استمع إلى الملخص
- **مواقف الحزب من غزة والسياسات الدولية:** الحزب يتبنى تعريف تصرفات إسرائيل في غزة كإبادة جماعية ويدعم حركة المقاطعة وسحب الاستثمارات وفرض العقوبات على إسرائيل، ويدعو حزب العمال لوقف مبيعات الأسلحة إلى إسرائيل.
- **قرارات المؤتمر والسياسات المستقبلية:** الحزب يصوت على تعزيز العلاقات مع الاتحاد الأوروبي، حظر سباقات كلاب السلوقي، دعم حقوق النساء في أفغانستان، وتطوير إطار تنظيمي للذكاء الاصطناعي، مع التركيز على سياسات بيئية واجتماعية واقتصادية.
يتجه حزب الخضر في المملكة المتحدة نحو بناء استراتيجيّة جديدة في أعقاب الفوز التاريخي الذي حققه الحزب خلال انتخابات مجلس العموم البريطاني الأخيرة في يوليو/تموز الماضي، والتي أفضت إلى تمثيل الحزب بأربعة مقاعد بعد أن كان ممثلاً بمقعد واحد، وحصوله على أكثر من مليوني صوت من مجمل الأصوات.
وتنعكس هذه الاستراتيجيّة، التي ظهرت جليةً في مؤتمر الحزب السنوي نهاية الأسبوع الماضي، بالانفتاح أكثر على شرائح مجتمعيّة دعمت حزب الخضر خلال الانتخابات الأخيرة، ومنها المجموعات اليساريّة والمجتمعات المسلمة التي صوتت للحزب بعد أن كانت تصوت سابقاً لحزب العمّال، وذلك بسبب موقف الأخير من حرب الإبادة الجماعيّة في غزّة.
غزّة حاضرة في مؤتمر حزب الخضر
وصوت الحزب خلال المؤتمر، الذي انعقد في مدينة مانشستر وحضره ألف شخص، على تبني تعريف تصرفات إسرائيل في غزّة بأنها إبادة جماعيّة، كما أيد الأعضاء وصف إسرائيل بنظام "فصل عنصري". وصوت أعضاء الحزب بأغلبية ساحقة لصالح اقتراح ينص على أن حزب الخضر "يؤكد التزامه بالقانون الدولي وتعزيز المساواة وحقوق الإنسان للشعب الفلسطيني"، واقتَرَح هذا التعريف عددٌ من أعضاء الحزب البارزين بمن فيهم مستشارة مدينة كرويدون، ريا باتيل، ومنسق المساواة والتنوع في الحزب، كفينتسي دينيس. وأكد الاقتراح دعم حزب الخضر طويل الأمد لحركة المقاطعة وسحب الاستثمارات وفرض العقوبات بهدف "محاسبة إسرائيل، ودعم حقوق الفلسطينيين في المساواة وتقرير المصير، وإظهار أن دعمنا، كأمة، ليس مجرد أداء".
وقال كريس ويليامز، الذي أدار الحملة الانتخابيّة الأخيرة، في حديث للصحافيين خلال المؤتمر "كانت غزة قضية كبيرة في الانتخابات. ربع الناخبين الخضر قالوا إنها السبب الذي دفعهم إلى التصويت لصالح الخضر"، مضيفاً أن الملونين يشعرون بخيبة أمل متزايدة إزاء سياسات الأحزاب السياسيّة الكبرى تجاه غزة.
وقال نائب زعيم حزب الخضر، زاك بولانسكي، إنه تحدث إلى العديد من الأشخاص الذين كانوا غاضبين من حزب العمال بسبب دعمه لحرب إسرائيل. وأضاف في خطابه "قد يكون ذلك ضرراً لا يمكن إصلاحه لحزب العمال"، واصفاً الوضع في غزة بأنه "إبادة جماعيّة"، وحث حزب العمّال على وقف مبيعات الأسلحة إلى إسرائيل تماماً بدلاً من تعليق 30 ترخيصاً لتصدير الأسلحة فقط من أصل 350 ترخيصاً.
واختار الخضر خلال المؤتمر أن تكون زيارتهم الإعلامية الوحيدة خارج المؤتمر هي لزيارة مسجد في بلدة ألتيرينشام المحافظة لتسليط الضوء على المشاركة المجتمعيّة.
We made history today, the first UK political party to officially recognise what's happening in Gaza as Genocide, what's happening in Palestine as Apartheid and continued support for BDS
— Mothin Ali (@MothinAli) September 8, 2024
We made sure the party followed through on it's commitment made during the elections#GPC24 pic.twitter.com/kZ1VYhHy5K
واحتلت النقاشات حول كيفية البناء على النمو المفاجئ والكبير لشعبية الحزب بشكل أفضل، حيزاً كبيراً في المؤتمر على أمل أن يتم تكرار الاستراتيجيّة التي أدت إلى مضاعفة تمثيله في مجلس العموم في عشرات الدوائر الانتخابيّة الأخرى خلال الانتخابات المقبلة.
كما دعت مجموعة من أعضاء اليسار خلال المؤتمر إلى التحول نحو "أجندة دوليّة ومعادية للرأسماليّة وتحويليّة بيئيّة"، وقال مصدر من داخل هذه المجموعة، التي يتم إنشاؤها تحت الاسم المؤقت Greens Organise، لصحيفة ذا غارديان إنهم يعتقدون أن التحول نحو اليسار ضروري لتحقيق السياسات البيئيّة للخضر، ومن المأمول أن يجتذب ذلك الناخبين اليساريين الذين انزعجوا من تحول حزب العمال نحو اليمين تحت قيادة كير ستارمر.
وتهدف المجموعة إلى الجمع بين سياسات الحزب البيئيّة التقليديّة مع "خيوط جديدة من الوعي البيئي، من تلوث الأنهار وحملات الحق في التجوال إلى حركة عدالة مناخية دوليّة ومناهضة للاستعمار". وأضاف المصدر "يمكن للحزب الأخضر أن يقدم قضية إيجابية لشيء أفضل. لقد أوصلتنا التسوية إلى حافة كارثة المناخ وعودة اليمين المتطرف. لقد حان الوقت لسياسة أكثر جرأة الآن"، مؤكداً أنه "لدى الحزب الأخضر بالفعل سياسات يساريّة انتقاليّة من شأنها أن تستعيد السلطة من الشركات الكبرى وتضعها في أيدي الناس. يجب أن نفخر بهذا. وتريد منظمة الخضر مساعدة الحزب في إيصال هذه الرسالة إلى اليسار الأوسع".
وإلى جانب تركيزهم المعروف على البيئة خاض الخضر في الانتخابات الأخيرة حملات على أساس تعهدات بفرض ضريبة على الثروة، وفرض حد أدنى للأجور بقيمة 15 جنيهاً إسترلينياً وملكية عامة لشركات السكك الحديدية والمياه والطاقة.
قرارات المؤتمر
وصوّت أعضاء الحزب خلال المؤتمر على عدد من القضايا منها: تأييد سياسة مفصلة من شأنها أن تجعل الحزب يضغط على الحكومة الجديدة من أجل علاقات أوثق بكثير مع الاتحاد الأوروبي وضد إدخال الموانئ الحرة والمناطق الاقتصاديّة الخاصّة في جميع أنحاء المملكة المتحدة. كما صوتوا لصالح دعم الحظر الفوري على سباقات كلاب السلوقي واستخدام السوط في سباقات الخيل. هذا إلى جانب فرض ضريبة إلزامية عالية على جميع المراهنات لاستخدامها فقط في تحسين الرفاهية، وهيئة تنظيمية واحدة لفرض معايير رعاية الحيوان.
وصوت الأعضاء أيضاً لصالح دعم دعوات خبراء الأمم المتحدة للاعتراف بمعاملة طالبان للنساء على أنها فصل عنصري بين الجنسين بموجب القانون الدولي وجريمة ضد الإنسانية. كما صوتوا لصالح وضع إطار تنظيمي واضح من شأنه أن يدفع تطوير واستخدامات الذكاء الاصطناعي بطرق تضع مصالح الناس والكوكب في المقام الأول، ولصالح وضع قانون جديد لحماية الناس من الأراضي الملوثة، إضافة لتأييد مجموعة من التدابير لمعالجة التمييز ضد ذوي الإعاقة في مجالات مثل الإسكان والنقل والتعليم والتمكين الاقتصادي.
ويمثّل الحزب في مجلس العموم كل من النائبة شين بيري عن مدينة برايتون، والنائبة إيلي كووينز عن شمال هيريفوردشاير، والنائبة كارلا دينير عن مدينة برستول، والنائب أدريان رامزي عن وافيني فالي. إضافة إلى 800 عضو في المجالس المحليّة في أنحاء بريطانيا.