ليز تشيني.. الجمهورية التي تحدت ترامب

14 يونيو 2022
أقول لزملائي الجمهوريين.. سيأتي يوم يرحل فيه دونالد ترامب لكن العار سيبقى (Getty)
+ الخط -

نالت ليز تشيني، العضوة الجمهورية في مجلس النواب الأميركي عن ولاية وايومنغ، والتي تم انتخابها لأول مرة في عام 2016، الثناء باعتبارها منشقة لا تخشى تحدي حزبها، لدورها في لجنة مجلس النواب التي تحقق في اقتحام الكابيتول، على يد أنصار الرئيس السابق دونالد ترامب.

وفي ولايتها وايومنغ، أثار دورها في اللجنة وتصويتها لعزل ترامب غضب الناخبين المحافظين الذين يهيمنون على الولاية المحافظة بشدة، حيث حصل ترامب على ما يقرب من 70% من الأصوات في عام 2020.

وقبل الانتخابات النصفية في أغسطس/آب، تشير استطلاعات الرأي التي تم نشرها الأسبوع الماضي، إلى أن تشيني تتخلف عن منافستها هارييت هاجمان التي تحظى بدعم قوي من ترامب، بفارق 28 نقطة.

ظهرت تشيني كنائب من أكثر منتقدي ترامب صراحة داخل الحزب الجمهوري، بعد أحداث 6 يناير/كانون الثاني، وهاجمت مزاعمه بأنه خسر الانتخابات بسبب التزوير. وفي جلسة افتتاح أعمال لجنة التحقيق باقتحام الكابيتول، الخميس الماضي، قالت تشيني مخاطبة زملاءها في الحزب: "أقول هذا لزملائي الجمهوريين الذين يدافعون عما لا يمكن الدفاع عنه. سيأتي يوم يرحل فيه دونالد ترامب، لكن العار سيبقى". ثم أوضحت في ملاحظات مفصّلة كيف أشرف ترامب، ونسق خطة معقدة من سبعة أجزاء لإلغاء الانتخابات الرئاسية ومنع نقل السلطة للرئيس جو بايدن.

تعتبر تشيني عملها في لجنة التحقيق والثمن السياسي الذي دفعته مقابل ذلك تاريخياً. ففي نوفمبر/تشرين الثاني الماضي، صوت الحزب الجمهوري في وايومنغ على عدم الاعتراف بتشيني على أنها جمهورية، وهي خطوة رمزية تعبر عن الاستياء من مواقفها ضد ترامب في الكونغرس. وقبل ذلك في مايو/أيار تم عزلها من منصبها كرئيسة للمؤتمر الجمهوري في مجلس النواب، بعد تصويت النواب الجمهوريين، وهو ثالث أعلى منصب في القيادة الجمهورية في مجلس النواب، تولت رئاسته من عام 2019 إلى عام 2021.

زعيمة الحزب الجمهوري في حقبة ما بعد ترامب

في أعقاب هجوم الكابيتول في الولايات المتحدة عام 2021، وأثناء عملية التصديق على الرئيس المنتخب جو بايدن، أعلنت تشيني أنها ستصوت لعزل ترامب لدوره في التحريض على الهجوم على الكابيتول، كما أعلنت دعمها للمساءلة. وقالت: "ليس له (ترامب) دور كقائد لحزبنا في المستقبل". مؤكدة أنها لن تصوت له إذا كان مرشح الحزب الجمهوري للرئاسة في عام 2024. وفي مايو/أيار 2021، قالت: "سأفعل كل ما بوسعي لضمان ألا يقترب مرة أخرى من المكتب البيضاوي".

وكانت تشيني واحدة من 35 جمهورياً انضموا إلى الديمقراطيين في التصويت للموافقة على تشكيل لجنة 6 يناير/كانون الثاني 2021، التي تهدف إلى التحقيق في اقتحام مبنى الكابيتول.

وهاجمها ترامب في أول خطاب له بعد هجوم الكابيتول، ووصفها بأنها "داعية للحرب"، و"شخص يحب رؤية قواتنا تقاتل"، وذلك لدعمها سياسة إدارة بوش الخارجية، ومعارضتها سياسة "أميركا أولاً".

قال عنها ميتش ماكونيل، زعيم الأقلية الجمهورية في مجلس الشيوخ: "ليز تشيني زعيمة ذات قناعات عميقة وشجاعة للتصرف وفقاً لها. إنها زعيمة مهمة في حزبنا وفي أمتنا. أنا ممتن لخدمتها، ونتطلع إلى مواصلة العمل معها في القضايا المصيرية التي تواجه أمتنا".

في حين قالت مؤسسة بروكينغز البحثية الأميركية، إن تشيني لديها إستراتيجية طويلة الأمد لتصبح زعيمة للحزب الجمهوري في حقبة ما بعد ترامب، وإنها "محافظة حقيقية، والديمقراطيون الذين يحبون معارضتها لترامب لن يحبوا سياستها أبداً".

ابنة عائلة سياسية مخضرمة وتاريخ من العمل في الخارجية

إليزابيث لين تشيني، من مواليد 28 يوليو/تموز 1966، وهي الابنة الكبرى لنائب الرئيس الأسبق ديك تشيني، وهي محامية وسياسية، وعضوة في الكونغرس عن ولاية وايومنغ منذ عام 2017. وقد شغلت المقعد الذي شغله والدها في مجلس النواب من 1979 إلى 1989. وهي متزوجة من المحامي فيليب بيري، منذ عام 1993، ولديهما خمسة أبناء.

حازت تشيني عدة مناصب في وزارة الخارجية الأميركية أثناء إدارة جورج دبليو بوش، منها منصب نائب مساعد وزير الخارجية لشؤون الشرق الأدنى عام 2002، بتوصية من وزير الخارجية آنذاك كولن باول، ورأى الإعلام الأميركي حينها أن تعيين تشيني كان "العلامة الأكثر إثارة للاهتمام على أن أميركا جادة في إصلاح الشرق الأوسط"، و"مقياس على الجدية التي كانت الإدارة تأخذ بها برامج الشرق الأوسط لمحو الأمية والتعليم والإصلاح". وفي فبراير/شباط 2005، عُينت النائبة الرئيسة لمساعد وزير الخارجية لشؤون الشرق الأدنى، ومنسقة مبادرات الشرق الأوسط وشمال أفريقيا. وروجت لتغيير النظام في إيران أثناء قيادتها مجموعة سياسات وعمليات إيران - سورية (ISOG)، التي تأسست في مارس/آذار 2006، وهي وحدة داخل مكتب وزارة الخارجية لشؤون الشرق الأدنى.

تعدّ تشيني من المحافظين الجدد، ومعروفة بتركيزها على الأمن القومي، ودعم الجيش الأميركي، وهي مؤيدة لرجال الأعمال، وذات مواقف متشددة في السياسة الخارجية، ومحافظة مالياً واجتماعياً. ورغم انتقادها سياسة دونالد ترامب الخارجية؛ فإنها صوتت بشكل دائم لدعم أجندته الداخلية، ومن عام 2017 إلى عام 2021، صوتت تشيني بما يتماشى مع موقف ترامب في حوالي 93% من المناسبات.

تأييد إسرائيل واحتلال العراق ومعارضة الاتفاق النووي

عارضت تشيني الانسحاب من أفغانستان، وانتقدت ما سمته "جناح بوتين" في الحزب الجمهوري. وأثناء عملها في الخارجية أيدت حرب العراق، التي روّج لها والدها ديك تشيني.

كما أنها داعم قوي لإسرائيل، وعبرت عن دعمها لخطط إسرائيل لضم أجزاء من الضفة الغربية المحتلة. كما وقعت على رسالة موجهة إلى رئيس الوزراء الإسرائيلي السابق بنيامين نتنياهو، تشدد على "التحالف الذي لا يتزعزع بين الولايات المتحدة وإسرائيل".

في 2021 عارضت تشيني مع 160 نائباً جمهورياً إلغاء القانون الذي منح إدارة بوش سلطة شن حرب على العراق. وقالت إن إلغاء القرار "سيرسل رسالة ضعف لخصومنا وحلفائنا على حد سواء". وفي عام 2015 عارضت كذلك الاتفاق النووي الإيراني، قائلة إنه "سيؤدي إلى إيران مسلحة نووياً".

أيدت تشيني استخدام التعذيب. وفي عام 2009، دافعت عن استخدام الإيهام بالغرق أثناء إدارة جورج دبليو بوش، واعتبرته تدريباً. وفي عام 2018، دافعت مجدداً عن استخدام ما يسمى "تقنيات الاستجواب المعزز"، زاعمة أنها "أنقذت الأرواح، ومنعت الهجمات، وأنتجت معلومات استخبارية أوقعت بأسامة بن لادن".

المساهمون