استمع إلى الملخص
- جاءت الانتخابات المبكرة بعد نتائج سيئة في الانتخابات الأوروبية، مما أدى إلى برلمان منقسم وزيادة عدد المشرعين من اليمين المتطرف، وأضعف سلطة ماكرون، وأدى إلى انهيار حكومة الأقلية.
- عُين فرانسوا بايرو رئيسًا للوزراء في ديسمبر، لكن الحكومة الجديدة لم تضم أي وزير من تحالف اليسار الذي يملك الأغلبية في البرلمان، مما زاد من التوترات السياسية.
قال الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون، الثلاثاء، إنه يدرك أن قراره الدعوة إلى انتخابات برلمانية مبكرة في يونيو/ حزيران 2024 زاد عدم الاستقرار السياسي في البلاد. وأضاف في كلمة تلفزيونية قبل احتفالات العام الجديد: "الوضوح والتواضع يجبرانني على الاعتراف، في هذه المرحلة، بأن هذا القرار زاد عدم الاستقرار بدلاً من السلام، وأنا أقرّ بذلك تماماً".
وتختتم كلمة ماكرون عاماً مضطرباً بعدما صدم الأمة في منتصف العام الماضي بالدعوة إلى انتخابات مبكرة في مقامرة جاءت بنتائج عكسية وتمخضت عن برلمان منقسم زاد فيه عدد المشرعين من اليمين المتطرف، ما أضعف سلطة ماكرون، وقال في لحظة ندم نادرة: "تسبب حل الجمعية الوطنية (البرلمان) في مزيد من الانقسامات أكثر من إيجاد الحلول للشعب الفرنسي"، في أوضح اعتراف للرئيس الفرنسي منذ الانتخابات.
وسوّغ ماكرون قراره الدعوة إلى انتخابات مبكرة في أعقاب نتائج سيئة في الانتخابات الأوروبية بالحاجة إلى "استجلاء" الوضع السياسي. لكنه خسر أغلبيته المؤثرة واستغرق شهرين لتشكيل حكومة أقلية انهارت في نهاية المطاف في ديسمبر/ كانون الأول، وهي المرة الأولى التي يحدث فيها ذلك في فرنسا منذ 1962.
ومن ثم، لم تستطع فرنسا إقرار ميزانية عام 2025 قبل الموعد النهائي في نهاية العام، واضطر ماكرون إلى تعيين رئيس وزراء رابع هذا العام، وهو المخضرم الوسطي فرانسوا بايرو، في ديسمبر/ كانون الأول.
وتعد الحكومة الجديدة التي اعتبرها ماكرون وازنة، صورة مستعادة من حكومة ميشال بارنييه السابقة، التي حجب البرلمان الثقة عنها في الرابع من ديسمبر/كانون الأول الماضي، والتي كانت الأقصر في تاريخ الجمهورية الخامسة، بل تضم حتى وجوهاً ينفر منها الفرنسيون.
وتضم حكومة بايرو 35 اسماً، ليس من بينها أي وزير من تحالف اليسار الذي يملك مجتمِعاً الأغلبية في البرلمان (أكثر من 160 صوتاً)، وكان قد طالب بعد الانتخابات التشريعية المبكرة بأن يُسمي ماكرون رئيس حكومة فرنسية من هذه الأكثرية، لكن الرئيس تذرع برفضه التعاون مع اليسار الراديكالي وزعيمه جان لوك ميلانشون.
(رويترز، العربي الجديد)