انتقدت رئيسة الوزراء البريطانية السابقة، تيريزا ماي، في مقال كتبته في صحيفة "ذا دايلي ميل" البريطانية، خليفتها بوريس جونسون، لتهديده بتجاوز التزامات بريطانيا المتفق عليها مع الاتحاد الأوروبي بموجب معاهدة خروج بريطانيا من الاتحاد، والمُوقّعة عشية عيد الميلاد، معتبرةً أنه فشل في الالتزام بأهداف الإنفاق الدفاعي والمساعدات الدولية.
واتهمت ماي، في المقال الذي نشرته الصحيفة مساء أمس الثلاثاء، جونسون، بالتخلي عن دور بريطانيا في ريادة "القيادة الأخلاقية العالمية". وهاجمت رئيس الحكومة بشدة، بشأن تجاوز العناصر المتعلقة بأيرلندا الشمالية في اتفاقية الانسحاب من الاتحاد الأوروبي، وقراره بالتخلي عن الالتزام بإنفاق 0.7 في المائة من الدخل القومي على المساعدات الدولية.
وقالت معلّقة على تصريحات جونسون الأخيرة في البرلمان التي لوّح خلالها بالسيطرة الكاملة على إنتاج الصيد مخالفاً بنود معاهدة "بريكست": "لكي نقود يجب أن نرتقي إلى مستوى قيمنا، والتهديد بخرق القانون الدولي من خلال الرجوع عن معاهدة وقّعناها للتو، والتخلي عن موقفنا من القيادة الأخلاقية العالمية يمحو مصداقيتنا في نظر العالم".
وأضافت معلقة على اتفاقية "بريكست": "تستمع البلدان الأخرى إلى ما نقوله، ليس فقط بسبب من نحن، ولكن بسبب ما نفعله. والعالم لا يدين لنا بمكانة بارزة على مسرحه، مهما كان الخطاب الذي ننشره، فإن أفعالنا هي الأهم، وألا نتراجع عن التزاماتنا العالمية".
وأعربت ماي عن استيائها من سياسات جونسون التي لم تساعدها، على حد وصفها، بينما كانت المملكة المتحدة في وضع جيد للعب دور حاسم في "تشكيل عالم أكثر تعاوناً".
ودعت عضو البرلمان عن حزب المحافظين في مقالها، الحكومة البريطانية، إلى تغيير سياستها في الشؤون الدولية، ووضع حد لما وصفته بـ"الاستبداد"، من أجل تحقيق الإمكانات الكاملة لـ"بريطانيا العالمية"، بحسب وصفها.
في سياق آخر، وصفت ماي وصول جو بايدن إلى البيت الأبيض بـ"الفرصة الذهبية" لبريطانيا، مع عودة أسلوب "أكثر طبيعية للرئاسة". وأشارت في مقالها الذي كتبته بمناسبة تنصيب بايدن رئيساً للولايات المتحدة، إلى الطريقة التي قام بها الرئيس السابق دونالد ترامب بـ"جلد" مؤيديه لاقتحام مبنى الكابيتول بعد رفضه قبول نتيجة الانتخابات، منتقدةً إدارة ترامب في التعامل مع نتيجة الانتخابات الرئاسية.
وعلّقت على الوضع السياسي في الولايات المتحدة قائلة: "القيادة القوية تعرف متى تتنازل لتحقيق الأفضل. وإذا كان على العالم أن يعمل معاً من أجل إعادة البناء بشكل أفضل، فيجب علينا جميعاً أن نكون على استعداد لتقديم تنازلات". وأضافت: "يجب أن نرفض مشهداً يواجه فيه عدد قليل من الرجال الأقوياء بعضهم البعض".
كما أجرت ماي مقارنات بين مقتل كيث بالمر في هجوم إرهابي خارج البرلمان في مارس/آذار عام 2017، مع أحداث اقتحام الكونغرس في الولايات المتحدة في السادس من شهر يناير/كانون الثاني الحالي، قائلةً: "ما حدث في واشنطن لم يكن من فعل متطرف منفرد أو خلية سرية، بل هجوم من قبل حشد من الحزبيين بتحريض من رئيس منتخب".
وأضافت "أي شخص لديه شرف الخدمة في مثل هذا المنصب يجب أن يتذكر دائماً أن المنصب أكبر من الفرد، وأن التداول السلمي للسلطة هو سمة مميزة لأي ديمقراطية، وهذا ما يجعلنا مميزين".
وفي ديسمبر/كانون الأول الماضي، خلال جلسة التصويت على اتفاق "بريكست"، قالت ماي لمجلس العموم، إن اتفاقها التجاري مع الاتحاد الأوروبي كان أفضل من الصفقة التي أبرمها جونسون في النهاية.
وعلى الرغم من تصويتها في النهاية في صف حزب المحافظين لصالح الاتفاقية، أخبرت النواب أنها عرضت عليهم "صفقة أفضل" في عام 2019. معلنة أن "السيادة لا تعني الانعزالية"، قائلة إنها أصيبت "بخيبة أمل" من الصفقة التي توصل إليها جونسون بشأن الخدمات، وفشله في تحقيق التسوية "الرائدة" للقطاع المالي التي وعدت بها.