- يونس الكريم يتوقع أن يركز المؤتمر على التعافي المبكر وإعادة الإعمار في سورية، مع تحديد آليات عمل وتمويل، لكنه يتوقع خيبة أمل في حجم الأموال المخصصة للمساعدة.
- الاتحاد الأوروبي والدول الأعضاء تعهدوا بنحو 5.6 مليارات يورو في مؤتمر العام الماضي، مع تأكيد على أهمية الالتزام بالتعهدات المالية وإدارة المشاريع بشكل حيادي وشامل في جميع مناطق سورية.
حدد الاتحاد الأوروبي يوم الاثنين القادم موعداً لانطلاق النسخة الثامنة من مؤتمر بروكسل الوزاري حول "دعم مستقبل سورية والمنطقة". وقال في بيان نشرته دائرة العمل الخارجي التابعة له، الجمعة، إن الاجتماع الوزاري سيشهد مشاركة ممثلين عن الدول الأعضاء في الاتحاد الأوروبي والدول المجاورة لسورية ودول أخرى، بالإضافة إلى ممثلين عن الأمم المتحدة والمنظمات الدولية والمجتمع المدني السوري. وسيشارك منسق السياسة الخارجية في الاتحاد الأوروبي جوزيب بوريل في رئاسة المؤتمر نيابة عن الاتحاد، إلى جانب أوليفر فارهيلي، مفوض الجوار والتوسع، وجانيز ليناريتشيتش، مفوض إدارة الأزمات.
وأكد البيان أن الاجتماع الوزاري المقبل سيأخذ بالتوصيات الصادرة عن مؤتمر الحوار مع المجتمع المدني، الذي عقد في 30 إبريل/ نيسان الماضي، بحضور أكثر من 600 مشارك، بمن في ذلك سوريون من جميع مناطق سورية والدول المجاورة والمغتربون. وقال الاتحاد الأوروبي في بيانه إنه سيعمل على تلبية الاحتياجات الأكثر إلحاحاً للسوريين والمجتمعات المضيفة لهم، وتجديد دعم المجتمع الدولي للحل السياسي بما يتماشى مع قرار مجلس الأمن الدولي رقم 2254، وأشار إلى أنه قدم أكثر من 33 مليار يورو استجابة للأزمة السورية منذ عام 2011.
وفي هذا الصدد، قال الباحث الاقتصادي السوري يونس الكريم، في حديثه مع "العربي الجديد"، إن مؤتمر بروكسل الثامن سوف يشمل عدة نقاط هامة، أبرزها تحديد آلية عمل صندوق التعافي المبكر ليكون أساساً نحو إعادة إعمار سورية، وهي النقطة الرابعة في منظومة إدارة الكوارث حسب المفهوم الأممي. وسيحدد الاجتماع القادم، وفق الكريم، المنحى الذي سوف تنتهي عنده مرحلة التعافي المبكر وإطلاق إعادة الإعمار، و"هنا يتوجب على المجتمعين في بروكسل تحديد الخطوط العريضة في الحل السياسي وعودة اللاجئين في ظل التطورات الجديدة والمبادرة العربية لكسر العقوبات الغربية على نظام الأسد".
وتوقع الكريم أن يكون مؤتمر بروكسل القادم "مخيباً للآمال" فيما يتعلق بحجم الأموال المخصصة لمساعدة السوريين، وسيكون أكثر وضوحاً في التوجه نحو مفهوم التعافي المبكر الذي يقصده هو لا الذي يحتاجه السوريون. ورأى أن المبالغ المادية التي ستقدمها الدول المانحة ستركز في هذه المرحلة على التعليم وخلق فرص عمل لمكافحة العسكرة والمخدرات.
وكان رئيس الائتلاف الوطني هادي البحرة تطرق في اجتماعات مع مسؤولين أمميين وممثلي عدد من الدول الفاعلة في الملف السوري لموضوع التعافي المبكر، وشدّد على ضرورة أن يدار بكل مفاصله بشكل حيادي ويقوم بعمله وتوزيع مشاريعه وفق التوزع السكاني في مناطق سورية كافة، دون أي تمييز لأي سبب كان، بحسب ما ذكر البحرة في تغريدات على منصة "إكس".
وتعهد المجتمع الدولي بما يقرب من 5.6 مليارات يورو في مؤتمر بروكسل الأخير لعام 2023 وما بعده، منها أكثر من 3.8 مليارات يورو من الاتحاد الأوروبي والدول الأعضاء فيه، لكن تعهدات المانحين لا يتم الالتزام بها جميعها غالباً، بحسب ما تؤكد تقارير تابعة للأمم المتحدة. وينظم الاتحاد الأوروبي منذ عام 2017 مؤتمر بروكسل بهدف تشجيع المانحين، بمشاركة ممثلين عن حكومات ومنظمات دولية وإقليمية ومنظمات مجتمع مدني.