مادورو يستبعد أي تفاوض مع المعارضة بشأن نتائج الانتخابات

10 اغسطس 2024
مادورو متحدثاً قبل دخوله المحكمة العليا، 9 أغسطس 2024 (Getty)
+ الخط -

استمع إلى الملخص

اظهر الملخص
- رفض الرئيس الفنزويلي نيكولاس مادورو التفاوض مع المعارضة بشأن نتائج الانتخابات، مطالباً بمحاسبة زعيمة المعارضة ماريا كورينا ماتشادو على الجرائم المرتكبة، وأكد أن المحكمة العليا ستصدر قرارها خلال 15 يوماً.
- صدّق المجلس الوطني للانتخابات على فوز مادورو بنسبة 52%، بينما نشرت المعارضة نسخاً من 84% من الأصوات تُظهر فوز مرشحها إدموندو غونزاليس أوروتيا، مما أدى إلى اضطرابات ومقتل 24 شخصاً.
- دعت الولايات المتحدة والبرازيل وكولومبيا والمكسيك إلى إعلان نتائج الانتخابات بشكل شفاف والتحقق منها بشكل محايد، وأبدى مادورو استعداده للتحدث مع قادة الدول الثلاث.

استبعد الرئيس الفنزويلي نيكولاس مادورو الجمعة أيّ "تفاوض" مع مُعارضيه بشأن نتيجة الانتخابات، وذلك في أثناء مغادرته المحكمة العليا التي لجأ إليها لتأكيد فوزه، داعياً زعيمة المعارضة ماريا كورينا ماتشادو إلى تسليم نفسها للقضاء. وقال مادورو رداً على أسئلة صحافيّين: "في ما يتعلّق بالمفاوضات، أعتقد أنّ الشخص الوحيد الذي يجب أن يتفاوض مع ماتشادو في هذا البلد هو النائب العام".

وأضاف: "فلتُسلّم نفسها للقضاء، ولتُحاسَب على الجرائم التي ارتكبتها. هذا هو التفاوض الوحيد الممكن حقاً هنا". وتابع مادورو: "نحن الغالبيّة... وسنُواصل حُكم هذا البلد في سلام وديمقراطيّة". بمثول مادورو، تكون المحكمة العليا قد انتهت من الاستماع إلى المرشّحين والقادة السياسيّين الذين استدعتهم. وقالت رئيستها كاريسليا رودريغيز الاثنين إنّ المحكمة أمامها "15 يوماً قابلة للتمديد لإصدار قرارها".

وقال مادورو بعد جلسة الاستماع: "ما تقوله محكمة العدل العليا في فنزويلا سيكون قانون الجمهوريّة، وسيكون حكماً مقدساً". ومع ذلك، فقد أشار إلى استعداده للدعوة إلى "حوار" مع الأحزاب الـ38 في البلاد، بما في ذلك ائتلاف المعارضة "الطاولة المستديرة للوحدة الديمقراطيّة" الذي دعم المرشّح إدموندو غونزاليس أوروتيا. ولم يذهب إلى المحكمة مرشّح المعارضة للانتخابات الرئاسيّة إدموندو غونزاليس أوروتيا الذي استُدعي الأربعاء، قائلاً عبر منصّة إكس إنّه بتوجّهه إلى هناك يُخاطر "بحرّيته، لا بل بما هو أهمّ من ذلك، أي بإرادة الشعب" التي عُبِّر عنها خلال التصويت في 28 يوليو/ تموز.

وصدّق المجلس الوطني للانتخابات الجمعة 2 أغسطس/ آب على فوز مادورو بنسبة 52% من الأصوات، من دون أن يُعلن العدد الدقيق للأصوات وبيانات التصويت في مراكز الاقتراع، زاعماً أنّه تعرّض لقرصنة معلوماتيّة. وأطلقت المعارضة من جهتها موقعاً على الإنترنت نشرت فيه نسخ 84% من الأصوات التي أُدليَ بها وتُظهر فوز مرشّحها غونزاليس أوروتيا بفارق كبير. لكنّ الحكومة تشدّد على أنّ هذه النسخ مُزوّرة.

من جهتها، دعت ماتشادو في رسائل صوتيّة أرسلتها إلى وكالة فرانس برس، إلى "مفاوضات من أجل الانتقال الديمقراطي"، متحدّثة عن "ضمانات وحوافز للأطراف المعنيّين، أي (لأعضاء) النظام الذي هُزم في هذه الانتخابات الرئاسيّة". وأكّدت أنّ "مادورو فقد شرعيّته تماماً وبشكل مطلق"، مضيفة: "جميع الفنزويليّين والعالم أجمع يعلمون أنّ إدموندو غونزاليس فاز في الانتخابات الرئاسيّة، وأنّ مادورو ينوي فرض أكبر عمليّة تزوير في التاريخ".

وتعتقد المعارضة وعدد من المراقبين أنّ رواية القرصنة المعلوماتيّة لفّقتها الحكومة لتجنّب الاضطرار إلى نشر بيانات مراكز الاقتراع. ويُعتبَر كلّ من المجلس الوطني للانتخابات والمحكمة العليا خاضعين لأوامر السلطة. وأدت الاضطرابات التي أعقبت إعلان فوز مادورو إلى مقتل 24 شخصاً، وفق منظّمات معنيّة بالدفاع عن حقوق الإنسان. وأعلن الرئيس المنتهية ولايته من جهته مقتل اثنين من أفراد الحرس الوطني وتوقيف أكثر من 2200 شخص.

وأشارت سفارة الولايات المتحدة ومقرها كولومبيا الجمعة على منصة إكس إلى أن "الحوار وحده وليس القمع يمكن أن يسمح لفنزويلا بالعودة إلى المعايير الديمقراطية"، داعية إلى إطلاق سراح المعارضين المحتجزين. وشدّدت البرازيل وكولومبيا والمكسيك الجمعة على ضرورة أن تُعلن كراكاس بيانات نتائج الانتخابات الرئاسيّة بعد إعادة انتخاب مادورو المُتنازع عليها.

وجاء في بيان مشترك أنّ الدول الثلاث التي يقودها رؤساء يساريّون على غرار مادورو "تنطلق من مبدأ أنّ المجلس الوطني للانتخابات هو الهيئة المُخوّلة قانوناً الكشف عن نتائج الاقتراع بطريقة شفّافة". وذكرت البلدان الثلاثة أنّها أحيطت علماً بالإجراء الذي بوشِر في المحكمة العليا التي لجأ إليها مادورو من أجل "التصديق" على فوزه، لكنّها شدّدت على أنّه "يُستحسَن السماح بالتحقّق من نتائج (الانتخابات) بشكل مُحايد، مع احترام المبدأ الأساسي للسيادة الشعبيّة". وقال مادورو إنه متاح "على مدار 24 ساعة في اليوم، كل يوم" للتحدث مع قادة الدول الثلاث، على الرغم من إلغاء مكالمة بين الدول الأربع بسبب ما ذكَرَ أنها "مشاكل تتعلق بالجدول الزمني".

(فرانس برس)