استولى متظاهرون مناهضون للحكومة القرغيزية، فجر الثلاثاء، على مقرّ السلطة في العاصمة بشكيك، وأطلقوا سراح الرئيس السابق ألماظ بك أتامباييف، في تصعيد لاحتجاجاتهم على نتائج الانتخابات التشريعية، التي جرت الأحد في الجمهورية السوفييتية السابقة، في آسيا الوسطى.
وأظهرت مشاهد بثّتها الخدمة القرغيزية التابعة لإذاعة "أوروبا الحرّة" متظاهرين يتجوّلون في مقرّ السلطة الرئيسي في البلاد، في حين أكّدت وسائل إعلام محليّة عديدة أنّ المتظاهرين استولوا على المبنى.
وقال أحد المتظاهرين الذين شاركوا في اقتحام المبنى لوكالة "فرانس برس"، طالباً عدم نشر اسمه، إنّه شارك مع حوالي ألفي متظاهر آخر في تحطيم بوابة البيت الأبيض، وهو المبنى الضخم الذي يضمّ مقرّي البرلمان والرئاسة القرغيزية. وأضاف "ما من أحد حاول حماية المبنى عندما اقتحمه الحشد". وتابع: "لقد وقفنا وأنشدنا النشيد الوطني ودخلنا المبنى من دون أي مقاومة"، مشيراً إلى أنّ المقرّ كان خالياً إلا من "موظفين تقنيين" ما لبثوا أن غادروه.
وبعد استيلائهم على "البيت الأبيض"، اقتحم المتظاهرون مقرّ لجنة الأمن القومي في بشكيك، حيث زنزانة الرئيس السابق ألماظ بك أتامباييف، الذي أطلق المتظاهرون سراحه، بحسب ما أعلن أحدهم.
Former President of #Kyrgyzstan Almazbek #Atambayev was released from the local KGB prison. #protest #Bishkek pic.twitter.com/L5vxLGxoFo
— Yashar Huseyn (@yasharhuseyn) October 5, 2020
وقال عادل توردوكيوف، الناشط والحليف لأتامباييف، إنّ المتظاهرين أطلقوا سراح الرئيس السابق "من دون اللجوء إلى القوة أو استخدام أي أسلحة"، مشيراً إلى أنّ عناصر حراسة مقرّ لجنة الأمن القومي لم يبدوا أي مقاومة أمام محاولة المتظاهرين الاستيلاء على المقرّ.
#Kyrgyzstan 🇰🇬: footage from inside the Kyrgyz parliament building in #Bishkek pic.twitter.com/RuwYguaWmY
— Thomas van Linge (@ThomasVLinge) October 5, 2020
وأتى اقتحام المبنى في أعقاب إصابة 120 شخصاً على الأقل، نصفهم من قوات الأمن، بجروح في صدامات دارت في العاصمة بشكيك بين الشرطة ومتظاهرين، كانوا يحتجون على نتائج الانتخابات التشريعية التي جرت الأحد، حسبما أعلنت السلطات الصحية في البلاد.
واستخدمت الشرطة قنابل صوتية ثم الغاز المسيل للدموع، لتفريق مئات المتظاهرين الذين تجمّعوا في وسط العاصمة، وحاول بعضهم تسلق سور مقرّ الرئاسة.
وحثّ رئيس قرغيزستان سورونباي جينبيكوف معارضيه على وقف الاحتجاجات العامة اليوم الثلاثاء، قائلاً إنه أمر قوات الأمن بعدم استخدام الأسلحة النارية، وكرّر استعداده لإلغاء نتائج الانتخابات البرلمانية المتنازع عليها.
ووصف جينبيكوف في بيان على موقعه على الإنترنت تصرفات المحتجين الذين استولوا على مقار الحكومة والأمن، بأنها محاولة من قبل بعض القوى السياسية للاستيلاء على السلطة من دون سند من القانون.
Президент Сооронбай Жээнбеков: Я призываю все силы поставить судьбу страны выше политических амбиций и вернуться в...
Posted by Сооронбай Жээнбеков on Monday, October 5, 2020
من جهته، أعلن متحدث باسم وزارة الداخلية في قرغيزستان، اليوم الثلاثاء، أن السياسي المعارض والمسؤول الأمني الكبير السابق كراسان أسانوف تولّى منصب وزير الداخلية بالوكالة، مما يشير إلى أن الرئيس سورونباي جينبيكوف قد يفقد السيطرة على البلاد.
وأضاف المتحدث، وفق "رويترز" أن الشرطة صدرت لها أوامر بضمان سلامة المواطنين ومنع الاشتباكات والنهب وسط الاحتجاجات، مشيراً إلى أن وزير الداخلية الحالي كاشكار جونوشالييف لم يحضر للعمل اليوم الثلاثاء.
وكان الآلاف قد تظاهروا في وسط العاصمة تنديداً بنتائج الانتخابات التشريعية، التي فاز فيها تنظيمان سياسيان قريبان من الرئيس سورونباي جينبيكوف الموالي لروسيا. ويطالب المتظاهرون باستقالة الرئيس سورونباي جينبيكوف وبإجراء انتخابات برلمانية جديدة.
وقرغيزستان، التي شهدت ثورتين في 2005 و2010، هي الجمهورية السوفييتية السابقة الوحيدة في آسيا الوسطى التي تنعم ببعض من التعدّدية السياسية، لكنّ البلاد تهزّها باستمرار أزمات سياسية.