هو للضغط أكثر على اللبنانيين من أولاد البقاع الذين يحاولون التوجّه إلى سورية، وقد سجّل عبور نحو 60 ألفاً عبر المصنع قبل قصفه، أو لمنع النازحين السوريين من العودة إلى سورية، خصوصاً أن معبر المصنع سجل قبل تعرّضه للقصف عبور نحو 236 ألف مواطن سوري".
من ناحية ثانية، قال خضر إن الاحتلال الإسرائيلي "يستهدف البقاع بشكل كثيف وواسع ويضرب أماكن المدنيين، وهناك حركة نزوح كبيرة سجلت في المحافظة، جزء اتجه إلى مناطق لا تزال تُعدّ آمنة ضمن المحافظة، وقسم خرج منها إلى مناطق أخرى، وهناك من انتقل إلى بيوت للسكن فيها وآخرون اختاروا مراكز الإيواء، وهناك من توجه إلى سورية، وبدورنا نعمل مع الهيئة العليا للإغاثة على إيصال الفرش والحرامات والمواد الغذائية والمستلزمات الأساسية، لكن هذا يقتصر على مراكز الإيواء، حيث التوجيهات الرسمية بذلك، علماً أنه حتى لو كان هناك توجيهات بإيصالها إلى البيوت فإن هذا الأمر صعب في ظلّ محدودية الإمكانات والكوادر البشرية وحتى لإحصاء عدد النازحين في المنازل".
ويلفت خضر إلى أنّ "الوضع حتماً صعب جداً حتى إن هناك فئة من الناس لا تزال في منازلها في بعلبك الهرمل بحالة حرب وأشغالها متوقفة ومصالحها كذلك، وهي بلا مدخول، هؤلاء نازحون في منازلهم، ويعانون من الأوضاع المعيشية الصعبة نفسها، وصعوبة الوصول إلى المساعدات الغذائية وحاجيات الصمود، التي يعاني منها النازح خارج منزله". وأكد محافظ بعلبك الهرمل أن المستشفيات لا تزال تعمل كلها وهي بالخدمة وعلى جهوزية عالية والإمكانات جيدة، ونعتمد على أن تستمرّ المساعدات الطبية التي تصل إلى لبنان حتى تتغذى المستشفيات لتواصل عملها.
ويشهد لبنان منذ أكثر من أسبوعين غارات إسرائيلية مكثفة على نطاق واسع، خصوصاً في البقاع والضاحية الجنوبية لبيروت والجنوب وجبل لبنان، أسفرت عن نزوح ما يزيد عن مليون ومائتي ألف نازح، ورفعت عدد الشهداء منذ بدء العدوان في 8 أكتوبر 2023 إلى 2141 لتاريخه، والجرحى إلى 10099. وسجّل الأمن العام من تاريخ 23 سبتمبر/أيلول الماضي لغاية 9 أكتوبر الجاري عبور 311034 سورياً و108672 لبنانياً إلى الأراضي السورية.