شن جيش الاحتلال الإسرائيلي سلسلة غارات عنيفة على مناطق مختلفة بمدينة رفح، جنوب قطاع غزة، أدت إلى استشهاد وإصابة عشرات الفلسطينيين، بينهم أطفال ونساء، في حين قالت حركة حماس إن المجازر في رفح هي "استمرار لحرب الإبادة الجماعية والتهجير القسري".
وشنّت الطائرات الحربية الإسرائيلية، مساء الأحد وفجر الاثنين، غارات عنيفة على رفح، قرب الحدود المصرية، كما قصفت الزوارق الحربية شاطئ البحر.
ودمّرت الغارات مسجد الهدى في مخيم يبنا، ومسجد الرحمة في مخيم الشابورة، و14 منزلاً سكنياً لعائلات المغير والمصري وأبو جزر وأبو الحصين وأبو رزق وآخرين في مناطق يبنا وخربة العدس والشابورة وتل السلطان وميراج ومنطقة مصبح ومخيم بدر.
الآن
— رضوان الأخرس (@rdooan) February 12, 2024
قصف إسرائيلي عنيف جدا يستهدف مدينة رفح جنوب قطاع غزة.
المدينة تكتظ بنحو مليون ونصف نازح !!! pic.twitter.com/9GScBhxrrD
كما استهدفت الطائرات الإسرائيلية النازحين على الحدود المصرية، وقرب المستشفى الكويتي، غرب المدينة. ووصل ما يزيد عن 63 شهيدًا وعشرات الإصابات إلى مشافي المدينة، فيما تتواصل عمليات انتشال القتلى والجرحى من تحت أنقاض المباني المستهدفة.
وتناثرت أشلاء القتلى في الأماكن المستهدفة من شدة القصف، وملأت سحب الدخان الكثيف أجواء المدينة، بالتزامن مع تحليق مكثف لطائرات الاستطلاع والمروحيات.
ودارت اشتباكات عنيفة بين المقاومة الفلسطينية وقوات خاصة من جيش الاحتلال الإسرائيلي توغلت في شمال غرب رفح، إلى جانب إطلاق الطيران المروحي نيران أسلحته الرشاشة باتجاه المواطنين والنازحين.
وجاءت الهجمات الكثيفة عقب مكالمة هاتفية أجراها الرئيس الأميركي جو بايدن مع رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، مساء الأحد، استمرت نحو 45 دقيقة، تحدثا فيها حول رفح والحرب على قطاع غزة.
وقال البيت الأبيض إن بايدن حثّ نتنياهو على عدم شنّ عملية عسكرية برية في رفح بجنوب قطاع غزة "من دون خطة ذات مصداقية وقابلة للتنفيذ" لحماية المدنيين.
حماس: مجازر رفح استمرار لحرب الإبادة والتهجير القسري
وفجر الاثنين، قالت حركة حماس، في بيان، إن المجازر التي ارتكبتها إسرائيل ضد المدنيين "هذه الليلة في رفح وراح ضحيتها أكثر من مئة شهيد هي استمرار لحرب الإبادة الجماعية والتهجير القسري".
وأضافت أن "الهجوم الإسرائيلي على رفح يؤكد أن حكومة (بنيامين) نتنياهو تضرب عرض الحائط بقرارات محكمة العدل الدولية التي أقرت تدابير عاجلة لوقف أي خطوات يمكن اعتبارها أعمال إبادة".
وحمّلت الحركة إدارة بايدن كامل المسؤولية مع حكومة نتنياهو عن مجزرة رفح "بسبب الضوء الأخضر الذي أعطوه لنتنياهو أمس وما يوفرونه له من دعم مفتوح لمواصلة حرب الإبادة".
ووصفت الهجوم على مدينة رفح بأنه "جريمة مركّبة، وإمعان في حرب الإبادة الجماعية، وتوسيع لمساحة المجازر التي يرتكبها ضد شعبنا، نظراً للأوضاع المأساوية التي تعيشها هذه المدينة بسبب تكدّس قرابة 1.4 مليون مواطن فيها، وتحوّل شوارعها إلى مخيمات للنازحين، يعيشون في ظروف غاية في الصعوبة والقسوة، نتيجة افتقارهم لأدنى مقومات الحياة".
ودعت "جامعة الدول العربية ومنظمة التعاون الإسلامي ومجلس الأمن الدولي إلى التحرك العاجل والجاد لوقف العدوان الصهيوني وجرائم الإبادة الجماعية المتواصلة على المدنيين العزل في قطاع غزة".
"الجهاد الإسلامي" عن مجزرة رفح: الاحتلال يمعن في حرب الإبادة ضد شعبنا
بدورها قالت حركة الجهاد الإسلامي إنّ إصرار جيش الاحتلال الإسرائيلي على مواصلة جرائمه، ولا سيما ارتكابه مجزرة مروعة في رفح هو "إمعان في حرب الإبادة الممنهجة ضد الشعب الفلسطيني".
وأكدت، في بيان لها، أنّ حكومة الاحتلال الإسرائيلي "تضرب بكل الأعراف والمواثيق الدولية عرض الحائط، ولا سيما مقررات محكمة العدل الدولية، وقرارات الأمم المتحدة وما يسمى بالمجتمع الدولي".
وحذرت الحركة العالم والدول العربية من مخاطر الهجوم الإسرائيلي على رفح، قائلة إنه يرمي إلى "تهجير شعبنا من أرضه، وتصفية القضية الفلسطينية، ما يهدد الأمن القومي العربي والإسلامي".
وحمّلت إدارة الرئيس الأميركي جو بايدن مسؤولية "استمرار الاحتلال في حرب الإبادة ضد الشعب الفلسطيني، وإمداده بالدعم العسكري والمالي والغطاء السياسي والإفلات من المساءلة والعقاب".
الرئاسة الفلسطينية تطالب واشنطن بإجبار إسرائيل على منع اجتياح رفح
في غضون ذلك، طالبت الرئاسة الفلسطينية المجتمع الدولي وخاصة الإدارة الأميركية بالتحرك بشكل عاجل لإجبار سلطات الاحتلال الإسرائيلي على وقف التقدم الإسرائيلي نحو مدينة رفح.
وقال الناطق الرسمي باسم الرئاسة الفلسطينية نبيل أبو ردينة، "إن على الإدارة الأميركية ألا تبقى رهينة للسياسة الإسرائيلية، خاصة أن المنطقة باتت على مفترق طرق، واستمرار الحرب على الشعب الفلسطيني سيؤدي إلى توسعها إقليمياً".
وطالب في بيان صحافي بوقف العدوان الإسرائيلي على الشعب الفلسطيني "فورا"، ووقف المجازر في قطاع غزة.
وقال أبو ردينة: "إن حديث نتنياهو عن ممر آمن للمواطنين محض ترهات وخداع للعالم، لأنه لم يعد هناك مكان آمن في قطاع غزة، ولا يمكن عودة المواطنين في ظل القصف المتواصل على وسط وشمال القطاع، وحدوث نكبة جديدة وتهجير قسري خارج القطاع أمر مرفوض ولن نسمح به".
من جانبها، قالت وزارة الخارجية الفلسطينية، إن مجزرة الاحتلال في مدينة رفح هي دليل على صحة التحذيرات من المخاطر الكارثية لاجتياحها.
وأدانت الخارجية في بيان بأشد العبارات المجازر الجماعية التي تواصل قوات الاحتلال ارتكابها ضد المدنيين الفلسطينيين، والنازحين منهم، خاصة في مناطق وسط وجنوب قطاع غزة لليوم الـ129 على التوالي، مشيرة إلى أن الهجوم على رفح "إمعان إسرائيلي رسمي في استهداف المدنيين، ونقل الحرب إلى منطقة مكتظة بالنازحين، لدفعهم إلى الهجرة".
ومنذ 129 يوماً تشن إسرائيل حرباً مدمرة على قطاع غزة خلفت حتى الأحد "28 ألفاً و176 شهيداً و67 ألفاً و784 مصاباً، معظمهم أطفال ونساء"، وفق وزارة الصحة الفلسطينية في غزة.
(الأناضول، العربي الجديد)