عقد رئيس الوزراء العراقي محمد شياع السوداني، اليوم الثلاثاء، اجتماعاً مع الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي، بحضور وزراء ومسؤولين من كلا البلدين في العاصمة المصرية القاهرة، ركز على ملفات مختلفة. ووصف مسؤول عراقي يرافق الوفد الحكومي، في اتصال عبر الهاتف مع "العربي الجديد"، المباحثات بأنها "شاملة".
وأجرى الوفد العراقي، الذي وصل إلى القاهرة أمس الإثنين، ويضم وزراء التخطيط والتجارة، والخارجية، والصناعة، ومحافظ البنك المركزي العراقي، ومسؤولين عراقيين آخرين، لقاءات ثانوية مع النظراء المصريين، أمس الإثنين وصباح اليوم الثلاثاء، لكن الاجتماع الموسع الذي عقده السوداني مع الرئيس المصري تناول قضايا سياسية أيضاً، وفقاً للمسؤول العراقي الذي فضّل عدم الكشف عن هويته.
ووفقاً لبيان صدر عن المكتب الحكومي العراقي ببغداد، فإنّ السوداني التقى، صباح اليوم الثلاثاء، في قصر الاتحادية، الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي، وجرى خلال اللقاء "التباحث في العلاقات الثنائية بين البلدين"، التي وصفها البيان بأنها "تشهد تقدماً ملموساً على مختلف المستويات والصعد، ومناقشة أبرز القضايا الإقليمية والدولية ذات الاهتمام المشترك"، مشيراً إلى أن "اللقاء شهد التأكيد على مواصلة التعاون المتبادل، وترجمته إلى واقع عمل ملموس، بهدف تعزيز الشراكة بين البلدين".
ونقل البيان عن الرئيس المصري ترحيبه بالوفد العراقي، ورغبة بلاده في "توسعة التعاون مع العراق في مختلف المجالات، ضمن شراكة طويلة الأمد تعزز التنمية لكل الشعوب الشقيقة والصديقة".
رئيس مجلس الوزراء @mohamedshia يلتقي، في قصر الاتحادية، رئيس جمهورية مصر العربية @AlsisiOfficial .
— المكتب الإعلامي لرئيس الوزراء 🇮🇶 (@IraqiPMO) June 13, 2023
وأكد سيادته أهمية إنضاج العمل المشترك، لمواجهة مختلف التحديات والأزمات، وتحقيق التكامل في مجالات عدة، بما يسهم في تحقيق التنمية المستدامة للبلدين والمصالح المتبادلة لشعبيهما. pic.twitter.com/xC5sMrsbCH
لكن مسؤولاً عراقياً يرافق الوفد الزائر إلى القاهرة قال، لـ"العربي الجديد"، إنّ اللقاء ناقش ملفات عدة، أبرزها التبادل التجاري والإعفاء الجمركي بين البلدين، وتسهيل عمل الشركات المصرية في العراق، خاصة بمجال الإنشاءات والإعمار والبنى التحتية".
وأكد أن اللقاء الذي جمع السيسي بالسوداني، بحضور وزيري خارجية البلدين فؤاد حسين وسامح شكري، تناول مواضيع سياسية محددة، من بينها الوساطة العراقية المطروحة بين مصر وإيران، وأهمية الاستمرار بها.
وقال أستاذ العلاقات الدولية في جامعة بغداد أحمد العيداني، لـ"العربي الجديد"، إنّ المباحثات الرئيسة في الزيارة الحكومية العراقية إلى القاهرة سياسية تجارية، وتتزامن مع بحث العراق عن شركات إعمار تعمل بسقف مطالب منخفض أو بدون شروط مسبقة.
وأضاف العيداني أنّ "وساطة العراق بين مصر وإيران هي العنوان الرئيس للمباحثات، لكن وجود هذه الوساطة قد يخفف من الاعتراض الذي تمارسه قوى سياسية ومسلّحة حليفة لإيران على أي تقارب تجاري أو استثماري مع مصر، حيث إن تلك القوى مارست ضغوطاً على الحكومات السابقة لعرقلة أي انفتاح عراقي على دول ثانية، كما حدث في مصر والأردن والسعودية سابقاً".
واعتبر أنّ الزيارة الحالية "تكتسب أهمية كبيرة، كون رئيس الحكومة العراقية مدعوماً من التحالف السياسي الأبرز والمقرب من طهران، وهذا يمنحه عامل إنفاذ الاتفاقات وتطبيق ما سيتم التفاهم عليه على أرض الواقع".
من جانبه، كشف وزير التجارة العراقي أثير داود الغريري، الذي يرافق رئيس الحكومة العراقية في زيارته الحالية للقاهرة، عن حراك لزيادة حجم التبادل التجاري بين العراق ومصر، معلناً الاتفاق على 11 مذكرة تفاهم من المؤمل إبرامها خلال زيارة رئيس الوزراء محمد شياع السوداني إلى العاصمة المصرية.
وقال الغريري لوكالة الأنباء العراقية الرسمية (واع)، إنه "تم الاتفاق على 11 مذكرة تفاهم، تضم أغلب المجالات، منها الجانب الرياضي، والسياحي، والتخطيط، والخارجية، والثقافة، وما يتعلق بالملف الإداري"، لافتاً إلى أن "الوفد المخول في التفاوض والتوقيع كان من خبراء وأساتذة، وتكلل بنجاح بمحضر يحظى بقبول الطرفين العراقي والمصري".
وأشار إلى أن "مجال الاستثمار في العراق مفتوح على مصراعيه، ومن الممكن أن يكون المصريون سباقين في دخول السوق، والاستثمار في سوق العراق واعد وكبير والعراقيون يميلون إلى السلع المصرية".
وعقد السوداني فور وصوله إلى القاهرة، أمس الإثنين، لقاءات عدة، أبرزها مع نضيره المصري مصطفى مدبولي، وشيخ الأزهر أحمد الطيب، كما عقد لقاءً مع ممثلي الجالية العراقية المقيمة في مصر.