أدان مجلس الأمن في الأمم المتحدة، اليوم الجمعة، بشدة "المساعي الرامية لتغيير السلطة الشرعية للنيجر على نحو غير دستوري"، ودعا إلى الإفراج الفوري وغير المشروط عن رئيس النيجر محمد بازوم.
وشدد المجلس، المؤلف من 15 عضواً، في بيان تم الاتفاق عليه بالإجماع، على ضرورة حماية بازوم وأسرته وأعضاء حكومته.
وجاء في البيان أن "أعضاء مجلس الأمن عبّروا عن قلقهم إزاء التأثير السلبي للتغييرات غير الدستورية للحكم في المنطقة وزيادة الأنشطة الإرهابية والوضع الاجتماعي والاقتصادي المتردي".
بلينكن لنظيره النيجري: دعمنا ثابت
بالتوازي مع ذلك، أعلنت وزارة الخارجية الأميركية، الجمعة، أن الوزير أنتوني بلينكن أبلغ رئيس النيجر المخلوع، خلال اتصال هاتفي، بأن الولايات المتحدة ستعمل على ضمان استعادة النظام الدستوري بالكامل.
وقال المتحدّث باسم وزارة الخارجيّة الأميركيّة ماثيو ميلر في بيان، إنّ بلينكن شدّد خلال اتّصال هاتفي مع بازوم، هو الثاني خلال أيّام، على أنّ "الولايات المتحدة ستُواصل العمل لضمان الاستعادة الكاملة للنظام الدستوري والحكم الديمقراطي في النيجر"، مؤكداً "دعم" الولايات المتحدة "الثابت" له.
وأشاد بلينكن بـ"دور بازوم في تعزيز الأمن، ليس في النيجر فحسب، لكن في منطقة غرب أفريقيا الأوسع"، محذراً من أن الانقلاب العسكري يُعرّض للخطر "مساعدات بمئات ملايين الدولارات" لنيامي.
وفي اتّصال منفصل مع زعيم النيجر السابق محمد إيسوفو، أبدى بلينكن قلقه إزاء استمرار اعتقال بازوم. وقال لإيسفو إنّه "يأسف لأنّ من يعتقلون بازوم يُعرّضون للخطر سنوات من التعاون الناجح ومساعدات بمئات ملايين الدولارات" لنيامي، حسب ميلر.
وقالت الخارجية الأميركية إن بلينكن تحدث هاتفياً أيضاً مع وزيرة الخارجية الفرنسية كاترين كولونا وبحث معها الجهود المبذولة لاستعادة النظام الدستوري في النيجر.
من جانبه، قال المتحدث باسم مجلس الأمن القومي في البيت الأبيض، جون كيربي، للصحافيين: "نذكّر أولئك الذين يحاولون الاستيلاء على السلطة بالقوة أن إطاحة الرئيس المنتخب ديموقراطياً (محمد) بازوم (ستعرّض) تعاون الولايات المتحدة الكبير مع حكومة النيجر للخطر".
وأضاف أن "الاستيلاء العسكري قد يدفع الولايات المتحدة إلى وقف التعاون الأمني وسواه مع حكومة النيجر".
وحذر كيربي من أن الانقلاب "من شأنه أن يقوي المنظمات المتطرفة العنيفة ويقوض الاستقرار"، و"يؤدي إلى تفاقم انعدام الأمن والعنف في المنطقة".
لكن كيربي أكد أن واشنطن ما زالت تأمل التوصل إلى حل، قائلاً: "نعتقد أنه لا يزال هناك مجال للدبلوماسية هنا، وأن هذه الدبلوماسية تجري متابعتها بنشاط ليس من الولايات المتحدة فحسب، لكن أيضاً من جانب حلفائنا وشركائنا الأفارقة أيضاً".
وتواصلت الولايات المتحدة مع بازوم ومسؤولي الدفاع في النيجر، لكن كيربي لفت إلى أنه لا يعلم عن "أي محادثات محددة" مع زعيم الانقلاب.
وأضاف كيربي أن قرابة ألف جندي أميركي في النيجر سيبقون في أماكنهم حالياً.
وتابع: "إلى جانب الشركاء الدوليين الآخرين، نراقب هذا الوضع من كثب لتحديد خطواتنا التالية بشكل جماعي".
وتوجه كيربي إلى شعب النيجر بالقول: "من المهم أن تعرفوا أن الولايات المتحدة وهذه الإدارة تقف إلى جانبكم".
اجتماع دفاعي بشأن النيجر
في السياق، يرأس الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون، السبت، اجتماعاً دفاعياً بشأن الانقلاب في النيجر، حسبما أعلن الإليزيه.
وكان ماكرون قد دان بـ"أشد العبارات" الانقلاب العسكري على رئيس النيجر محمد بازوم، علماً أن لدى فرنسا، القوة الاستعمارية السابقة، نحو 1500 جندي في هذه الدولة الواقعة في غرب أفريقيا.
في الأثناء، تواصل الأمم المتحدة عملياتها الإنسانية في النيجر، على الرغم من تعليق المساعدات جواً في أعقاب الانقلاب.
وكان أحد المتحدثين باسم الأمم المتحدة قد قال، الخميس، إن العمليات الإنسانية "علقت" في النيجر بسبب الانقلاب العسكري.
لكنّ نيكول كواسي، المنسقة الأممية للشؤون الإنسانية في النيجر، شددت، الجمعة، على أن عمليات الإغاثة والتنمية وحفظ السلام التي تقودها الأمم المتحدة "مستمرة".
وأوضحت قائلة: "ما علّقناه هو الرحلات الجوية لتوصيل المساعدات الإنسانية"، مضيفة أنها "عُلِّقت مؤقتاً، فقط بسبب إغلاق المجال الجوي النيجري نظراً إلى إغلاق الحدود".
وأضافت كواسي للصحافة، عبر فيديو صُوّر في نيامي وبُثّ في نيويورك، "نحن ملتزمون مواصلة عملنا العملياتي على الأرض نظراً إلى الوضع".
من جهته، قال جان نويل جانتيل، مدير برنامج الأغذية العالمي في النيجر، الجمعة، إن "الاستجابة الإنسانية مستمرة على الأرض ولم تتوقف قَطّ".
وأضاف: "نحن قادرون على الوصول إلى المناطق المعرضة للخطر والسكان الضعفاء في النيجر".
(رويترز، فرانس برس)