عقدت الوفود المشاركة في مباحثات أستانة 17، اليوم الثلاثاء، اجتماعات ثنائية بحثت العديد من الملفات، كانت أبرزها ملفات اللجنة الدستورية ووحدة الأراضي السورية ووقف إطلاق النار.
وقالت مصادر مطلعة، لـ"العربي الجديد"، إنّ العديد من اللقاءات الثنائية بدأت صباح اليوم في العاصمة الكازاخية نور سلطان، مشيرة إلى أنّ وفداً من الأمم المتحدة اجتمع مع الوفد التركي قبل أن يجتمع الوفد الأممي مع وفد النظام السوري الذي التقى بدوره الوفد الروسي، كذلك التقى الأخير الوفد التركي قبل نهاية اليوم الأول للمباحثات.
وبحسب المصادر، من المقرر أن يلتقي وفد المعارضة الوفدان التركي والأممي، فيما من المتوقع أن يؤكد وفد المعارضة مسألة الضغط على النظام السوري في ملفات التهدئة والمعتقلين وإيصال المساعدات، إضافة إلى ملف اللجنة الدستورية.
وأكدت المصادر، خلال حديثها مع "العربي الجديد"، عدم وجود لقاءات مباشرة بين وفدي النظام والمعارضة السورية في الجولة الحالية على غرار الجولات السابقة.
وقال المتحدث باسم وفد المعارضة السورية المشارك في الاجتماعات أيمن العاسمي، لوكالة "الأناضول"، إنّ "مسار أستانة برمته بعد 16 جلسة لم نشهد فيها نتائج ملموسة واضحة، وكان النظام يرتكب جرائم في مناطق المعارضة".
وأضاف: "لو كان هناك ضغط عليه، لكان أوقف القصف قبل الجلسات وخلالها وما بعدها، ولا نعرف حتى الآن إن كانت هناك نتائج أفضل من السابق، ولكن من المعطيات الموجودة لا يمكن أن يكون هناك شيء للتعويل عليه".
ولفت إلى أنّ "ما أنجزه المسار، وهو اللجنة الدستورية، لا نتائج لها حتى الآن، وكلها تسويف من النظام، النقطة الأساسية التي أنجزها هذا المسار (اللجنة الدستورية) لم تشكل فارقاً في الحل".
واعتبر أنّ "الأجندة واضحة، قضية التهدئة وهي الأساسية، والخروقات من قبل النظام والمليشيات الإيرانية الداعمة له وروسيا التي توفر أسلحة نوعية (..) وتقوم بتحديد الإحداثيات، والقصف من قبل المليشيات الإيرانية على الأرض".
وفي الشأن، ذكر موقع "روسيا اليوم" أنّ المبعوث الرئاسي الروسي إلى سورية ألكسندر لافرينتيف، أكد، خلال لقائه الوفد التركي الذي يرأسه رئيس قسم سورية في الخارجية التركية السفير سلجوق أونال، أنّ "جميع الأطراف معنية باستقرار الوضع في سورية. لذلك، تتحدث الدول الضامنة لعملية أستانة (إيران وروسيا وتركيا) عن التزامها سيادة سورية ووحدة أراضيها"، مضيفاً: "لكن كما نرى، هناك صعوبات في هذا المسار، ويجب حلها".
واتهم المبعوث الروسي في وقت سابق اليوم الثلاثاء، أنقرة بأنها "لم تنفذ كل الالتزامات"، مضيفاً: "لكننا نرى لديهم رغبة حثيثة في تسهيل هذه العملية".
من جانبها، قالت وكالة أنباء النظام "سانا"، إنّ رئيس وفد النظام السوري معاون وزير الخارجيّة والمغتربين، أيمن سوسان، شدد خلال لقائه الوفد الروسي على "أهمية ممارسة أقصى الضغوط على النظام التركي لإرغامه على تطبيق مخرجات عملية أستانة والتفاهمات مع الجانب الروسي ووضع حد للوجود التركي في سورية".
وأكدت الوكالة إصرار النظام على رفض إدخال المساعدات عبر الحدود إلى المناطق الخارجة عن سيطرته، إضافة إلى رفض محاولات التدخل الخارجي في عمل لجنة مناقشة الدستور.
وكانت جميع الاجتماعات والمباحثات السابقة بصيغة أستانة قد خرجت ببيانات متشابهة تؤكد التزام جميع الأطراف وحدة الأراضي السورية واستقلالها وضرورة مكافحة التنظيمات الإرهابية.
وبدأت مفاوضات أو مباحثات أستانة في يناير/كانون الثاني 2017، ونوقشت خلالها عدة ملفات، أبرزها مناطق خفض التوتر، والإفراج عن المعتقلين في سجون النظام، إلا أن النظام لم يلتزم اتفاق مناطق خفض التوتر وسيطر بعمليات عسكرية على معظم مناطق المعارضة، كذلك لم يحدث أي تطور لافت في ملف المعتقلين.