مبادرة "رجال الكرامة" إلى الأردن: ملاحقة المتورطين وتحييد الأبرياء

مبادرة "رجال الكرامة" إلى الحكومة الأردنية: ملاحقة المتورطين وتحييد الأبرياء

20 يناير 2024
حركة رجال الكرامة هي أكبر فصيل مسلح في محافظة السويداء (فيسبوك)
+ الخط -

أصدرت حركة "رجال الكرامة" أكبر فصيل مسلح في محافظة السويداء جنوبي سورية، اليوم السبت، بياناً يتضمن مبادرة مقدمة للجانب الأردني حول ملف مكافحة المخدرات في محافظة السويداء، تقوم على تسليم لائحة المتورطين بالتجارة والصناعة وتهريب المخدرات من السويداء ليصار لملاحقتهم، بدل قصف منازل المواطنين الأبرياء.

وتتعرض القرى الجنوبية في السويداء، منذ أكثر من شهر، لغارات جوية أردنية، تعلن المملكة أنها تستهدف مهربي المخدرات.

واستهلت الحركة مبادرتها بالتعليق على الغارات الأردنية التي "طالت القرى الجنوبية وأزهقت أرواح مدنيين، بينهم أطفال ونساء، وتسببت بدمار كبير في ممتلكات المدنيين وأرزاقهم، بذريعة مكافحة المخدرات".

وأشارت إلى "تخلي الدولة السورية عن مسؤوليتها في حماية المدنيين ومكافحة المخدرات"، لافتة إلى تورطها في تسهيل تحويل المنطقة إلى "معبر غير شرعي" لتهريب المخدرات، وإلى "منطقة تخزين وتهريب إلى الأردن".

وتطرقت الحركة إلى سعيها المستمر منذ أشهر في مكافحة ظاهرة المخدرات، ونشاطها في هذا الشأن والذي تضمن "إلقاء القبض على تجار ومروجين ومهربين خلال الفترة الماضية"، وأكدت على أن "اجتثاث هذه الشبكات بشكل نهائي يتطلب تضافرا للجهود الإقليمية والدولية والمحلية".

وشددت على ضرورة إيقاف العمليات العسكرية في التجمعات المدنية، على اعتبار أن ذلك لن يكون حلا لـ"ردع تجار ومهربي المخدرات".

وقدم البيان مشروع مبادرة للجانب الأردني، قال إنها تأتي في سياق "تجنيب المدنيين الأبرياء تبعات الغارات الأردنية والحفاظ على علاقة الجيرة مع الأردن".

وتدعو المبادرة إلى التزام الجانب الأردني بـ"وقف العمليات العسكرية ضد المواقع المدنية، وبوقف الاستهداف العشوائي للمساكن والأراضي الزراعية، وتوخي الحذر في حال تنفيذ أي عملية بعد التنسيق مع الحركة".

كما طالبت "القيادات العسكرية في المملكة برفع الضرر الواقع على ممتلكات المدنيين، وتعويضهم على خسائرهم، والتحقيق الشفاف بمصادر معلوماتهم التي تسببت بسقوط شهداء مدنيين، والاعتذار لذويهم معنويا"، على أن تسلم الحركة لوائح بأسماء المتواجدين ضمن محافظة السويداء "ممن يعتقد أنهم متورطون في تجارة وتهريب المخدرات".

وطالبت مبادرة الحركة أهالي المحافظة وعائلاتها بـ"اتخاذ موقف معلن وواضح من المدانين بالتورط في تجارة وتهريب المخدرات، ورفع الغطاء الاجتماعي عنهم أو التوسط لهم، مشددة على ضرورة تضافر كل الجهود لمكافحة الظاهرة، واعتبار كل من يسعى لحماية المتورطين شريكا لهم، ومتعهدة بمساندة المجتمع في ملاحقتهم ومحاسبتهم بالطرق القانونية والعشائرية".

ودعت الحركة "الزعامات الدينية والاجتماعية والتقليدية والعائلات والفعاليات والمرجعيات المدنية في المحافظة للوقوف عند مسؤولياتهم وتبني موقف واضح ضد من يعملون بالمخدرات وتحديد أسمائهم، والمؤازرة في ملاحقتهم بأسرع وقت ممكن في كل مناطق المحافظة، والسعي لاستعادة دور مؤسسات الدولة السورية، لخدمة الشعب". 

وحول المبادرة يقول الناشط المدني ساري الحمد، لـ"العربي الجديد"، إنه بات ملحاً اجتثاث المجتمع المحلي لـ"هؤلاء المخربين من تجار المخدرات الذين عاثوا فساداً وأصبحوا أكثر خطراً على المحافظة"، مشيراً إلى أن "التخوف من الفوضى التي يتحدث عنها البعض لا مبرر له، وأن النظام يحاول استثمار هذا الخوف بزيادة دعم هذه العصابات الكبتاغونية التي أنشأها لغايات تضمن استمراره، والتي لا يعتبرها أكثر من أدوات يستغني عنها متى حوصرت".

فيما ترى الناشطة الحقوقية سلام عباس، في حديثها لـ"العربي الجديد"، أن انتظار المجتمع للضابطة الشرطية والجهات الأمنية للقضاء على تجار المخدرات واجتثاثهم "أمل لا يمكن التعويل عليه، وهذا ما ثبت بعد إخلاء سبيل أعتى المتورطين بهذا الملف من زعماء العصابات المشهورة، لذلك لا بد من مبادرة شعبية للقضاء عليهم وتدارك تفاقم شرهم وشر ما سيبنى على بقائهم".

وتضيف عباس، أن المبادرة التي قدمتها حركة رجال الكرامة "منطقية" ويجب على الحكومة الأردنية أخذها بعين الاعتبار، وأي تسويف من الجانب الأردني سيكون تأكيداً على "استثمار الأردن في هذا الملف لغايات أخرى، أولها الاستفادة المادية من ملف الحرب على المخدرات، ولكي تثبت المملكة حسن نيتها عليها التوقف عن عملياتها الجوية التي لم تفلح إلا بقتل أبرياء لا ذنب لهم من المدنيين، في الوقت الذي ينعم فيه رؤوس مافيا المخدرات بالأمن والأموال التي تجنى على حساب دم الأبرياء".

واتشحت ساحة الكرامة وسط مدينة السويداء بالسواد، أمس الجمعة، حداداً على أرواح ضحايا القصف الجوي الأردني الخميس الماضي. وحمل المتظاهرون صوراً لضحايا القصف الأردني وسط استنكار كبير لما اعتبروه استهتاراً بدماء المدنيين والقصف العشوائي داخل المجمعات السكنية.

المساهمون