مبادرة ليفني: نزع سلاح "حماس" برعاية مصر والسلطة

15 يوليو 2014
ليفني: سلاح "حماس" مقابل فتح معبر رفح (أرئيل سيناي/Getty)
+ الخط -

لم يمنع تعالي الأصوات داخل تل أبيب، التي بدأت بالحديث عن فشل العدوان على غزة، وزيرة العدل الإسرائيلي، تسيفي ليفني، من تقديم مبادرة لوقف إطلاق النار بين حركة "حماس" وإسرائيل، تتضمن نزع سلاح الحركة، والقضاء على قدراتها العسكرية، في مقابل منح سكان قطاع غزة تسهيلات اقتصادية.

وكشف موقع "واللا" الإخباري الإسرائيلي، يوم أمس الاثنين، النقاب عن أن ليفني، المسؤولة عن إدارة المفاوضات مع السلطة الفلسطينية، تقترح تحركاً دولياً وإقليمياً شاملاً، يفضي إلى تجريد "حماس"، من مخزونها من الصواريخ، وأيضاً ضمان عدم تمكينها من إعادة بناء هذا المخزون من الوسائل القتالية في المستقبل.

وبحسب الاعلام العبري، تستند مبادرة ليفني إلى مشاركة كل من مصر والسلطة الفلسطينية في تنفيذها، إذ إنها تقترح، مقابل تجريد "حماس" من مخزونها من الصواريخ، أن تقوم مصر بإعادة فتح معبر رفح، وتطالب بإدارته من قبل الأجهزة الأمنية التابعة للسلطة الفلسطينية.

وبحسب "واللا"، فإن ليفني أطلعت قيادات في السلطة الفلسطينية على مبادرتها، مؤكدة أن مقترحها سيفضي إلى تعزيز مكانة رئيس السلطة الفلسطينية، محمود عباس.

وحظيت مبادرة ليفني بدعم من النخبة السياسية في تل أبيب؛ فقد اعتبر نائب وزير الخارجية الإسرائيلي السابق، داني أيالون، أن التحولات الجيوسياسية في المنطقة، ووصول الرئيس المصري، عبد الفتاح السيسي، للحكم، تساعد على إقناع العالم بحيوية تجريد "حماس" من سلاحها.

وفي مقال نشره، يوم الاثنين، في موقع "واللا"، أوضح أيالون أن إسرائيل تستفيد كثيراً من

موقف السيسي إزاء جماعة "الإخوان المسلمين"، كـ"تنظيم إرهابي"، وتُعتبر "حماس" جزءاً منها على حدّ تعبيره.

وأوضح أيالون أنه بإمكان إسرائيل إقناع العالم بأنه لا يجوز لمنظمة "إرهابية" امتلاك ترسانة متطورة من السلاح، ولا سيما بعدما تبين للعالم أن ما لدى الحركة من صواريخ، يغطي مداها جميع مناطق إسرائيل تقريباً.

واعتبر المسؤول الإسرائيلي السابق أن التحولات التي يشهدها العالم العربي تمثل فرصة ذهبية بالنسبة لإسرائيل لتحقيق أهدافها في غزة. ورأى أن مستوى اهتمام المجتمع الدولي بما تقوم به إسرائيل في غزة تقلّص بسبب حال الانقسام الذي يسود العالم العربي.

وفي السياق، قال وزير الحرب الإسرائيلي الأسبق، شاؤول موفاز، إن الظروف الدولية والإقليمية تسمح لإسرائيل بمحاولة تجنيد دعم دولي لأي مبادرة لتصفية مخزون "حماس" من الصواريخ.

وخلال مقابلة مع القناة الإسرائيلية العاشرة، يوم الأحد، أوضح موفاز أن نظام تجريد غزة من سلاحها يمكن أن يشبه، إلى حدّ كبير، النظام الذي اعتمده المجتمع الدولي لتجريد النظام السوري من سلاحه الكيماوي. واللافت أن المسؤولين الإسرائيليين الذين يطالبون بدور للسلطة الفلسطينية ومصر بتجريد "حماس" من صواريخها، لا يعرضون في المقابل أي مرونة في ما يتعلق بالمفاوضات، مثل وقف مشاريع الاستيطان والتهويد، أو إبداء أي تغيير في الموقف الإسرائيلي من قضايا الحل الدائم.

وتأتي المقترحات الإسرائيلية في ظل تأكيد الكثير من النخب الإسرائيلية على أن الحرب على "حماس" قد فشلت.

وفي مقال نشره في "هآرتس"، يوم الاثنين، اعتبر المفكر الإسرائيلي، أوري مسغاف، أن الحرب على غزة "قصة فشل". وأضاف أن "حرباً بلا هدف لا يمكن أن تحقق انتصاراً، وكل ما تعرضه هذه الحرب مجرد بنك أهداف غريبة ومستهجنة، فحتى رئيس الوزراء، بنيامين نتنياهو، والمتحدث بلسان الجيش وقادة الألوية فيه غير قادرين على تحديد طبيعة هذه الأهداف".

واعتبر مسغاف أن القيادة الإسرائيلية جزء من "الإجرام المنظم"، قائلاً إن "هذه الحرب جريمة عسكرية وإنسانية وسياسية ضد السكان في كل من غزة وإسرائيل".

من جهته، لفت المعلق العسكري لصحيفة "هآرتس"، أمير أورن، إلى أن الجيش الإسرائيلي غير قادر على تحقيق الانتصار في غزة.

وفي مقال نشره على موقع الصحيفة نفسها، سخر أورن من الذين يدعون إلى "إطلاق يد الجيش لتحقيق الانتصار"، قائلاً إن "هؤلاء لا يدركون أين يعيشون"، موضحاً أن أكثر ما يمكن أن تحصل عليه إسرائيل هو تفاهمات لوقف إطلاق النار، تشبه التفاهمات التي انتهت إليها حرب 2012. وأضاف أورن: "سيتطلب الأمر من نتنياهو أن يحاول تسويق تنازلات إسرائيل لحماس أو للوسيط الدولي على أنها إنجازات، ولن يشكل ذلك تحدياً لنتنياهو، فالجمهور الإسرائيلي يتقبل كل شيء إذا تملقته وحدثته عن كم هو شعب موحد واستثنائي"
.