استمع إلى الملخص
- انتقد رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو دعوة ماكرون، معتبرًا أنها تتعارض مع دعم الدول المتحضرة لإسرائيل، وأكد أن إسرائيل ستواصل القتال لتحقيق النصر.
- رحبت قطر والأردن بدعوة ماكرون، معتبرين أنها تتماشى مع قرارات الأمم المتحدة، وشددتا على ضرورة فرض حظر كامل على تصدير الأسلحة لإسرائيل.
دعا الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون اليوم السبت إلى الكفّ عن تسليم الأسلحة للاحتلال الإسرائيلي الذي يستخدمها في حربه على قطاع غزة، معتبراً أن الأولوية هي للحلّ السياسي للحرب المتواصلة التي يشنها الاحتلال على غزة منذ 7 أكتوبر/ تشرين الأول 2023، والتي خلّفت أكثر من 138 ألف شهيد وجريح فلسطينيين، معظمهم أطفال ونساء، وما يزيد على عشرة آلاف مفقود، وسط دمار هائل ومجاعة أودت بحياة عشرات الأطفال، في إحدى أسوأ الكوارث الإنسانية بالعالم.
وقال ماكرون في تصريحات لإذاعة "فرانس أنتر": "أعتقد أن الأولوية اليوم هي العودة إلى حلّ سياسي، والكفّ عن تسليم الأسلحة لخوض المعارك في غزة". وأكد خلال هذه المقابلة التي سُجّلت في الأول من أكتوبر الجاري أن فرنسا "لا تقوم بتسليم" أسلحة. ويعارض الرئيس الأميركي جو بايدن حتى الآن تسليم الاحتلال الإسرائيلي بعض أنواع الأسلحة، وعلّق إرسال أنواع معينة من القنابل في مايو/ أيار.
في سبتمبر/ أيلول، أعلنت بريطانيا، من جانبها، تعليق 30 من أصل 350 ترخيصاً لتصدير الأسلحة إلى الاحتلال الإسرائيلي، مشيرة إلى "خطر واضح" من إمكان استخدامها، في انتهاك خطير للقانون الإنساني الدولي في الحرب الإسرائيلية على غزة.
وأعرب الرئيس الفرنسي عن أسفه لعدم تغير الوضع في غزة، رغم كل الجهود الدبلوماسية المبذولة للتوصل إلى وقف لإطلاق النار، خصوصاً مع إسرائيل. وقال ماكرون: "أعتقد أنه لم يتم الإصغاء إلينا، لقد قلت ذلك من جديد لرئيس الوزراء (بنيامين) نتنياهو، وأعتقد أن ذلك خطأ، بما في ذلك بالنسبة لأمن إسرائيل مستقبلاً".
وأضاف: "إننا نلمس ذلك بوضوح لدى الرأي العام، وبشكل أفظع لدى الرأي العام في المنطقة، إنه في الجوهر استياء يتولد، وكراهية تتغذى عليه".
وفي ما يخص العدوان الإسرائيلي على لبنان، أشار ماكرون إلى أن "الأولوية هي تجنب التصعيد". وأكد أن "الشعب اللبناني لا يمكن أيضاً التضحية به ولا يمكن للبنان أن يصبح غزة جديدة". ولم تهدأ الدبلوماسية الفرنسية، منذ بدء العدوان الإسرائيلي على قطاع غزة، في السابع من أكتوبر الماضي، لتجنيب لبنان عدواناً جديداً على غرار حرب يوليو/ تموز 2006، لكنها لم تفلح في تحقيق أي اختراق لأسباب عدة، ليس فقط بما يتعلق بمحدودية نفوذ فرنسا في المنطقة والتأثير الفرنسي تحديداً على إسرائيل، بل لأن قرار العدوان كان متخذاً وتطبيقه ينتظر ساعة الصفر.
نتنياهو: عار على ماكرون الدعوة إلى حظر توريد الأسلحة لإسرائيل
وفي سياق الرد، ندد نتنياهو السبت بدعوة الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون إلى الكف عن توريد الأسلحة إلى إسرائيل. وقال نتنياهو في بيان: "بينما تحارب إسرائيل القوى الهمجية التي تقودها إيران، يتعين على جميع الدول المتحضرة أن تقف بحزم إلى جانب إسرائيل، إلا أن الرئيس ماكرون وغيره من القادة الغربيين يدعون الآن إلى حظر الأسلحة على إسرائيل. يجب أن يشعروا بالعار".
وأكد أن "إسرائيل تخوض حرباً على جبهات عدة ضد مجموعات تدعمها ايران". وأضاف: "هل تفرض إيران حظر أسلحة على حزب الله، وعلى الحوثيين، وعلى حماس وعلى وكلائها الآخرين؟ طبعا لا". وأردف: "إسرائيل ستنتصر حتى بدون دعمهم.. لكن عارهم سيستمر لوقت طويل بعد الانتصار في الحرب". ومضى قائلاً: "اطمئنوا، إسرائيل ستقاتل حتى تنتصر في الحرب، من أجلنا ومن أجل السلام والأمن في العالم".
قطر ترحّب بدعوة ماكرون
بدورها، رحّبت دولة قطر بدعوة ماكرون، وعدتها خطوة مهمة ومقدرة في اتجاه وقف الحرب. وأكدت وزارة الخارجية القطرية، في بيان السبت، أن الدعوة الفرنسية تتسق مع قرارات مجلس الأمن والجمعية العامة للأمم المتحدة ومحكمة العدل الدولية، الداعية للوقف الفوري لإطلاق النار في القطاع وتوفير الحماية التامة للمدنيين والأعيان المدنية، وضمان انسياب المساعدات الإنسانية إلى غزة دون عوائق.
بيان| قطر ترحب بدعوة الرئيس الفرنسي إلى الكف عن تسليم الأسلحة للاحتلال الإسرائيلي للقتال في غزة#الخارجية_القطرية pic.twitter.com/tT4Rheurj4
— الخارجية القطرية (@MofaQatar_AR) October 5, 2024
الأردن يرحب بدعوة ماكرون
من جانبها، رحّبت وزارة الخارجية وشؤون المغتربين الأردنيين، اليوم السبت، بدعوة الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون إلى وقف تصدير أسلحة للاحتلال الإسرائيلي، تستخدم في العدوان الإسرائيلي المستمر على قطاع غزة. وقال الناطق الرسمي باسم الوزارة السفير سفيان القضاة، في بيان صادر عن الوزارة اليوم، إن "دعوة الرئيس الفرنسي هي خطوة منسجمة مع القرارات الصادرة عن مجلس الأمن والجمعية العامة للأمم المتحدة وقرارات محكمة العدل الدولية، وجميع القرارات ذات الصلة التي أكدت ضرورة وقف إطلاق النار في غزة وما تنتجه من معاناة وكارثة إنسانية غير مسبوقة، وضرورة ضمان إيصال المساعدات الإنسانية الكافية والمستدامة لجميع أنحاء القطاع، وحماية المدنيين".
رحبت وزارة الخارجية وشؤون المغتربين بدعوة الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون وقف تصدير أسلحة للاحتلال الإسرائيلي، تستخدم في العدوان الإسرائيلي المستمر على قطاع غزة.
— وزارة الخارجية وشؤون المغتربين الأردنية (@ForeignMinistry) October 5, 2024
وأكد الناطق الرسمي باسم الوزارة السفير د.سفيان القضاة، أن دعوة الرئيس الفرنسي هي خطوة منسجمة مع القرارات الصادرة عن… pic.twitter.com/jIrOipRCDJ
وشدّد على أهمية فرض حظر كامل على تصدير الأسلحة إلى إسرائيل، مؤكدا أن عدم فرض عواقب حقيقية على إسرائيل سيؤدي إلى استمرار عدوانها على غزة ولبنان وانتهاكاتها في الضفة الغربية المحتلة، بما يشكل خرقا للقانون الدولي، وتهديدا لأمن المنطقة برمتها.
(فرانس برس، قنا، العربي الجديد)