أكد منسق مجلس الأمن القومي الأميركي لشؤون الشرق الأوسط وشمال أفريقيا بريت ماكغورك، الأحد، التزام واشنطن بمخرجات الإطار الاستراتيجي مع العراق، فيما تعهد بعدم استخدام بلاده سماء العراق وأرضه ومياهه منطلقاً للاعتداء على دول مجاورة له.
وتوصلت الحكومة العراقية والإدارة الأميركية، بعد أربع جولات من الحوار الاستراتيجي بدأت العام الماضي، إلى اتفاق يقضي بانسحاب القوات القتالية في التحالف الدولي في 31 ديسمبر/كانون الأول الحالي، والإبقاء فقط على المستشارين التابعين للتحالف لتقديم الدعم والمشورة للقوات العراقية.
جرى ذلك خلال استقبال مستشار الأمن القومي العراقي قاسم الأعرجي ماكغورك والوفد المرافق له، بحضور السفير الأمريكي في بغداد ماثيو تولر، وبحث معهم الأوضاع الأمنية والسياسية في العراق والمنطقة، وآخر المستجدات على الصعيدين الإقليمي والدولي.
ووفقاً لبيان صدر عن مكتب الأعرجي، فإن "ماكغورك أكد التزام الولايات المتحدة الأميركية بمخرجات الإطار الاستراتيجي مع العراق"، مشيراً إلى أن بلاده، "وحسب الاتفاق، لن تستخدم سماء العراق وأرضه ومياهه منطلقاً للاعتداء على دول مجاورة له"، مجدداً التأكيد على دعم بلاده "لتقوية القدرات العراقية في مواجهة الإرهاب".
وأشار إلى أن "واشنطن لا تشكل أي تهديد على أية دولة، وأن العدو المشترك هو تنظيم داعش"، لافتاً إلى أن "مصلحة الولايات المتحدة الاستراتيجية تكمن في حكومة عراقية قوية ذات سيادة وعراق قوي".
من جانبه، أوضح الأعرجي أن "الحوار مع الآخرين مهم، وأن الحكومة العراقية تعمل مع الجميع"، مؤكداً أن "التهدئة تصب في مصلحة البلد، وأن العراق يسعى لتجاوز المرحلة والانطلاق نحو ترسيخ أمنه واستقراره وتعزيز قدراته في المجالات كافة".
الى ذلك، التقى الرئيس العراقي برهم صالح ماكغورك والوفد المرافق له. ووفقاً لبيان رئاسي، فإن "اللقاء بحث العلاقات الثنائية بين البلدين وتطويرها، والدفع بها في مختلف الميادين السياسية والاقتصادية والثقافية والبيئية عبر الحوار الاستراتيجي القائم بين البلدين، وبما يحقق المصالح المشتركة، إلى جانب بحث إنهاء الدور القتالي للتحالف الدولي، وتعزيز قدرات قوات الأمن العراقية عبر المشورة"، مشيراً إلى أنه "تم التأكيد على أهمية مكافحة الإرهاب وفلوله".
وأضاف "تم التطرق إلى تطورات الأوضاع الإقليمية ذات الاهتمام المشترك، حيث جرى التأكيد على ضرورة نزع فتيل الأزمات التي تكتنف المنطقة، ودعم مسارات الحوار والتلاقي لتخفيف توتراتها ومنع اندلاع الصراعات".
وأكّد صالح "الدور المهم والمحوري للعراق في المنطقة، بما يمثله من عنصر استقرار وتوافق، وترابط اقتصادي وتجاري وتنموي، وبما يُحقق الأمن والاستقرار لدول وشعوب المنطقة".
في غضون ذلك، تعرضت اليوم ثلاثة أرتال دعم لوجستي للتحالف الدولي إلى هجمات بمحافظات عراقية، ووفقا لمصادر عراقية متطابقة، فإن "الهجوم الأول تم بعبوة ناسفة استهدف رتلاً في محافظة الديوانية جنوبي البلاد، كما تعرض، مساء اليوم، رتلان يحملان معدات للتحالف لتفجيرين بعبوتين ناسفتين بمحافظتي بابل وذي قار (جنوبا)، ما أسفر عن تضرر عجلات تابعة للأرتال".
وكان العراق قد أعلن، الخميس الماضي، انتهاء آخر جولات الحوار مع التحالف الدولي بقيادة واشنطن، التي بدأت العام الماضي، مؤكداً نهاية المهام القتالية والانسحاب من العراق، على أن تستمر العلاقة مع التحالف الدولي في مجال التدريب والاستشارة والتمكين.