خرج مئات المتظاهرين السودانيين إلى شوارع العاصمة الخرطوم، اليوم الخميس، مطالبين بإطاحة المجلس العسكري ورفضاً للاتفاق الإطاري الخاص بالانتقال التدريجي للسلطة إلى المدنيين.
وقادت التظاهرة لجان المقاومة، وهي جماعة شعبية رفضت رفضاً قاطعاً أي مفاوضات مع قائد الجيش ورئيس مجلس السيادة عبد الفتاح البرهان، وقائد قوات التدخل السريع محمد حمدان دقلو "حميدتي"، ودعت الجماعة التي تقود الاحتجاج إلى محاكمة الرجلين اللذين قادا انقلاب العام الماضي.
وتوجه المتظاهرون في الخرطوم إلى القصر الجمهوري، مقر المجلس العسكري الحاكم، قبل اعتراضهم من قبل قوات الأمن التي أطلقت الغاز المسيل للدموع وخراطيم المياه على الحشود. ولم ترد أنباء مؤكدة عن وقوع إصابات.
وكان البرهان ودقلو قد وقعا الإثنين الماضي "اتفاقاً إطارياً" مع قوى إعلان الحرية والتغيير، الجماعة الرئيسية المؤيدة للديمقراطية في السودان. بيد أن الاتفاق لم يقدم سوى الخطوط العريضة الغامضة لكيفية استئناف البلاد طريقها إلى الديمقراطية، كما وقع عدد من الأحزاب والمنظمات السياسية الأخرى على الاتفاق.
ولجان المقاومة هي واحدة من عدة قوى سياسية هامة رفضت الاتفاق الجديد، كما قاطع الاتفاق عدد من قادة المتمردين السابقين الذين شكلوا كتلتهم السياسية الخاصة.
وتجنب الاتفاق بين القادة العسكريين والمدنيين القضايا السياسية الحساسة المتعلقة بالعدالة الانتقالية وإصلاح الجيش، وهي سياسة تعد بدمج الفصائل المسلحة المختلفة داخل السودان في قوة قتالية واحدة. ومن المتوقع إجراء مزيد من المفاوضات للتوصل إلى اتفاق أكثر شمولاً.
وتولت الأمم المتحدة والولايات المتحدة مهمة الوساطة لعقد مفاوضات بين الأطراف في السودان، إلى جانب العديد من الجهات الفاعلة الدولية الأخرى. وقد أقر الطرفان بهشاشة الاتفاق، ودعوَا إلى مزيد من المحادثات، كما هدد وزير الخارجية الأميركي أنتوني بلينكن، يوم الأربعاء، بفرض حظر سفر على أي شخصية سودانية تحاول عرقلة التحول الديمقراطي.
ويشهد السودان اضطرابات منذ أطاحت الاحتجاجات الرئيس السابق عمر البشير، وأنهى انقلاب عسكري في أكتوبر/ تشرين الأول من العام الماضي على نحو مفاجئ اتفاق الانتقال الديمقراطي السابق مع قادة الاحتجاج.
(أسوشييتد برس)