- المحادثات تظهر تفهماً متبادلاً واستعداد مصر للضغط على حماس لإطلاق سراح المختطفين الإسرائيليين، ومرونة إسرائيل في المفاوضات مع تأكيد على إطلاق 33 محتجزاً إسرائيلياً.
- الجهود الدبلوماسية تعكس زخماً متجدداً لإنهاء الحرب في غزة والتوصل إلى صفقة إنسانية، مع تأكيد على أهمية الدعم الأمريكي والدولي لمواصلة الطريق نحو السلام.
وفد مصري أجرى محادثات في تل أبيب جرت بأجواء طيبة وفق القناة 12
إسرائيل أوضحت أنّ هناك فرصة أخيرة للتوصل إلى صفقة وإلا ستجتاح رفح
حماس: منفتحون على أيّة أفكار أو مقترحات تحقق احتياجات شعبنا
أجرى وفد مصري، اليوم الجمعة، محادثات في تل أبيب، أفادت وسائل إعلام عبرية بأنّ مصر قدّمت خلالها مقترحاً للتوصّل إلى صفقة بين دولة الاحتلال الإسرائيلي وحركة حماس. وكشف موقع والاه العبري أنّ إسرائيل أوضحت لمصر أنّ الأطراف أمام فرصة أخيرة للتوصل إلى صفقة بين دولة الاحتلال وحركة حماس، وإلا فإنّ الجيش الإسرائيلي سيجتاح رفح. وقال الموقع، نقلاً عن مسؤول إسرائيلي كبير، إنّ إسرائيل أوضحت لمصر خلال المحادثات مع الوفد المصري الذي زار تل أبيب اليوم أنها مستعدة لمنح فرصة أخيرة للتوصل إلى صفقة، وفي حال عدم إحراز تقدّم فإنها ستشرع في عملية برفح.
وترأس الوفد المصري، وفقاً للموقع العبري، الجنرال المسؤول عن الملف الإسرائيلي الفلسطيني في المخابرات المصرية، من دون أن يسمّه، وشارك من إسرائيل ممثلون عن جهاز الأمن العام (الشاباك)، وعن الجيش، وعن جهاز الاستخبارات (الموساد). وقال المسؤول الإسرائيلي، وفقاً للموقع، إن "المحادثات مع المصريين كانت جيدة، وإنهم أوضحوا للإسرائيليين نيتهم الضغط على حركة حماس من أجل التوصل إلى صفقة لإطلاق سراح المختطفين (المحتجزين الإسرائيليين في غزة)، كما أوضحوا أنهم يتفهمون الشعور (الإسرائيلي) إزاء مدى إلحاح العملية في رفح"، وفق تعبيره. وأضاف: "لقد أوضحت إسرائيل لمصر أنها جادة بشأن الاستعدادات للعملية في رفح، ولن تسمح لحركة حماس بالتلكؤ. وكانت الرسالة الإسرائيلية أن هناك موعداً نهائياً واضحاً لدخول (اجتياح) رفح، وأن إسرائيل لن توافق على أي جولة محادثات أخرى لا طائل من ورائها، بغرض الاحتيال"، وفق ادعائها.
وزعم المسؤول الإسرائيلي أن "إسرائيل أبدت مرونة كبيرة جداً في مختلف جوانب صفقة المختطفين، ومنحت الوسطاء المصريين الضوء الأخضر للمضي قدماً"، مبيناً أن إسرائيل مهتمة بالإفراج عن 33 محتجزاً موجودين في نظرها ضمن الفئة الإنسانية، في حين يكون عدد أيام وقف إطلاق النار وفقاً لعدد المحتجزين الذين سيتم إطلاق سراحهم. وقال: "إن كانت حماس تريد صفقة إنسانية، فإن إسرائيل لن تكون العائق". ويرى مسؤولون إسرائيليون كبار أن الاتصالات مع مصر مهمة لمواصلة الطريق، بكل ما يتعلق أيضاً بالحديث عن "اليوم التالي" للحرب، وكذلك بمعبر رفح، والحدود بين غزة ومصر، وإعادة تأهيل القطاع.
من جانبه، نقل موقع القناة 12 العبرية عن مسؤول إسرائيلي كبير لم يسمّه، قوله إنّ المفاوضات جرت في أجواء طيبة، وإن ثمة رغبة حقيقية لدى المصريين للتقدّم نحو صفقة إنسانية، مضيفاً: "هذه فرصة اللحظة الأخيرة قبل الدخول إلى رفح". وأكد أن إسرائيل أبدت استعداداً لمواصلة المفاوضات، لكنها في الوقت نفسه تواصل استعداداتها للاجتياح البري لرفح. وأوضح: "إما أن تكون صفقة في الفترة القريبة، وإما تكون عملية عسكرية في رفح"، مضيفاً أن "إسرائيل أبدت استعداداً كبيراً لاتخاذ خطوات صعبة تشمل تنازلات كبيرة، بما في ذلك عودة سكان قطاع غزة إلى شمال القطاع وانسحاب قوات الجيش الإسرائيلي من محور نيتساريم الذي يقسم القطاع إلى قسمين".
وقال المسؤول الإسرائيلي إن إسرائيل لن توافق على صفقة تشمل إطلاق سراح أقل من 33 محتجزاً، بينهم النساء، والمجنّدات، والمسنّون، والمصابون، والمتضررون نفسياً، كما "لن نسمح لحركة حماس بالحديث عن 20 (محتجزاً) كما فعلت. لديهم أكثر من 20 في الفئة نفسها ولن نتنازل عن أي واحد".
وزير إسرائيلي: هناك احتمال لصفقة بوساطة مصرية وإلغاء عملية رفح
إلى ذلك، نقلت صحيفة يسرائيل هيوم عن وزير إسرائيلي كبير لم تسمّه أنّ "هناك احتمالاً لصفقة بوساطة مصرية"، كما يوجد على الطاولة مقترح لـ"إلغاء العملية في رفح". وأضافت الصحيفة أنّ المسؤولين في الجانب الإسرائيلي يميلون إلى عدم الكشف عن مزيد من التفاصيل في هذه المرحلة، لكن ثمة تخوّفات لدى الائتلاف الحاكم من تأجيل العملية التي كان من المقرر تنفيذها قريباً في رفح، مقابل إطلاق سراح المحتجزين الإسرائيليين في قطاع غزة على مراحل، حتى تعهُد إسرائيل بإنهاء الحرب.
وذكرت الصحيفة أن وزراء إسرائيليين، ادّعوا أن مجلس الوزراء للشؤون السياسية والأمنية (الكابينت) لم يناقش بتاتاً في اجتماعه، أمس الخميس، تفاصيل العملية العسكرية في رفح ولم يصادق عليها، وركّزت الجلسة على زيارة مراقبين بريطانيين لعناصر "النخبة" من حركة حماس المعتقلين لدى الاحتلال. كما أكدت الصحيفة أن مسؤولاً إسرائيلياً رفيعاً، لم تسمّه، عبّر عن خشيته من تقديم رئيس الحكومة بنيامين نتنياهو، والمؤسسة الأمنية، صفقة جاهزة للكابينت في مرحلة سيكون من الصعب إيقافها فيها، مشيرة إلى أن مقترح الصفقة يشمل 20 محتجزاً في المرحلة الأولى مقابل 22 يوم هدنة، ما يعني "فعلياً وقف عملية رفح وفي نهايتها إنهاء الحرب"، برأي الصحيفة.
وتدّعي مصادر في الحكومة، وفقاً للصحيفة، أن نتنياهو منزعج من احتمال إصدار المحكمة الجنائية الدولية في لاهاي أوامر اعتقال (ضد مسؤولين إسرائيليين)، ومن ثم يميل إلى قبول صفقة تتضمن إنهاء الحرب بدعم أميركي. في المقابل، قال مصدر مقرّب من نتنياهو، بحسب ما أوردته الصحيفة، "إنه (نتنياهو) الوحيد الذي يقف حائطَ صدٍّ ضد إلغاء العملية في رفح".
من جانبه، نقل موقع واينيت العبري، اليوم الجمعة، عن مصدر أمني إسرائيلي لم يسمّه، قوله: "يوجد مقترح يمكن التقدّم معه"، وإن المصريين يرغبون في إبرام صفقة.
في السياق، قال وزير الأمن الإسرائيلي المتطرف، إيتمار بن غفير، في تغريدة على صفحته في منصة إكس، إنّ "العرض المصري جاء لأن حركة حماس تخشى عملية في رفح".
ההצעה המצרית הגיעה כי בחמאס מפחדים מפעולה ברפיח. רפיח עכשיו!
— איתמר בן גביר (@itamarbengvir) April 26, 2024
البيت الأبيض: هناك زخم جديد في محادثات غزة
في موازاة ذلك، قال مستشار الأمن القومي بالبيت الأبيض، جيك سوليفان، اليوم الجمعة، إنه "يرى زخماً جديداً في المحادثات الرامية إلى إنهاء الحرب في غزة والإفراج عن باقي الرهائن الإسرائيليين". وأضاف سوليفان في مقابلة مع قناة "إم إس إن بي سي": "أعتقد أن هناك جهوداً جديدة تجري حالياً تشمل قطر ومصر بالإضافة إلى إسرائيل لمحاولة إيجاد طريق للمضي قدماً". مردفاً: "هل أرى أن هناك زخماً ومتنفساً جديداً في محادثات الرهائن هذه؟ أعتقد ذلك".
حركة حماس منفتحة على أيّة أفكار أو مقترحات
من جهتها أكدت حركة حماس في بيان لها، اليوم الجمعة، أنها "منفتحة على أيّة أفكار أو مقترحات، تأخذ بعين الاعتبار، احتياجات شعبنا العادلة وحقوقه" ويحقق مطالب الحركة الرئيسية في أي اتفاق.
وأعربت "حماس" عن "أسفها" لعدم تناول بيان صدر عن الولايات المتحدة و17 دولة، "قضايا أساسية لشعبنا، وعدم تأكيده ضرورة الوقف الدائم لإطلاق النار، وانسحاب جيش الاحتلال من قطاع غزة، إضافة إلى الغموض الذي يكتنف بنوداً أخرى". ودعت الإدارة الأميركية والدول الموقعة على البيان والمجتمع الدولي، إلى "الوقوف في وجه سياسات الإرهابي نتنياهو، الذي يسعى لجر المنطقة إلى الهاوية، وذلك لحساباتٍ سياسية شخصية، وتحقيقاً لرغبات حلفائه من اليمين المتطرّف".
وأمس الخميس، أصدرت الولايات المتحدة مع 17 دولة أخرى بياناً، دعت فيه حركة المقاومة الإسلامية (حماس) إلى "الإفراج عن الرهائن باعتباره سبيلاً يفضي إلى إنهاء أزمة غزة". وجاء في البيان: "نؤكد أن الاتفاق المطروح على الطاولة لإطلاق سراح الرهائن من شأنه أن يفضي إلى وقف فوري وطويل الأجل لإطلاق النار في غزة، وهو ما سيسهّل زيادة في المساعدات الإنسانية الضرورية الإضافية التي سيتم توزيعها في أنحاء القطاع، ويقود إلى نهاية موثوقة للأعمال القتالية".
وكان مصدر مصري مسؤول، قد كشف لـ"العربي الجديد"، مساء أمس الخميس، عن بعض تفاصيل الرؤية المصرية للتوصل إلى اتفاق وقف إطلاق النار في غزة بين حركة حماس والاحتلال الإسرائيلي، مشيراً إلى أن وفداً مصرياً سيتوجه إلى تل أبيب لاستكمال المباحثات التي بدأت خلال الأيام الماضية بين المسؤولين المصريين والإسرائيليين.
وأضاف المسؤول المصري، شريطة عدم ذكر اسمه، أن الرؤية المصرية الجديدة تأتي نتاج نقاش مصري ومراجعة لكل جولات التفاوض الماضية، موضحاً أن مصر أعادت قراءة مواقف "حماس" وإسرائيل السابقة، وبحثت عن حلول وسط يمكن أن تعطي كل طرف الجزء الأكبر والأهم من شروطه. وبيّن أن مصر، وبطلب من عدة أطراف، تعمل على الوصول إلى اتفاق لوقف النار يحول دون اجتياح رفح، جنوبي قطاع غزة.
وفي حين أكد المصدر ذاته أن عدم وجود ضمانات تقضي بعدم انفلات الوضع في رفح دفع مصر إلى تأكيد رفضها التام لأي عملية عسكرية في المدينة، شدد على أن الرؤية المصرية الجديدة تشمل عودة النازحين إلى شمال غزة وانسحاب جيش الاحتلال من جزء كبير من محور نتساريم، بما يتيح حرية الحركة في طريقي صلاح الدين والرشيد الساحلي. كما أوضح أن الرؤية المصرية تقوم على وقف إطلاق نار يشمل تبادل أسرى وفترات هدوء بدون تبادل أسرى.