مؤتمر دولي للمانحين لدعم أفغانستان يعقد في جنيف نهاية نوفمبر

28 أكتوبر 2020
هافيستو: عملية السلام الجارية الآن في الدوحة يعتمد عليها (فيسبوك)
+ الخط -

أعلن وزير الخارجية الفنلندي بيكا هافيستو، اليوم الأربعاء، أنه يجري الإعداد لعقد مؤتمر دولي للمانحين لدعم أفغانستان، يعقد نهاية شهر نوفمبر/ تشرين الثاني المقبل في جنيف.

وقال الوزير الفنلندي، خلال استضافته في مركز دراسات النزاع والعمل الإنساني بالدوحة، للحديث عن "دور فنلندا في بناء السلام"، إن "مؤتمر المانحين يرسل رسالة واضحة للمجتمع الدولي بأن لا ينسى أفغانستان، وأن عملية السلام الجارية الآن في الدوحة يعتمد عليها".

وأضاف أن "على المجتمع الدولي والجهات المانحة الحرص على وصول المساعدات الإنمائية إلى جميع المناطق في البلاد، وخاصة المناطق النائية، للمّ شمل الشعب الأفغاني".

وقال الوزير الفنلندي: "نحن نتحدث مع إيران وباكستان والهند، وجميعهم يدركون أهمية السلام في أفغانستان"، معربا عن الأمل في "نجاح مؤتمر جنيف للمانحين، لأن ذلك سيدعم عملية السلام الجارية في الدوحة، التي يدعمها بلدي، فالوقت ما زال متاحا لتحقيق التنمية في أفغانستان".

الوزير الفنلندي: مؤتمر المانحين يرسل رسالة واضحة للمجتمع الدولي بأن لا ينسى أفغانستان، وأن عملية السلام الجارية الآن في الدوحة يعتمد عليها

وكان وزير الخارجية الفنلندي قد حذر من عواقب جائحة كورونا على استقرار الأوضاع في الدول والمجتمعات، لافتا إلى أنه "لا يستطيع أي بلد في العالم وحده مكافحة جائحة كورونا"، وقال إن "التحديات المشتركة لا تواجه إلا بتعاون مشترك"، معربا عن "الأسف في نفس الوقت لقيام الولايات المتحدة الأميركية بقطع مساعداتها لمنظمة الصحة العالمية".

وأضاف هافيستو: "نحن نحتاج إلى التعددية والتعاون الدولي واحترام حقوق الإنسان والقانون الدولي، وهي ركائز أساسية في السياسة الخارجية لبلادي والقائمة على الترويج لحل النزاعات بشكل سلمي".

وعرض وزير خارجية فنلندا لتجربة بلاده مع الحروب الأهلية في أوروبا، والهجوم الذي تعرضت له بلاده، وما خلفه ذلك من تجارب مريرة، وقال: "استطعنا أن ننجو من هذه النزاعات، بفضل قيمنا، وخاصة قيمة التسامح، حيث فقدت فنلندا جزءا من أرضها، وكان المهم أن يواجه المجتمع هذه المحنة".

كما عرض للتحديات التي تواجه العالم حاليا، والتي أصبحت سببا للنزاعات، ومنها أن "التكنولوجيا الحديثة والضرر الذي يلحق بالبيئة بسبب تصرفات البشر، وشح الموارد المائية، والتغيرات المناخية، تزيد من المخاطر الكامنة من النزاعات"، كما أن "التكنولوجيا تتسارع والعالم يتحول رقميا بسرعة كبيرة، وهو ما يطرح تحديا جديدا"، مشيرا إلى أن "خرائط النزاعات تتغير وأصبحت أكثر تعقيدا، فضلا عن أن آثار جائحة كورونا لم تنجل بعد".

وأكد المتحدث ذاته على "دور المجتمع المدني من أجل إدامة السلام، والمشاركة الفعالة لمختلف الفئات، وخاصة النساء والأطفال والشباب"، مشددا على "ضرورة مشاركة المرأة في صناعة السلام، حيث ما زال دورها ضعيفا وغير مؤثر رغم أنها ضحية للنزاعات".

وفي معرض رده على أسئلة الحضور، اعتبر وزير الخارجية الفنلندي أن "الوضع الفلسطيني من أسوأ ما يكون، وهو أعقد بعد عام 2004. الأمور لن تصبح أكثر سوءا"، مضيفا أن "الفسطينيين يحتاجون إلى دعم كبير أكثر من أي وقت مضى"، وأنه يشجع السلطة الفلسطينية "لكي تبني رؤية للمستقبل عن كيفية بناء الدولة الفلسطينية وفق حل الدولتين"، وأن "على الفلسطينيين أن يجتمعوا معا لصنع السلام".

وحول ظاهرة "الإسلاموفوبيا" وخطاب الكراهية الذي يسود أوروبا، خاصة بعد الصور المسيئة للرسول محمد، رد الوزير الفنلندي بالقول إن بلاده تدين اغتيال المدرس في فرنسا، لكن "هناك ضرورة لتقبل الآخر واحترامه، ويجب على الجميع أن يشعر بالمسؤولية تجاه هذه الأمور، فخطاب الكراهية يمكن أن يؤسس للعنف".

المساهمون