يواصل وزير خارجية النظام السوري فيصل المقداد زيارته إلى طهران لليوم الثالث، ليلتقي، اليوم الثلاثاء، أمين المجلس الأعلى للأمن القومي الإيراني الأميرال علي شمخاني الذي أكد عمق "العلاقات الاستراتيجية بين إيران وسورية"، مشيداً بدور النظام السوري "المهم والممتاز" في المنطقة، ومطالباً "بضرورة توسيع العلاقات الثنائية".
وصوّب شمخاني، وفق وكالة "نورنيوز" المقربة من مجلس الأمن القومي الإيراني، على الوجود الأميركي في سورية، متهماً واشنطن بأنّ دوافعها في سورية هي "نهب النفط السوري والحفاظ على أمن الكيان الصهيوني وتعزيز وتقوية نوايا داعش الإرهابية في المنطقة"، داعياً إلى إنهاء "الحضور الأميركي الشرير في المنطقة".
وأشار المسؤول الإيراني إلى جرائم الاحتلال الإسرائيلي، مؤكداً أن "العالم سيكون أكثر أمناً من دون الكيان الصهيوني"، مضيفاً أن "الحكام المشغولين بحقارة في تطبيع العلاقات مع الكيان الصهيوني المزيف، ويساعدون أميركا على تنفيذ مخططاتها في المنطقة، لن تكون عواقبهم أفضل من معمر القذافي وعمر البشير".
وفي اللقاء، قدّم وزير خارجية النظام السوري "الشكر للجمهورية الإسلامية على كافة أنواع دعمها في مواجهة الإرهاب"، مؤكداً "لن ننسى تضحيات القادة والجنود الإيرانيين، ولا سيما القائد قاسم سليماني".
وفي إشارة إلى "العلاقات الوطيدة بين البلدين"، دعا المقداد إلى "تعزيزها في كافة المجالات وخصوصا المجال الاقتصادي".
إلى ذلك، أعرب الرئيس الإيراني حسن روحاني، اليوم الثلاثاء، خلال استقباله المقداد، عن أمله في إجراء "انتخابات عامة في سورية خلال العام المقبل، ليبدي فيها الشعب وجميع القوى السياسية رأيهم".
ووصف روحاني، حسب ما أورد موقع الرئاسة الإيرانية، العلاقات بين البلدين بـ"الأخوية والاستراتيجية"، مؤكداً أن "سورية حليف استراتيجي" لإيران، والأخيرة "ستواصل دعمها لها حتى تحقيق الانتصار النهائي". وأشار إلى الاعتراف الأميركي بـ"السيادة" الإسرائيلية على الجولان، داعياً إلى مواجهة "العدو الصهيوني حتى تحرير الأراضي المحتلة بما فيها الجولان".
من جهته، أكد وزير خارجية الأسد خلال اللقاء أن النظام السوري سيجري انتخابات الرئاسة العام المقبل، معرباً عن أمله في "أن يواصل أصدقاء سورية وقوفهم إلى جانبنا بقوة".
وأعلن المقداد تأييد النظام السوري لموقف طهران من الاتفاق النووي، منتقداً "انتهاك الإدارة الأميركية لتعهداتها والاتفاقيات الدولية"، وقال إن "سورية تعتقد أن خطوة الحكومة الإيرانية في إبرام الاتفاق النووي مع مجموعة 1+5 كانت بناءة ومفيدة".
وأكد دعم دمشق للخطوات الإيرانية لتقليص التعهدات النووية رداً على الانسحاب الأميركي من الاتفاق النووي و"مماطلات" الأطراف الأوروبية، إذ قال إن هذه الخطوات "لإلزام الأطراف الأخرى بتنفيذ التزاماتها كانت في محلها وبناءة".
ووصل وزير خارجية النظام السوري، مساء الأحد، إلى العاصمة الإيرانية طهران، في أول زيارة له بعد توليه المنصب الشهر الماضي إثر وفاة سلفه وليد المعلم الذي كانت تربطه علاقات "ممتازة" مع الإيرانيين، حسب المراقبين. ووصف المتحدث باسم الخارجية الإيرانية، سعيد خطيب زادة، أمس الاثنين، هذه الزيارة بأنها "مهمة للغاية".
وعن دلالات اختيار المقداد طهران أولَ محطة خارجية يزورها بعد تولي منصب وزير الخارجية، يقول مراقبون إيرانيون إنها مرتبطة أولاً برغبة النظام السوري في تأكيد عمق العلاقات مع إيران، وثانياً برغبة المقداد نفسه في إرسال رسالة إلى طهران بأنه سيواصل طريق سلفه المعلم في العلاقات معها، وأنه "سيسد فراغ المعلم في العلاقات بين إيران وسورية"، حسب ما يقول الخبير الإيراني حسين كنعاني مقدم لصحيفة "دنياي اقتصاد" الإيرانية. ويضيف مقدم أن الزيارة تكتسب "أهمية كبيرة" على ضوء النقاش الدائر بشأن الدستور السوري وموضوع وقف إطلاق النار في إطار عملية أستانة.
كذلك، فإن إرسال النظام السوري وزير خارجيته إلى طهران في أول محطة خارجية له يحمل رسالة التأكيد على "ضرورة الحضور الإيراني في سورية"، و"فشل الجهود" التي تقودها دول غربية وعربية والاحتلال الإسرائيلي لـ"إبعاد إيران عن سورية"، وفقاً لموقع "العالم" الإيراني.
وأضاف المصدر أن الحفاوة التي استُقبل بها المقداد في طهران واستقباله من قبل كبار المسؤولين الإيرانيين، من رئيس البرلمان محمد باقر قاليباف ومستشار المرشد الإيراني للشؤون الدولية علي أكبر ولايتي وأمين مجلس الأمن القومي علي شمخاني ومسؤولين آخرين، يعكسان الأهمية التي توليها إيران لـ"العلاقات الاستراتيجية" بين الجانبين.
غير أن هذه الزيارة على ضوء التنافس الإيراني الروسي في سورية، على الأغلب، تحمل أيضاً رسالة محدّدة للجانب الروسي بأن النظام السوري ليس في وارد حساباته التخلي عن طهران.