مايك بنس: هادئ ومحافظ وسط عاصفة ترامب

31 أكتوبر 2020
يبدو أسلوب مايك بنس على تناقض تام مع شخصية ترامب (Getty)
+ الخط -

خلف الرئيس دونالد ترامب، يقف نائبه مايك بنس الهادئ والمحافظ للغاية والمسيحي الورع الذي قد يتمكن من إقناع الناخبين المتدينين، القاعدة الناخبة التي يعتبر تصويتها حاسماً للفوز بولاية ثانية الثلاثاء.

بابتسامته الخجولة وشعره الأبيض المصفف على الدوام، يبدو أسلوب مايك بنس (61 عاماً) على تناقض تام مع شخصية دونالد ترامب المثيرة للجدل منذ أربع سنوات.

وحين يهاجم ترامب بانتظام خصومه أو وسائل الإعلام الكبرى، يحافظ بنس على هدوئه. وبينما يؤكد الرئيس المطلّق مرتين أنه مؤمن، لكنه لا يذهب إلى الكنيسة كثيراً، لا يتوقف مايك بنس عن تأكيد تدينه، ومعروف عنه أنه يرفض البقاء وحيداً في غرفة مع امرأة ليست زوجته كارين.

ويترك مايك بنس بكل طيبة خاطر الأضواء للرئيس، ويعمل في الظل مع الكونغرس والمسؤولين الجمهوريين، أو يقوم بمهمات دبلوماسية حساسة.

عيّنه دونالد ترامب على رأس خلية الأزمة التي تولت إدارة أزمة انتشار فيروس كورونا في آذار/ مارس، وكانت تصريحاته في هذا الشأن مدروسة على الدوام بعيداً عن الاستفزازات أو التقديرات أو المعلومات غير الدقيقة التي يطلقها الرئيس، وكل ذلك مع الحرص على ألا يكون أبداً في تناقض مع الرئيس.

ويشيد أنصار ترامب بولائه، فيما يندد منتقدوه بما يعتبرونه تملقاً أتاح له البقاء في منصبه. في مواجهة منافسته كامالا هاريس خلال المناظرة بين المرشحين لمنصب نائب الرئيس، كان منضبطاً في إجاباته، لكن بالنسبة إلى أدائه، تبقى عالقة في الأذهان الذبابة التي حطّت على شعره الأبيض لمدة دقيقتين.

وبنس محامٍ عمل سابقاً مقدم برامج إذاعية، وهو يعرف جيداً كواليس واشنطن، ويحظى بتقدير من الجمهوريين، بعدما كان عضواً في مجلس النواب من 2001 حتى 2013، والمسؤول الثالث في الحزب من 2009 إلى 2011.

ومايك بنس ودونالد ترامب لم يكونا قريبين بشكل خاص في البداية قبل أن يختاره ليشغل منصب نائب الرئيس في 2016. وقد سرت شائعات بأن دونالد ترامب فكر في تغيير بنس هذا العام لإعطاء دفعة لحملته. لكن الرئيس استفاد من علاقاته الوثيقة بالناخبين المسيحيين البيض، وهم عادة متقدمون في السن، وأدوا دوراً رئيسياً في فوزه قبل أربع سنوات.

"الأساس"
"إنه صلب كالصخرة. لقد كان نائب رئيس رائعاً"، هكذا وصفه دونالد ترامب في آب/ أغسطس الماضي. وأضاف أنه "يحظى باحترام جميع المجموعات الدينية، سواء الإنجيليون أو غيرهم".

وبنس الحاكم السابق لولاية إنديانا الذي نشط جداً في الحملة الانتخابية، وخصوصاً في ولاية الوسط الغربي للولايات المتحدة، يصف نفسه بأنه مسيحي، محافظ وجمهوري، وبهذا الترتيب.

وحين كان حاكماً لولاية إنديانا، برز مدافعاً عن القيم العائلية التقليدية ومناهضاً للإجهاض وزواج المثليين. وأعلن أخيراً رفضه استضافة لاجئين سوريين في ولايته. وقد وقّع بنس بصفته حاكم ولاية قوانين تجعل الإجهاض أصعب في إنديانا. وتعرّض لانتقاد شديد لدفاعه في 2015 عن قانون حول "الحرية الدينية"، اعتبره معارضوه وسيلة تمييز ضد المثليين.

لكن مواقف بنس صبت في مصلحة ترامب في صفوف المحافظين التقليديين، وخصوصاً الإنجيليين، بعدما أبدوا تردداً كبيراً حيال شخصية رجل الأعمال. كذلك، اضطلع بنس بدور في انتصارات دونالد ترامب في ولايات الحزام الصناعي الممتد في شمال شرق الولايات المتحدة، وهي منطقة شهدت تراجعاً اقتصادياً، ومن أبرز ولاياتها إنديانا وأوهايو المجاورة. وشكل ذلك عاملاً حاسماً لفوزه في السباق الرئاسي.

في عام 2017، أكد المستشار الرئاسي السابق ستيف بانون، دوره الحاسم في الانتخابات. وقال لمجلة "نيويوركر" إن "ترامب حصل على أصوات القوميين الشعبويين، لكن بنس هو الأساس"، مؤكداً أنه "بدون بنس لا نكسب".

والحصول على دعم هذه القاعدة المتدينة، قد يكون هذه المرة أيضاً حاسماً بالنسبة إلى الفوز بولاية ثانية. وأظهر استطلاع للرأي أجراه معهد بيو، أن أميركياً من أصل أربعة هو إنجيلي. إنه الشق الأبرز في البروتستانتية الأميركية، ويتقدم على الكاثوليك والبروتستانت التقليديين.

(فرانس برس)

المساهمون