ماكرون يلتقي ميركل في برلين أشهراً قبل مغادرتها المستشارية: عشاءٌ لأجل أوروبا ما بعد كورونا

18 يونيو 2021
سيعمل ماكرون وميركل جاهدين بحلول نهاية الشهر الحالي للتقدم على صعيد مشاريع عدة (Getty)
+ الخط -

قبل أشهر على مغادرتها منصبها، تستقبل المستشارة الألمانية أنجيلا ميركل، اليوم الجمعة، الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون على عشاء مكرس لأوروبا، في أحد آخر لقاءاتهما الثنائية الهادفة للبحث في مسائل انقسما حولها لفترة طويلة قبل حصول تقارب لافت جراء جائحة كوفيد-19.

ويعد الرئيس الفرنسي أول مسؤول أجنبي يتلقى دعوة هذه السنة لزيارة العاصمة الألمانية بسبب الأزمة الصحية.

وقالت المستشارية الألمانية وقصر الإليزيه إن اللقاء يهدف إلى التحضير لاجتماع المجلس الأوروبي في الـ24 والـ25 من يونيو/ حزيران، حيث سيبحث قادة دول وحكومات الاتحاد الأوروبي خلال قمتهم الجائحة وتحفيز الاقتصاد والهجرة والعلاقات الخارجية، بما يشمل التوتر مع تركيا وروسيا.

وسيرتدي اللقاء طابعا خاصا في وقت تستعد فيه المستشارة الألمانية لمغادرة السلطة، بعدما أمضت 16 عاما في قيادة أكبر اقتصاد أوروبي، إثر انتخابات تشريعية تجرى في 26 سبتمبر/ أيلول.

وقال مدير معهد لودفيغسبرغ الفرنسي الألماني فرانك باسنر إن ماكرون يريد أن يستغل الفرصة لشكر المستشارة التي أقام معها "علاقة شراكة فعلية".

من جهتها، أكدت سابين فون أوبلن، الخبيرة في جامعة فرايه أونيفرستيت في برلين، أن "العلاقة مع ماكرون، الذي يتشارك وميركل الحس العملي نفسه، كانت بالتأكيد أفضل بكثير" من العلاقة مع ثلاثة رؤساء فرنسيين آخرين تعاملت معهم، هم جاك شيراك (2005-2007) ونيكولا ساركوزي (2007-2012) وفرنسوا هولاند (2012-2017).
بدايات صعبة 
عندما ألقى ماكرون في 2017 كلمة في جامعة السوربون، شدد فيها على ضرورة تجديد أوروبا ومد اليد إلى ألمانيا، كان الرد الألماني شبه غائب، ما أثار استياء لدى الجانب الفرنسي.

وقالت فون أوبلن إن "حكومة ميركل خذلت ماكرون في تلك الفترة".

وكانت ميركل يومها غارقة في مفاوضات شاقة لتشكيل حكومة ائتلافية، لكنها أيضا متحفظة جدا في الأساس على حصول تكامل أوسع على مستوى الميزانية ومنطقة اليورو والدفاع في الاتحاد الأوروبي.

وميركل المتمسكة جدا بالعلاقة عبر الأطلسي، التي شكلت أساسا لألمانيا بعد الحقبة النازية، لم تستسغ قول ماكرون في 2019 عن حلف شمال الأطلسي إنه في "حالة موت دماغي". إلا أن الأزمة الصحية والاقتصادية المرتبطة بجائحة كوفيد-19 شكلت منعطفا في هذه العلاقة، فقد أطلق البلدان مبادرة لخطة انعاش أوروبية بقيمة 750 مليار يورو، تستند إلى عملية إقراض مشتركة على مستوى الاتحاد الأوروبي لإعادة توزيع لمصلحة أكثر الدول تضررا، ما أطاح بموقف ألماني معارض عادة للتضامن المالي.

وحدة صف في الأزمات 
وتشكل وحدة الصف هذه خلال الأزمات لازمة في العلاقات بين البلدين، إذ يشير ياكوب روس، الخبير لدى مركز الأبحاث الألماني "المجلس الألماني للعلاقات الخارجية"، إلى أنه "رغم الاختلافات، لطالما رص الثنائي الفرنسي الألماني الصفوف خلال الأزمات".

فمع نيكولا ساركوزي، حصل ذلك بشأن أزمة اليورو والدين، ومع فرنسوا هولاند بشأن أزمة الهجرة والاعتداءات الإرهابية، أما مع ماكرون فكانت الجائحة محرك هذا الموقف.

وأضاف روس أن التقلبات الجيوسياسية، لا سيما ولاية دونالد ترامب المناهض للاتحاد الأوروبي، وبريكست، والتوتر مع روسيا والصين، عززت القناعة بأن باريس وبرلين "يجب أن تعملا بشكل وثيق لكي تُسمِع أوروبا صوتها على الساحة العالمية".

وفي هذا الإطار، سيعمل ماكرون وميركل جاهدين بحلول نهاية الشهر الحالي للتقدم على صعيد مشاريع عدة، لا سيما الطائرات المقاتلة والدبابات الأوروبية المقبلة، بحسب ما رأى الخبير لدى "المعهد الفرنسي الألماني" فرانك باسنر.

ويلف الغموض الوضع السياسي من الجانب الألماني مع انتهاء حقبة ميركل، وكذلك الجانب الفرنسي مع انتخابات رئاسية العام المقبل، قد يكون لليمين المتطرف دور كبير فيها.

وأكد باسنر: "سندخل قريبا في مرحلة جمود"، لن تشهد إطلاق أي مشاريع جديدة حتى منتصف 2022 على الأقل.
( فرانس برس)
 

المساهمون