مجلس الأمن يقر عقد جلسة طارئة للجمعية العامة لإدانة غزو أوكرانيا

27 فبراير 2022
محتجون على الغزو الروسي لأوكرانيا خارج السفارة الروسية في واشنطن (ماندل نغان/فرانس برس)
+ الخط -

تبنى مجلس الأمن الدولي قرارًا يقضي بعقد الجمعية العامة للأمم المتحدة جلسة استثنائية لنقاش التطورات في أوكرانيا والتصويت على مشروع قرار يدين الغزو الروسي لها، وذلك خلال جلستها الاستثنائية التي ستبدأ الإثنين، فيما رجح مندوب فرنسا للأمم المتحدة أن يتم التصويت على مشروع القرار في الجمعية العامة في وقت لاحق من الأسبوع وليس خلال جلسة يوم الإثنين.

وتبنى المجلس قرار 2623 الذي يدعو لعقد جلسة استثنائية للجمعية العامة، بتأييد 11 دولة ومعارضة روسيا وامتناع 3 دول عن التصويت هي، الصين والهند والإمارات.

ولا يمكن في قرارات من هذا القبيل أن تستخدم أي من الدول الأعضاء حق النقض ضده، حيث يتعلق بأمور إجرائية مرتبطة بعقد اجتماع استثنائي للجمعية العامة. وهذه المرة الأولى التي يتبنى فيها مجلس الأمن قراراً من هذا القبيل منذ عقود.

ويأتي تصويت الأحد في نيويورك عقب فشل مجلس الأمن الدولي، الجمعة، في تبني قرار صاغته الولايات المتحدة وألبانيا، يدين روسيا وعملياتها العسكرية ويطالب قواتها بالانسحاب الفوري والتراجع عن الاعتراف بدونيتسك ولوغانسك، حيث حصل مشروع القرار على تأييد 11 دولة، وعارضته روسيا مستخدمة حق النقض "الفيتو"، بينما امتنعت كل من الصين والإمارات والهند عن التصويت.

وبعد تبني مجلس الأمن لقراره الذي يدعو لعقد جلسة استثنائية للجمعية العامة، علقت السفيرة الأميركية ليندا توماس غرينفيلد على القرار قائلة: "قلنا إن تصويت الفيتو من روسيا لن يمنعنا من محاسبة روسيا التي استخدمت حق النقض ضد مشروع قرار يوم الجمعة ولا يمكنها استخدام حق النقض ضد المساءلة".

وأضافت "للمرة الأولى منذ عقود دعا مجلس الأمن إلى جلسة خاصة طارئة في الجمعية العامة. إن أعضاء المجلس الذين صوتوا لصالح القرار أدركوا أن هذه ليست لحظة عادية ونحتاج إلى خطوات استثنائية لمواجهة هذا التهديد أمام النظام الدولي وبذل قصارى جهودنا لمساعدة أوكرانيا وشعبها".

وعلقت على إعلان روسيا تجهيزها الدفاعات النووية قائلة إن "تلك الخطوة جاءت على الرغم من أن روسيا هي التي تجتاح بلداً لا يملك قوة نووية ولا يوجّه أي تهديد من حلف الناتو، الذي لم يقاتل من أجل أوكرانيا. هذه خطوة إضافية غير ضرورية تهددنا جميعا".

وحثت السفيرة الأميركية روسيا على تخفيف حدة الخطاب في ما يتعلق باستخدام السلاح النووي، مشيرة إلى أن مجلس الأمن سيصوت على قرار يُسائل روسيا على هذه التحركات التي لا يمكن الدفاع عنها وعن انتهاكها لميثاق الأمم المتحدة.

وركزت الصين في مداخلتها على الدعوة للمحادثات ووقف التصعيد. وقال مندوبها تشانغ يون، إن "الأولوية تقضي بأن تمارس كافة الأطراف ضبط النفس لمنع تدهور الوضع في أوكرانيا. الصين تدعم وتشجع كافة الجهود الدبلوماسية المواتية لتسوية سلمية للأزمة الأوكرانية. نرحب بحوار مباشر بأسرع وقت ممكن والمفاوضات بين روسيا وأوكرانيا. وندعم الحوار بين الاتحاد الأوروبي وروسيا حول مسائل أمنية أوروبية وتنفيذ مبادئ الأمن غير المتجزئ لتشكيل نظام أمني أوروبي متوازن وقوي".

من جهته، كذب السفير الروسي فاسيلي نبنزيا، الأنباء التي تتحدث عن قصف بلاده للبنية التحتية في أوكرانيا، واتهم من سماهم القوميين والمتطرفين في أوكرانيا باستخدام الشعب الأوكراني كرهينة، محملًا إياهم المسؤولية عن القصف واستهداف البنية التحتية.

وقال: "الشعب الأوكراني يخضع لسلطات قومية تضم مجرمين يستخدمون المدفعية الثقيلة ويأخذون المدنيين كدروع بشرية مثلما فعل إرهابيو (داعش)" فيما ادعى أن هناك حربا دعائية انطلقت ضد روسيا لتشويه سمعة جيشها.

أما السفير الأوكراني للأمم المتحدة سيرغي كيسليتسيا، فتحدث عن "صواريخ وغارات جوية تقصف المدن الأوكرانية وتسقط على المباني والملاجئ والمناطق السكنية وتنتقم من مقاومة الشعب الأوكراني ضد العدوان الروسي".

وقال إن المقاومة في بلاده قتلت قرابة 4 آلاف جندي روسي وأسرت قرابة مائتين آخرين. واتهم بيلاروسيا بالاشتراك بالعدوان على بلاده في الوقت الذي تدعو فيه للمفاوضات على أراضيها، مؤكدًا أن بلاده تقدمت بطلب إلى محكمة العدل الدولية لمحاسبة روسيا ونقاش عدوانها.

إلى ذلك، أكد السفير الفرنسي نيكولاس دي رفيير، أن بلاده ستقدم مشروع قرار لمجلس الأمن هذا الأسبوع بالتعاون مع المكسيك، حول تسهيل دخول المساعدات الإنسانية لأوكرانيا. وسينص المشروع كذلك على احترام القانون الدولي الإنساني والسماح للمؤسسات الدولية كالأمم المتحدة بتقديم المساعدات.

وسيعقد مجلس الأمن الدولي اجتماعا آخر حول أوكرانيا مساء الإثنين يستمع خلاله لإحاطة حول الوضع الإنساني هناك. واستبعد السفير الفرنسي تقديم مشروع القرار حول الوضع الإنساني للتصويت في نفس جلسة الإثنين وتوقع أن يتم التصويت عليه الثلاثاء.

وفي ما يخص التصويت على قرار الجمعية العامة حول أوكرانيا وإدانة الهجوم الروسي، توقع كذلك أن يتم التصويت عليه في وقت لاحق من الأسبوع وليس خلال اجتماع الإثنين، مؤكدا أن المشاورات مع بقية الدول جارية على قدم وساق.

المساهمون