تواصلت، اليوم الأحد، أعمال مؤتمر "استمرارية الحروب الأهلية العربية: الأسباب والتحديات"، الذي تعقده وحدة الدراسات الاستراتيجية في المركز العربي للأبحاث ودراسة السياسات، لليوم الثاني، بعنوان "النساء في الحروب (الأهلية)".
وبدأت أمس السبت أعمال مؤتمر "استمرارية الحروب الأهلية العربية: الأسباب والتحديات"، الذي يستمر على مدى أربعة أيام عن بُعد عبر منصة زوم Zoom.
وناقشت جلسة اليوم، التي ترأستها المديرة التنفيذية للقطاع الإداري والمالي بمعهد الدوحة للدراسات مريم المسند، مسألة "النساء في الحروب (الأهلية)".
وخلال جلسة اليوم، قدمت أستاذة العلوم السياسية بجامعة كلارك أورا سيكيلي ورقة بحثية عنوانها "حلفاء غير تقليديين: المرأة والامتياز والمشاركة في الانتفاضة السورية"، حددت فيها، استناداً إلى مقابلات معمّقة مع النساء المنتميات إلى المعارضة ودراستها أدبيات الانتفاضة في سورية، المظالم التي أدت إلى الثورة السورية (2011)، وأبرز سمات مشاركة النساء فيها، والامتيازات التي حصلت عليها بعضهن بسبب هويتهن الجندرية والطائفية بوصفهنّ منظِّمات وناشطات.
بدوره، قدم أستاذ الدراسات الأمنية النقدية بمعهد الدوحة مهند سلوم ورقة بعنوان "وحدات حماية المرأة الكردية في الحرب الأهلية السورية: بحث متعدد الجوانب للمقاتلات الكرديات"، تطرّق فيها إلى أهداف المقاتلات الكرديات في وحدات حماية المرأة الكردية وأدوارهن في الحرب الأهلية السورية. ذلك أن المقاتلات ما زال دورهن لا يحظى بالتقدير اللازم مقارنةً بدور الرجال.
ولفهم دورهن في الحرب الأهلية السورية، تبنّى الباحث مبدأ التداخل منهجًا للبحث، لفهم تكوّن الهويات المتشابكة المتعددة، وتجارب المقاتلات الكرديات.
واختتمت أعمال الجلسة الثانية بورقة مشتركة قدمتها أستاذة العلوم السياسية بجامعة فرجينيا كومونولث جيسيكا تريسكو، والباحثة في الجندر والسياسة ومديرة مشروع في معهد وليام أند ماري للأبحاث العالمية دنيا حسن، عنوانها "تفكيك الخلافة: أدوار النساء في تنظيم الدولة ومساعي إعادتهن إلى أوطانهن"، طرحتا من خلالها تحديات إعادة دمج النساء والأطفال المنخرطين في تنظيم "داعش" في الشرق الأوسط وشمال أفريقيا؛ فالنساء قد كنّ جزءًا لا يتجزأ من البنى الأسرية التقليدية في تنظيم "داعش"، إذ امتدّت مشاركتهن فيه إلى ما هو أبعد من الحيّز الخاص، فعملن معلّمات وداعيات ومطبِّقات لتفسيرات التنظيم للشريعة الإسلامية.
في حين بحثت الجلسة الثالثة، التي ترأسها قائد مركز الدراسات الاستراتيجية التابع للقوّات المسلحة القطرية راشد حمد النعيمي، "دور القوى الإقليمية: معطّل/ مخرّب، ضامن أم وسيط تسوية؟"، وتضمنت ثلاث مداخلات، افتتحها الباحث في مركز مالكوم كير-كارنيغي للشرق الأوسط حارث حسن بورقة عنوانها "الدور الإيراني في الصراعات العراقية"، ناقشَ خلالها الدور الذي أدّته إيران في الصراعات والحروب الداخلية العراقية، وتطور استراتيجيتها تجاه الصراعات العراقية، وطبيعة التحالفات وشبكات العلاقات التي أسستها مع قوى مسلحة عراقية.
كما تناول الباحث العوامل العسكرية والأيديولوجية والسياسية والاقتصادية، وكيفية تضافرها في تشكيل علاقة طهران بالجماعات المسلحة في العراق.
وقدم أستاذ الدراسات الأمنية النقدية بمعهد الدوحة عماد منصور وأستاذ العلوم السياسية بجامعة إنديانا ووليام ر. تومسون ورقة مشتركة عنوانها "الخليط المرتبك: التنافس الدولي والحروب الأهلية في الشرق الأوسط وشمال أفريقيا"، ركّزا فيها على العلاقة بين المنافسات الدولية الخارجية واندلاع الحرب الأهلية في الشرق الأوسط وشمال أفريقيا.
وخلص الباحثان إلى أنّ التدخل الخارجي في الحروب المحلية أصبح بديلاً من الحروب التقليدية بين الدول، كما ازدادت عمليات تدويل الحرب الأهلية.
ولفهم هذا "الخليط المرتبك" بحسب وصفهما، يحاول الباحثان اقتراح نموذج تفسيري يدمج بين المظالم المحلية وتطوّرها من جهة، والمنافسات الخارجية واندلاع الحرب الأهلية من جهة أخرى.
واختتمت أعمال اليوم الثاني بورقة قدمها مستشار ليبيا في مركز جنيف لحوكمة قطاع الأمن عماد الدين بادي، عنوانها "التدخل الروسي والتركي في الحرب الأهلية الليبية وتداعياته"، بحث فيها التدخلات الروسية والتركية في ليبيا عقب بدء هجوم اللواء المتقاعد خليفة حفتر على طرابلس في إبريل/ نيسان 2019، وعرض الطرائق التي صاغت بها تركيا وروسيا مخططاتهما المتعلّقة بتقديم المساعدة الأمنية في ليبيا.
فرغم النهج الأمني المشترك للدولتين في التدخّل، بحسب الباحث، فقد تبنّت روسيا وتركيا توجّهات مختلفة لتقديم المساعدة الأمنية، وطوّرتا نماذج مختلفة إلى حدّ بعيد في ما يخص التعاون (وعدمه) مع "الشركاء" المحليين.