ما هي منظومة "بانتسير" التي قد تصل إلى حزب الله من "فاغنر" في سورية؟

ما هي منظومة "بانتسير" التي قد تصل إلى حزب الله من "فاغنر" الروسية في سورية؟

03 نوفمبر 2023
رفعت الحرب على غزة من احتمالات انضمام حزب الله إلى مواجهة واسعة مع الاحتلال (Getty)
+ الخط -

ذكرت قناة "سي أن أن" أنّ الاستخبارات الأميركية رصدت نقاشات لتزويد حزب الله اللبناني بنظام دفاع صاروخي روسي الصنع بواسطة مجموعة فاغنر العاملة في سورية، رغم نفي الكرملين تقريراً آخر لصحيفة وول ستريت جورنال، قال إن الولايات المتحدة لديها معلومات استخبارية حول عزم المجموعة الروسية العسكرية الخاصة تزويد الحزب بمعدات دفاع جوي، في ضوء الحرب على غزة وارتفاع احتمالات تدخل الحزب عسكرياً ضد الاحتلال الإسرائيلي.

ونقلت القناة الأميركية، الخميس، عن مصدرين مطلعين على المعلومات الاستخبارية، أنّ "فاغنر" التي تعمل في سورية كُلفت بتسليم نظام الصواريخ "أرض- جو SA-22" المعروفة في سورية باسم "بانتسير"، من دون تأكيد ما إذا كان قد جرى تسليمها بالفعل أم لا، مشيرة إلى أنّ نظام الدفاع الصاروخي هذا قدمته روسيا للنظام السوري في وقت سابق.

ما هي منظومة "بانتسير"؟

يقول الرائد رائد حمود، الناطق باسم "الجيش الوطني السوري" المعارض والضابط السابق في الدفاع الجوي التابع للنظام السوري، لـ"العربي الجديد"، اليوم الجمعة، إنّ منظومة "بانتسير" الموجودة لدى جيش النظام هي من نوع "بانتسير إس1" وهي عربة متكاملة تضم 4 صواريخ ورشاشين، إضافة إلى الرادارات ومحطات الكشف والتغذية والإطلاق.

وأوضح أنّ العربة متنقلة ويمكنها التعامل مع الأهداف من وضعية الحركة، وقد صُمّمت لتوفير دفاع جوي للمنشآت العسكرية والصناعية والإدارية من الطائرات التي تحلّق على ارتفاعات متوسطة ومنخفضة والمروحيات، والصواريخ الباليستية والطائرات من دون طيار، ضمن ارتفاع 15 كيلومتراً ومدى 18 كيلومتراً.

ويشير الناطق إلى أنه جرى بواسطة هذه الصواريخ إسقاط طائرة تركية من طراز "إف 4" في يونيو/ حزيران 2012، إضافة إلى إسقاط 7 من أصل 13 طائرة مسيّرة هاجمت قاعدة "حميميم" الروسية على الساحل السوري عام 2018، و24 صاروخ كروز من أصل 105 صواريخ أطلقت من بوارج أميركية على مطارات سورية عام 2018، وفق ما صرّحت روسيا.

وحول مواصفات النموذج الذي تمتلكه سورية من هذه الصواريخ، يقول إنّ الرادار الموجود في العربة يمكنه تتبع ما يصل إلى 40 هدفاً، والاشتباك مع أربعة أهداف في وقت واحد.

ووفقاً لمعهد استوكهولم الدولي لأبحاث السلام، فقد طلبت سورية عام 2006 من روسيا شراء 36 منظومة "بانتسير"، وحصلت على 24 منها خلال الفترة بين عامي 2008 و2012.

غير أنّ هذه المنظومة تعرّضت لانتكاسات عدة في سورية وفي غيرها من البلدان، مثل ليبيا وأرمينيا، حين جرت مهاجمتها وتدميرها من جانب الطائرات الحربية الإسرائيلية أو المسيّرات التركية من نوع "بيرقدار".

وفي معرض تبريره تمكّن الطائرات الإسرائيلية من تدمير منظومات "بانتسير"، قال كبير المصممين لأنظمة الدفاع الجوي في مكتب التصميم "شيبونوف" فاليري سلوغين، في تصريح نقلته وسائل إعلام روسية أواخر يناير/ كانون الثاني عام 2020، إنه جرى تدمير المنظومة لأنه لم يُغيّر موقعها بعد إطلاق النار.

وأضاف أنّ "بانتسير" تمكّنت من تدمير 8 أهداف (صواريخ إسرائيلية) وانتهت الذخيرة فيها، فقام الطاقم القتالي بترك المنظومة ووقف في مكان قريب، وكان ينتظر شحنها بالذخيرة، معتبراً أنه كان ينبغي إبعاد المنظومة من موقع إطلاق النار على الفور.

وتشير مراكز أبحاث عسكرية إلى أنّ لدى النظام السوري منظومات أخرى للدفاع الجوي مثل صواريخ "تور إم"، وهي منظومة دفاع جوي روسية للارتفاعات المنخفضة والمتوسطة، تعمل من خلال منصات إطلاق ذاتية الحركة، أو من خلال الوحدات والقطع البحرية، ودخلت إلى الخدمة عام 1986. وهناك أيضاً منظومة "بوك إم 2" التي يبلغ مداها 50 كيلومتراً ويمكنها التعامل مع أهداف على ارتفاع 25 كيلومتراً، إضافة إلى منظومة "أوسا" التي يمكنها كشف الأهداف حتى في حال التشويش عليها.

تضاف إلى ذلك منظومة "إس 200 أو "سام 5"، وهي منظومة دفاع جوية روسية الصنع بعيدة المدى، صممت عام 1967، ويبلغ مداها أكثر من 150 كيلومتراً، كانت سورية قد حصلت عليها من الاتحاد السوفييتي في ثمانينيات القرن الماضي. لكن في مايو/ أيار 2013، نقلت مواقع إخبارية عن مصدر عسكري سوري قوله إنّ روسيا سلّمت النظام السوري مجموعة محدثة من صواريخ "إس 200" ومنصات إطلاقها. أما منظومة "إس 300" التي أدخلتها روسيا إلى سورية في أكتوبر/ تشرين الأول 2018، فما زالت تحت سيطرة الخبراء الروس.

وفي 10 فبراير/ شباط 2018، قال النظام السوري إنه أسقط بواسطة منظومة صواريخ "إس 200" طائرة إسرائيلية من طراز "إف 16".

المساهمون