وقال رئيس "حركة مجتمع السلم"، عبد الرزاق مقري، إنّ "المؤتمر إنجاز كبير على صعيد إعادة توحيد ولم شمل أبناء المؤسس الراحل محفوظ نحناح"، مثمناً جهود "القيادات الخيرة في جبهة التغيير التي وافقت على مشروع الوحدة".
من جهته، أكد رئيس "جبهة التغيير" عبد المجدي مناصرة، أنّ "مشروع الوحدة ولم الشمل كان يمثل الهدف الرئيس الذي تنازلت لأجله الجبهة عن الكثير من المواقف"، معتبراً أنّ "اللحمة السياسية بين أبناء المشروع السياسي الواحد، ستضيف كثيراً للحركة وتعزز دورها في حماية وبناء الجزائر".
ويحضر المؤتمر مندوبون يمثلون الحزبين على مستوى المحافظات في الجزائر، ووفد من قيادات حركة المقاومة الإسلامية "حماس" في فلسطين برئاسة سامي أبو زهري، وقيادات من حزب "تواصل" الموريتاني، إضافة إلى الشيخ محمد الحسن ولد الددو.
وقبل أسبوعين، عقدت "جبهة التغيير" بقيادة وزير الصناعة السابق عبد المجدي مناصرة، مؤتمراً لإعلان حل نفسها إدارياً وتنظيمياً، تمهيداً للمشاركة في مؤتمر الوحدة مع "حركة مجتمع السلم".
وكانت "حركة مجتمع السلم"، الحركة الأم لجماعة "الإخوان المسلمين في الجزائر، و"جبهة التغيير"، قد اتفقتا على إنجاز الوحدة السياسية والتنظيمية قبل سنتين، والعودة إلى ما كان عليه الوضع قبل 2008.
واتفق الطرفان على المشاركة في الانتخابات البرلمانية الأخيرة، والتي جرت في 4 مايو/ أيار الماضي، بقوائم موحدة باسم الحركة الأم، ثم عقد مؤتمر استثنائي يتم فيه إعادة دمج الجانبين.
وكانت كتلة من قيادات "حركة مجتمع السلم" قد أعلنت، في نهاية عام 2008، الانشقاق عن الحركة الأم للإخوان، بسبب خلافات حادة مع قيادة الحركة، والتي تم انتخابها في العام ذاته، بعد خمس سنوات على وفاة مؤسسها الراحل محفوظ نحناح.
وأسست قيادات الكتلة المنشقة حزب "جبهة التغيير"، لكنّها سرعان ما انقسمت ليتأسس حزب "حركة البناء".
وحتى الآن، ترفض كتلة "حركة البناء" بقيادة مصطفى بلمهدي، الانخراط في مسعى وحدة "إخوان الجزائر، وفضّلت التوحد مع حزبين إسلاميين آخرين؛ هما "حركة النهضة" و"العدالة والتنمية".
وشهد "حركة مجتمع السلم" سلسلة من الانشقاقات بعد رحيل نحناح، فبالإضافة لانشقاق كتلة "جبهة التغيير" عام 2008، عرف الحزب عام 2012 انشقاق كتلة أخرى بقيادة وزير الأشغال العامة السابق، عمار غول، والتي أسست حزباً سياسياً جديداً هو "تجمع أمل الجزائر".