مجلس الوزراء الأمني الإسرائيلي يناقش مقترح الهدنة في لبنان

30 أكتوبر 2024
لبنانيون يسيرون بين مبانٍ متضررة في صيدا، 27 أكتوبر 2024 (Getty)
+ الخط -

استمع إلى الملخص

اظهر الملخص
- يناقش مجلس الوزراء الأمني الإسرائيلي شروط الهدنة مع حزب الله، مطالبًا بانسحاب الحزب إلى شمال نهر الليطاني ونشر الجيش اللبناني على الحدود، مع آلية دولية لضمان حرية الحركة الإسرائيلية.

- توصل المبعوث الأميركي عاموس هوكشتاين إلى تفاهمات مع لبنان لوقف إطلاق النار لمدة 60 يوماً، لكن دبلوماسيين حذروا من انهيار الاتفاق بسبب الشروط الإسرائيلية الصارمة.

- أكد حزب الله رفضه للمفاوضات تحت النار، بينما شدد نبيه بري على الالتزام بالقرار 1701 دون تعديلات، مشيرًا إلى الضغوط الإسرائيلية.

نتنياهو ومسؤولون ناقشوا المطالب الإسرائيلية لهدنة من 60 يوماً

كوهين: هناك مناقشات والموضوع سيستغرق بعض الوقت

مصادر في حزب الله لـ"العربي الجديد": لا مفاوضات تحت النار

أعلن وزير الطاقة الإسرائيلي، إيلي كوهين، الأربعاء، أن مجلس الوزراء الأمني برئاسته يناقش شروط الهدنة مع حزب الله في جنوب لبنان حيث يقوم الجيش بهجوم بري هناك. وفي تصريح للإذاعة العامة الإسرائيلية قال كوهين: "هناك مناقشات وأعتقد أن الموضوع سيستغرق بعض الوقت".

ووفقاً للقناة 12 الإسرائيلية، ناقش رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو ومسؤولون إسرائيليون مساء الثلاثاء المطالب الإسرائيلية لهدنة تستمر 60 يوماً. وتشمل هذه المطالب انسحاب حزب الله إلى شمال نهر الليطاني ونشر الجيش اللبناني على طول الحدود مع إسرائيل وآلية تدخل دولية لفرض الهدنة وضمان محافظة إسرائيل على حرية التحرك في حال وجود تهديدات.

وقال كوهين الذي شغل في السابق حقيبة الاستخبارات: "بفضل كل عمليات الجيش في الأشهر الماضية وخاصة في الأسابيع الماضية، يمكن لإسرائيل أن تتحدث من موقع قوة بعد القضاء على قيادة حزب الله بالكامل وضرب أكثر من 2000 موقع بنية تحتية لحزب الله".

وكانت صحيفة يديعوت أحرونوت العبرية قد أفادت، أمس الثلاثاء، نقلاً عن مسؤولين إسرائيليين كبار لم تسمّهم، بأن المبعوث الأميركي عاموس هوكشتاين توصّل إلى تفاهمات متقدمة خلال زيارته الأخيرة إلى لبنان، ومن المتوقع أن يصل إلى إسرائيل في أقرب فرصة لوضع اللمسات الأخيرة على الاتفاق. ويتضمّن الاتفاق المحتمل، وفقاً لمصادر الصحيفة، إبعاد حزب الله جنوب الليطاني، وإنشاء آلية دولية لضمان "حرية الحركة الإسرائيلية في مواجهة الانتهاكات"، ومنع إعادة تسليح الحزب.

Image
نهر الليطاني.. عنوان متجدد مع كل عدوان إسرائيلي على لبنان

ومن المتوقع أن يبدأ الاتفاق بفترة ما أطلق عليه "60 يوماً من التكيّف"، يتوقف فيها حزب الله وجيش الاحتلال عن إطلاق النار، فيما أعربت روسيا عن استعدادها للمساعدة في تطبيق الاتفاق. وجاء في التفاصيل التي نشرتها الصحيفة العبرية أن مفاوضات تجري بين إسرائيل وأطراف في لبنان للتوصل إلى اتفاق لوقف الحرب في الشمال. ووفقاً لمسؤولين سياسيين كبار في إسرائيل، فإن المفاوضات في "مراحل متقدّمة".

وفي السياق ذاته، قال مصدران مطلعان لوكالة رويترز، اليوم الأربعاء، إن وسطاء أميركيين يعملون على مقترح لوقف إطلاق النار بين جيش الاحتلال الإسرائيلي وحزب الله اللبناني، بداية من وقف لإطلاق النار لمدة 60 يوماً. وقال المصدران، وهما شخص مطلع على المحادثات ودبلوماسي كبير يعمل في لبنان، إن فترة الشهرين ستستخدم لإتمام التنفيذ الكامل لقرار مجلس الأمن التابع للأمم المتحدة رقم 1701 الذي اعتُمد في عام 2006 للحفاظ على جنوب لبنان خالياً من الأسلحة.

ومع ذلك، حذر المسؤول الدبلوماسي من أن الاتفاق قد ينهار. وقال الدبلوماسي إن "هناك جهدا حقيقيا للتوصل إلى وقف لإطلاق النار، لكن لا يزال من الصعب تحقيقه". وقال المصدر المطلع على المحادثات إن أحد البنود التي لا تزال إسرائيل تضغط من أجل إدراجها هو القدرة على "التطبيق المباشر" للهدنة من خلال الضربات الجوية أو العمليات العسكرية الأخرى ضد حزب الله في حال خرقه للاتفاق.

لبنان لم يطلع رسمياً على المقترح

وذكرت القناة 12 الإسرائيلية أن إسرائيل تسعى إلى إقرار نسخة تعزز مصالحها من قرار الأمم المتحدة رقم 1701 يتيح لها التدخل إذا شعرت بتهديد أمنها. وقال مسؤولون لبنانيون إنه لم يتم اطلاع لبنان رسمياً على الاقتراح، ولا يمكنه التعليق على تفاصيله. وتأتي المساعي من أجل وقف إطلاق النار في لبنان قبل أيام من إجراء الانتخابات الرئاسية الأميركية وتزامناً مع حملة دبلوماسية مماثلة بشأن غزة.

ومن المقرر أن يزور مبعوثي الرئيس الأميركي جو بايدن الكبيرين عاموس هوكشتاين وبريت ماكغورك تل أبيب غداً الخميس لمحاولة إبرام اتفاق من شأنه إنهاء الحرب على لبنان، في حين يستبعد مسؤولون إسرائيليون التوصّل إلى تسوية قبل موعد الانتخابات الأميركية التي تجري الأسبوع المقبل، عدا تمسك إسرائيل بشروط غير واقعية تتجاوز القرار 1701 الذي أنهى عدوان 2006.

وبحسب ما يشير إليه موقع أكسيوس نقلاً عن مسؤولين إسرائيليين وأميركيين، فإن الاتفاق من شأنه إنهاء المواجهات بين جيش الاحتلال الإسرائيلي وحزب الله في غضون أسابيع قليلة. وأعرب المسؤولون عن اعتقادهم أن حزب الله بات مستعداً لفصل جبهة لبنان عن غزة بعد أن تعرض الحزب لسلسلة من الضربات في الشهرين الماضيين، بما في ذلك اغتيال الأمين العام حسن نصر الله جراء غارة على الضاحية الجنوبية لبيروت، وفق ما ينقل الموقع.

يأتي ذلك فيما كان رئيس حكومة الاحتلال بنيامين نتنياهو قد عقد اجتماعاً مع عدد من الوزراء وقادة الأجهزة الأمنية مساء الثلاثاء، لمناقشة إمكانية إنهاء الحرب والصفقة المحتملة. إلا أن ذلك لا يعد مؤشراً فعلياً على "اقتراب شيء ما"، ولكن ربما إمعان في الشروط التعجيزية، مثل ما فعلت حكومة الاحتلال على مدار أكثر من عام، وإحباط رئيسها نتنياهو جميع المبادرات للتوصل الى صفقة في غزة المرة تلو الأخرى.  

حزب الله: لا مفاوضات تحت النار

وكان مصدر في حزب الله قد جدّد يوم الثلاثاء، التأكيد أن لا مفاوضات في لبنان تحت النار، وأن الحزب لن يقبل إلا ما هو في مصلحة لبنان، وذلك تعليقاً على ما أوردته تقارير إعلامية حول احتمال التوصل إلى اتفاق يقضي بإبعاد حزب الله جنوب الليطاني، وإنشاء آلية دولية لضمان "حرية الحركة الإسرائيلية في مواجهة الانتهاكات"، ومنع إعادة تسليح الحزب.

وقال المصدر لـ"العربي الجديد"، إن "المقاومة الآن في موقع قوة، وعلى العدو أن يعرف ذلك، صحيح حصلت انتكاسات عند اغتيال كبار القادة، لكنها عادت بقوة إلى الميدان، لا بل زادت من عملياتها العسكرية، وها هي تحقق إنجازات على المستوى البري، وتلحق خسائر كبرى بصفوف جيش الاحتلال، وحتى إنّ هيكليّتها سليمة، وجرى اليوم انتخاب نعيم قاسم أميناً عاماً للحزب". وأشار المصدر إلى أنّ "حزب الله أعلن أنه يثق بالحراك السياسي الذي يقوم به رئيس البرلمان نبيه بري، وهو لن يقبل إلّا ما هو في مصلحة لبنان"، مشدداً على أنّ "الأولوية تبقى لوقف النار، ولا مفاوضات تحت النار".

من جهته، قال مصدرٌ مقرّب من بري لـ"العربي الجديد"، إنّ "رئيس البرلمان قال ما عنده للموفد الرئاسي الأميركي عاموس هوكشتاين في زيارته الأخيرة إلى بيروت، خصوصاً لناحية أولوية وقف إطلاق النار، والالتزام بالقرار 1701 من دون إدخال أي تعديل عليه، فهو المدخل الوحيد للاستقرار والحل، وتأييد المبادرة الأميركية - الفرنسية، وبالتالي مع الهدنة لمدة زمنية، تحصل خلالها المفاوضات".

وأشار المصدر إلى أن "إسرائيل تحاول الضغط على لبنان للرضوخ لشروطها وهو ما فعلته بتكثيف غاراتها في الساعات الماضية خصوصاً على مدينة صور جنوبي البلاد، وارتكابها سلسلة مجازر، لكن لبنان ليس بموقع ضعف وإسرائيل ليست في موقع قوة، وبكل الأحوال نكرّر موقفنا بأنّ على الموفد الأميركي أن يضغط على الإسرائيلي فهو المعرقل لكل الحلول سواء في لبنان أو غزة".