مبادرة رأب الصدع بين "حماس" و"فتح" تواجه عقبات كثيرة

08 ديسمبر 2014
المصالحة لا تزال تنتظر التطبيق (سعيد خطيب/فرانس برس)
+ الخط -

ما زالت فرص نجاح الفصائل الفلسطينية في رأب الصدع بين حركتي "حماس" و"فتح" مهدّدة بعقبات كثيرة وبأجواء "غير مشجّعة" من كلا التنظيمين الفلسطينيين، ما يطرح احتمال فشل تلك المساعي في التوصل لصيغة اتفاق تنهي حالة الانقسام الفلسطيني، وتُفعّل اتفاق المصالحة الأخير.

وقدّمت ثلاثة فصائل فلسطينية، هي "الجهاد الإسلامي"، و"الجبهة الشعبية"، و"الجبهة الديمقراطية"، مبادرة لمحاولة إيجاد صيغة اتفاق بين حركتي "حماس" و"فتح" لإنهاء حالة التوتر القائمة بينهما. وقبل ذلك، بذلت هذه الفصائل مساعٍ مع الحركتين لتجاوز أزمة التفجيرات في غزة التي ألقت بظلالها على الوضع الداخلي، وزادت التراشق الإعلامي والاحتقان بين "حماس" و"فتح".

وقال نائب رئيس المكتب السياسي لحركة "حماس" للشؤون الخارجية، موسى أبو مرزوق، إنه التقى، في وقت متأخر من مساء الخميس الماضي في مكتبه في غزة، بقيادات من حركة "الجهاد الإسلامي"، والجبهتين "الشعبية" و"الديمقراطية".

وأوضح أبو مرزوق، في تصريح نشره على صفحته على موقع التواصل الاجتماعي "فيسبوك"، أن "الفصائل قدّمت مقترحاً لمعالجة الجمود في ملفات المصالحة الفلسطينية والعمل على إنهاء العقبات التي تحول دون التقدّم في خطوات بناء الثقة".

وأكد أنه لا يوجد اختلاف كبير بين ما طرحته الفصائل وما تطرحه "حماس"، قائلاً: "نحن رمينا الانقسام وراء ظهورنا ونعمل بلا ذرائع حتى لا نُبقي له أثراً، ونمضي قدماً في إنهاء جميع الملفات". وشدد على أن "حماس" ملتزمة بكل التفاهمات التي وقّعت عليها.

من جهته، يكشف عضو المكتب السياسي لـ"الجبهة الشعبية لتحرير فلسطين"، رباح مهنا، لـ"العربي الجديد"، عن تفاصيل المبادرة التي قدّمتها الفصائل الفلسطينية، مشيراً إلى أنها تتضمن خمسة بنود تنص على أن تقوم الأجهزة الأمنية في غزة بسرعة الكشف عن منفذي تفجيرات منازل قيادات حركة "فتح"، وأن يتم وقف الحملات الإعلامية المتبادلة، بالإضافة إلى دعوة الاطار القيادي المؤقت لمنظمة التحرير للاجتماع، وحل مشكلة موظفي غزة حسبما تم الاتفاق عليه. كما تضمنت المبادرة أن تتولى حكومة التوافق الفلسطينية، برئاسة رامي الحمد لله، مسؤوليتها في قطاع غزة، وبحث أي معوقات تمنعها من ذلك.

ويوضح مهنا أن قيادات الفصائل الثلاثة التقت حركة "حماس" يوم الخميس الماضي وستجتمع مع "فتح" خلال اليومين المقبلين، مشيراً إلى أن "الأجواء غير مشجعة لرأب الصدع بين حماس وفتح، لأن كلا الطرفين لا يريد إنهاء الانقسام".

ويعرب عن عدم تفاؤله بنجاح الفصائل في التوصّل لصيغة اتفاق بين "حماس" و"فتح" لإنهاء الانقسام الفلسطيني، مطالباً الشعب الفلسطيني والقوى السياسية بأن تتحرك بطريقة جدية وأكثر قوة حتى يتم إنهاء الانقسام بشكل حقيقي.

من جهته، يعلن القيادي في حركة "الجهاد الإسلامي"، خضر حبيب، لـ"العربي الجديد"، أنّ هناك مساعٍ من أكثر من طرف على الساحة الفلسطينية لرأب الصدع بين "حماس" و"فتح" ونزع فتيل الأزمة القائمة بين التنظيمين الفلسطينيين.

ويؤكد حبيب وجود عقبات كبيرة تعترض مساعي تحقيق المصالحة وإنهاء التوتر الحاد القائم بين "فتح" و"حماس"، مشيراً إلى أنّ حركته والجبهتين الشعبية والديمقراطية ستلتقي خلال الأيام القليلة المقبلة بقيادات من حركة "فتح" لبحث حل الأزمة.

ويرفض الكشف عن مجريات اللقاء الذي تم بين قيادات الفصائل الفلسطينية وحركة "حماس" يوم الخميس الماضي.

وفي السياق نفسه، يستبعد المحلل السياسي، ماهر شامية، أن تنجح الفصائل الفلسطينية برأب الصدع بين "حماس" و"فتح" نظراً لارتباط قرار معظمها بمنظمة التحرير الفلسطينية التي يرأسها الرئيس الفلسطيني محمود عباس والذي هو في الوقت نفسه زعيم "فتح".

ويقول شامية، في حديث لـ"العربي الجديد"، إن الفصائل الفلسطينية ستكون قادرة على إنهاء الانقسام بين "حماس" و"فتح" عندما تمتلك إرادة حقيقية لتحقيق ذلك ولا تميل إلى أي طرف من أطراف الانقسام.

ويشير إلى أن العائق الأكبر أمام تحقيق المصالحة وإنهاء حالة التوتر القائمة هو التدخلات الإقليمية والدولية والضغوط التي تمارس على بعض الجهات وتؤثر بشكل كبير على التقارب بين "حماس" و"فتح".